شركة New Plaza Tours… ختم مكاتبها بالشمع الأحمر وعلاقة للمالك برجال أعمال سوريين* سوسن مهنا
النشرة الدولية –
تمكنت الشرطة السياحية اللبنانية في الرابع من سبتمبر (أيلول) وبناءً على تعليمات وزير السياحة أفيديس كيدانيان من مداهمة جميع فروع شركة السياحة والسفر New Plaza Tours وختمها بالشمع الأحمر، وكان صاحب الشركة رجل الأعمال فواز فواز قد أوقف على ذمة التحقيق الأسبوع الماضي.
وكانت شركة “نيو بلازا تورز”، قد أعلنت عن فتح مكاتبها في الثاني من سبتمبر داعية الزبائن الذين تضرروا من الأزمة أن يتقدموا من الفرع الرئيسي خلال مهلة 15 يوماً لإجراء إحصاء للأضرار المالية وصولاً لتسوية موضوع الخسائر المالية.
وتعذر علينا التواصل مع محامي الشركة علي جوني، وكيل فواز الذي أصدر بياناً وتم نشره عبر وسائل الإعلام اللبنانية، والذي فند فيه أقوال المدعين. وجاء في البيان “أثارت الأزمة التي تعرضت لها شركة نيو بلازا تورز التي يديرها الموكل فواز فواز ضجة إعلامية بنيت على تكهنات وصلت إلى حد التلفيق ونسج روايات لا صحة لها إطلاقاً، يهمنا أن نبين للرأي العام اللبناني أن ما تعرضت له شركة نيو بلازا تورز، ناشئ بالدرجة الأولى عن عمل إجرامي وعملية اختلاس لحوالات ومبالغ مالية أرسلت من طرف الشركة لصالح شركات نقل جوي وفنادق وقد امتنعت هذه الشركات عن القيام بواجباتها تبعاً لذلك، كما أن العديد من الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام مصدرها شركات محلية منافسة لشركة نيو بلازا تورز وعلى قاعدة المنافسة التجارية اللامشروعة.
اختلاس أموال
وتابع جوني أن امتناع الشركات الأجنبية عن نقل الركاب من وإلى لبنان، أتى بعد اختلاس أموال شركة نيو بلازا تورز، بالتالي لا وجود لأي عمليات وهمية كما تناقل بعض وسائل الإعلام بهدف محاباة بعض شركات السياحة والسفر المنافسة محلياً.
أضاف ألا صحة لما أشيع عن فرار فواز إلى خارج الأراضي اللبنانية، إذ بعد نشوء الأزمة، انتقل إلى تركيا وجورجيا لمعالجة المشاكل، وعاد بعدها إلى سوريا لتأمين السيولة النقدية اللازمة من شركاء له، ولكنه تعرض للاعتقال ما حال دون تمكنه من تخطي العثرات التي تعرضت لها الشركة، كما أن شركة نيو بلازا تورز لم تغلق أبوابها كما أشيع ولكن إقدام البعض على التهجم على موظفي الشركة اضطرنا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لسلامة الموظفين.
وعرف اللبنانيون شركة New Plaza Toursقبل سنوات، وكانت أطلقت شعار “صار بدّا سفرة” (أي حان وقت السفر)، لكن ما حدث في 21 أغسطس (آب) الماضي، أن مسافرين لبنانيين قاموا بحجز رحلاتهم عبر مكاتب هذه الشركة، وجدوا أنفسهم على الرصيف عند وصولهم إلى فنادقهم في جورجيا وتركيا، وتبين لهم أن حجوزاتهم وهمية، لا حجز، لا في الفندق ولا لرحلة العودة إلى بيروت. وعندما حاول بعض المسافرين العالقين في جورجيا وتركيا التواصل مع مكاتب الشركة في بيروت، كان كل موظف يحيل الاتصال على موظف آخر، ومن حاول التواصل مع فواز نفسه تجاهل الاتصال أو قام بعمل “Block” للرقم المتصل.
