لوزير التربية بديت؟* د . ناصر احمد العمار
النشرة الدولية –
لله درك حتى وأنت في مرضك (تحاتي عيالنا ومدارسهم).
في استقبال استثنائي يقف صاحب السمو الأمير شامخا متعافيا، بفضل الله ثم بدعوات أهل الديرة من محبيه، ورجاء الثكالى والأرامل والأيتام في بقاع الخليقة، وقف سموه مستقبلا من أتاه يطمئن عليه ويقبل رأس سموه، المشهد لم يكن اعتياديا رسميا أو بروتوكوليا، بل كانت له أبعاد لا يفقهها إلا اللبيب.
جاء المشهد ردا بليغا وصريحا على كل من أراد الشر لأمير الإنسانية ولهذا الرمز، وللكويت البلبلة والانجراف إلى الهاوية والتي ستأخذهم يوما الى قاعها أذلة مهانين بإذن الله.
إن أكثر التعابير معنى ووصفا تجلّت صورها في مشهد جمع القائد ورعيته، بل هو الشعور والحب المتبادل بينهما.
صورة نقية لرمزية العلاقة المتينة المنصهرة في بوتقة عشق الوطن ومكانته بين الحاكم والمحكوم، والخوف على أرض ارتوت بدماء شهدائها الأبرار وأبت أن تكون للمعتدي غنيمة، وللحاقدين وليمة ينهشونها حتى التخمة، فلفظتها أمعاؤهم النتنة، فحرّ الزاد والعيش لا يستطعمه إلا حرّ الأصل وكريم النشأة والخصال.
موقف نادر وتأريخ سُطّرت حروفه في شرايين الكويت لحاكم نفض عن جنباته وساوس المرض، وقهر في بهاء طلته الأعداء، فأمست رؤاهم أضغاث أحلام تبخرت مع رياح النسيان.
خرج للجميع مطمئنا قلوبا اضطربت خوفا عليه وأفئدة ارتعشت من المجهول، فأمسى ليلنا دامسا، طويلا، مخيفا فانجلي سواده بطلّته علينا، مرسلا بابتسامة الأمل والحب والشوق لمحبيه مقرونة بالحمد والشكر والثناء لرب العالمين (ولئن شكرتم لأزيدنكم) وبسهام مصوبة غُرست بقلوب أعدائه لتهدف بعبارات تذكّرهم بقول الحق تبارك وتعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
استقبلهم سموه كعادته بابتسامة الأب لأبنائه، وبنظرات مبصرة، وبدقات قلب يخفق ورجفة فؤاد يئنّ إحساسا وشعورا بملامسة واقع الرعية تحصينا لحاضرهم وضمانا لرؤى مستقبلهم ومستقبل الوطن، فالاهتمام والخوف علينا وعلى الكويت نطقت بها تعابير جسدك الشامخ يا سمو الأمير، اطمئن فقد وصلت بجميع لغات العالم.
بادلت ضيوفك التحية بأطيب منها، فلما جاء دور وزير التربية أ.د.حامد العازمي كانت الإضافة مذهلة، فاجأتنا بها.. نطقتها بإحساس الأب، القائد، المسؤول، الأمير المكلف بتبرئة الذمة.. «بديت»؟ (إشارة إلى استعدادات وزارة التربية للعام الدراسي القادم) كلمه من 4 حروف لها معان بثقل الجبال، ليست متابعة وظيفية، ولا هي محاسبة مقصر، بل ممن حمل على كاهله مخافة الله، حمل ثقيل، احساس لم أجد تفسيرا له إلا في معاني الأبوة الصادقة، ليس تباهيا ولا نفاقا، ولا حتى عبارات أراد لها أن تنتقل عبر الشاشات والقنوات الفضائية كي يسمعها الآخرون، بل قالها سموه بصوت هادئ يكاد يصل إلى مسامع المتلقي، فصاحب الرسالة (مستغن) عن كل ما تحمله معاجم اللغة من مصطلحات الرياء والنفاق والمديح.
أحرف قفزت من أعماق الخوف على مستقبل (عياله) الطلبة فمكنون الذاكرة به قصة عن أحوال بعضهم عندما قضوا أوقاتا في الحرّ أثناء مشكلة المكيفات في العام الدراسي الفائت، فكانت الآلام حاضرة ولم تغب المشكلة على الرغم من الألم المشافى منه بإذن الله، فحرص سموه على الاطمئنان عليهم مدركا الحاجة إلى الاستعداد مبكرا، فطمأنه الوزير المختص فأضفى على الشفاء راحة.
تلك هي «مدرسة صباح الأحمد» في الحكم. وإن كان للقانون مذكرة تفسيرية لشرح مقاصده ومعانيه فهذا هو النص التفسيري للقرار العالمي في تنصيب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أميرا للإنسانية.
لك الحمد يا الله على نعمك وفضلك في كل وقت وحين.
الأنباء الكويتية