الحزب المخدوع* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
لست من أنصار حزب الله الإيراني في لبنان ولست بالأصل مؤيدا لوجوده على أرض الدولة اللبنانية التي تمكّن مع الأسف من احتلالها بالكامل وتسليمها لإيران تديرها حسب أهوائها وشطحاتها الجنونية.
ولقد عرّض هذا الحزب لبنان لكثير من الدمار والخراب بسبب الحروب التي شنتها إسرائيل عليه بعد تحرشات حزب الله الصبيانية بإسرائيل، وآخرها حرب عام 2006 التي خسر فيها لبنان كثيرا وخسر فيها الحزب الكثير والكثير وأُجلي من مواقعه في الجنوب اللبناني، الأمر الذي استدعى أن يختبئ أمينه العام حسن نصر الله بالقبو منذ ذلك التاريخ وحتى الساعة.
ورغم هذا فإنني أبدي اليوم شفقتي على حزب الله وأمينه العام ومناصريه ومحازبيه ومطبليه، بسبب وقوعه فريسة سهلة للخداع الإسرائيلي وتمكن إسرائيل من جره إلى ساحة الخداع كي تكشف أوراقه وتعريه أمام مناصريه ومحازبيه وأتباعه.
فلقد قامت إسرائيل بوضع مجسم يمثل معسكرا ووضعت فيه دمى على شكل جنود بقصد الإيقاع بحزب الله وجره إلى حرب، فانطلت اللعبة على الحزب الذي قام بتدمير ذلك المجسم بصواريخ أطلقها من الأرض اللبنانية ظنا منه أن هذا المجسم هو معسكر حقيقي وأن الجنود هم جنود حقيقيون وليسوا دمى، ولتكملة المسرحية الهزلية قامت إسرائيل بالإسعاف الفوري الشكلي والتمثيلي للجنود، كي توحي لحزب الله بأنه فعلا استطاع أن يلحق أضرارا بالمعسكر الإسرائيلي وبالجنود.
وهلل حزب الله لهذا «النصر» المتوهم وراحت أبواقه الإعلامية تروج له، زاعمة وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، بينما إسرائيل صامتة لا تعلق.
وبعد أن ردت إسرائيل بـ 100 صاروخ على مقرات الحزب في الجنوب اللبناني، أعلنت حقيقة العملية ونشرت صور المجسم أو المعسكر المزعوم وجنوده الدمى.
اتضح انه لم تلحق بالجانب الإسرائيلي أي أضرار وأن كل ما حدث قد حدث على مسرح هزلي أعدته إسرائيل لحزب الله الذي صدق اللعبة وانطلت عليه الخدعة فقام بالهجوم ثم، وكالعادة، بإعلان النصر ليهلل له المطبلون الذين أصيبوا بخيبة أمل بعدما اتضحت لهم الحقيقة.
وأرجو ألا يقع مناصرو حزب الله ومطبلوه والسائرون في ركــبه ضحايا لخدعة جديدة.
وإن كنت على يقين بأنهم سيقعون ويقعون ويقعون.
الأنباء الكويتية