مشاكل مالية وديون
وكانت مصادر مطلعة أشارت لـ “اندبندنت عربية” إلى أن صاحب الشركة فواز لديه مشاكل مالية وديون تخطت ملايين الدولارات ابتدأت منذ ثلاث سنوات، لذا لجأ إلى هذا الحل، إي الاحتيال على زبائنه كي يسدد ديونه، كما أن موظفي شركته لم يتقاضوا رواتبهم منذ حوالى ثلاثة أشهر، وكان في بعض الأحيان يقوم بإيهام الزبون أنه حجز له فندق 5 خمس نجوم كي يتبين لاحقاً أنه فندق من فئة الثلاث نجوم، كما أنه قدم عروضات مغرية جداً منذ بداية الموسم ومنها تسويق شركته لعرض يتضمّن تذكرة سفر مجانية مع كل تذكرة مدفوعة.
وفتحت قضية هذه الشركة الباب على مصراعيه عن التراخيص المعطاة من قبل السلطات اللبنانية للشركات السياحية، لذا أبلغت مكاتب عدة كانت تتعامل مع “نيو بلازا” زبائنها عن نيتها التعويض لهم، إما خوفاً من فتح ملفاتها أو اقتناعاً منها بمسؤوليتها تجاه الزبائن.
ومن هذه الشركات من قام، بالتعاون مع شركات سفر أجنبية، بجلب المسافرين العالقين على نفقتها، مثل ما حصل مع شركة Blue wings ، إذ تواصلت “اندبندنت عربية” مع مالك الشركة الذي قال “إنهم قاموا بجلب 94 راكباً من تبليسي Tbilisi عاصمة جورجيا”، وسيكون لهم اجتماع مع السلطات اللبنانية المختصة إذ وُعدوا، وعبر الهيئة العليا للإغاثة أنه سيتم دفع تكاليف نصف ركاب الطائرة.
“نام في العراء”
المحامي إلياس عقل وهو من المسافرين الذي علقوا في مدينة مرمريس التركية، يقول لـ “اندبندنت عربية”، إنه في الليلة الأولى “نام في العراء حرفياً”، وكان قد دفع 800 دولار ثمناً لرحلته والتي تخوله البقاء في وجهته ثمانية أيام وسبع ليال مع فطور في فندق من فئة ثلاث نجوم، أضاف “أن لفواز علاقة مع شركة “أدامار ترافيل” التركية، وهم عبارة عن شبكة احتيال وتزوير”، وأنه ومع ثلاثة محامين زملاء له كانوا معه في الرحلة، تقدموا بشكوى ضد المدعو فواز أمام مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، كما تبين لهم أن هناك أكثر من 1500 مسافر علقوا ما بين تركيا وجورجيا.
وعن الخسائر التي تكبدها يقول إنه “دفع قيمة تذكرة عودته أي حوالي 530 دولاراً”، “لكن الخسارة معنوية إذ إنه من الصعب أن تصل إلى بلد أجنبي وتجد أنه لا مكان لك للإقامة، وأنه قد غرر بك”. وكان وكيل المدعو فواز، المحامي علي جوني، قد اتصل به وعرض عليه أن يدفع له بدل التذكرة، لكنه رفض، لكن كما حصل مع شركات السفر الباقية “سوف تقوم الهيئة العليا للإغاثة بدفع نصف بدل تذكرة العودة”.
المحامي حسن بزي كان أول من كشف ما حصل في إسطنبول عبر صفحته على موقع “فيسبوك”، وتواصلت “اندبندنت عربية” مع بزي الذي قال “إنه وكيل عدد من المتضررين من أعمال المدعو فواز”، “وقد رفعت ضده حتى الآن 50 شكوى أمام قاضي التحقيق في جبل لبنان”.
طائرة بمليون دولار
“وبينت التحقيقات وبحسب المعلومات المتداولة في قصر العدل، أنه مديون لشركة Moon Line العراقية بمبلغ مليون و750 ألف دولار أميركي، كما بمبلغ مليوني دولار لشركة الميدل إيست اللبنانية Middle East Airlines، ومبلغ ما يعادل 660 ألف دولار لوزارة المالية بدل رسوم مغادرة عن المسافرين، وحوالى مليون دولار تعويض للمسافرين ولشركات سفر، ومبالغ متوجبة لشركة طيران “أونور” التركية Onur Air ، إضافة إلى ديون غير محددة عبارة عن قروض للمصارف اللبنانية”.
يتابع بزي “أن المدعو فواز كان قد اشترى طائرة بمليون دولار وهي الطائرة نفسها التي كانت تحاول الإقلاع من دون إذن من مطار بيروت الدولي، لكنها أوقفت من قبل الأمن العام اللبناني، وهي ملك لشركة Fly Air Lebanon للنقل الجوي، وكان فواز قد حاول توريط الشركة العراقية عبر دخوله بشراكة معها، من خلال هذه الشركة التي ما زالت قيد الإنشاء”.
وعن مكان تواجد فواز الآن؟ يجيب بزي “أنه في زنزانة مكتب مكافحة الجرائم المالية، يخضع للتحقيق لصالح النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وقد تم تقديم 50 دعوى بحقه لغاية تاريخه، وبدأت التحقيقات وصدر بحقه 50 إشارة توقيف بناءً على الـ 50 دعوى”. وكانت راجت معلومات في الإعلام اللبناني عن أن فواز سوري الجنسية لكنه من “المجنسين اللبنانيين الجدد”، أي أنه نال جنسيته اللبنانية على عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، كما أن فواز مقرب من حزب الله وهو من قام بتغطية أعماله.
ويوضح بزي “أن هذا الكلام عار من الصحة، وفواز لبناني وهو من بلدة الغسانية الجنوبية، ولا دخل لحزب الله به لا من قريب ولا من بعيد لكن من روج هذه المعلومات له أهداف سياسية”. في المقابل، تنفي مصادر أخرى كل هذه الأقوال وتقول لـ “اندبندنت عربية” إن “السيد فواز مظلوم، وهو لم يقفل أبواب الشركة إلا لأنه ذهب في اليوم التالي من حصول الإرباكات مع زبائنه في الخارج، إلى جورجيا، علّه يستطيع أن يساعد، ولكن المبالغ المطلوبة كانت كبيرة، إذ اضطر إلى أن يعود إلى دمشق من أجل الحصول على مساعدة من شركائه هناك”.
وكان فواز قد تم توقيفه في دمشق من قبل الأمن السوري ونقل إلى مركز للتحقيق بعد فشل تهريب طائرته من لبنان إلى الخارج، ومن ثم جرى تسليمه إلى لبنان بعد انتهاء التحقيقات معه هناك. وكان فواز قد اعترف بأنه “تهرب من مسؤولياته في لبنان بضغط من أحد النافذين سياسياً عبر وسيط معروف جداً”.
من هم شركاء فواز يوسف فواز في سوريا؟
يبرز اسم رجل الأعمال السوري سامر فوز كشريك لفواز فواز، فوز الذي ورد اسمه وبحسب صفحات يديرها أو يملكها مقربون من نظام الرئيس بشار الأسد، تقول إن روسيا تنظر بعين الرضا لجهود رجل الأعمال السوري سامر فوز، وترى فيه مرشحاً جيداً لاستلام شيء ما في الفترة المقبلة، أيضاً، وهو نفسه من ورد اسمه على قائمة العقوبات الأميركية. وكانت الفاينانشيل تايمز Financial Times البريطانية قد ذكرت في 11 يونيو (حزيران) الماضي، أن وزارة الخزانة الأميركية جمدت أصول المليونير السوري سامر فوز، متهمة إياه بدعم الحكم الاستبدادي لبشار الأسد، مضيفة أن السيد فوز لم يكن معروفاً قبل اندلاع انتفاضة 2011، ومن ثم برز كرجل أعمال خرج من فوضى الحرب الأهلية التي استمرت ثمانية أعوام في سوريا، وكبرت إمبراطوريته لتشمل فندق فور سيزنزFour Seasons في دمشق وحصصاً في العديد من البنوك السورية.
عقوبات أوروبية
وكان فوز قد خضع في يناير (كانون الثاني) الماضي، للعقوبات الأوروبية، هو وشركته “أمان القابضة”، نظراً لدوره في مشروع Marota City”ماروتا سيتي”، وهو المشروع العمراني الذي تم الإعلان عنه عام 2012 من قبل الأسد باسم تنظيم شرق المزة، والذي سوف يضم عدداً من ناطحات السحاب والمراكز التجارية الضخمة عند انتهائه.
كما يعد فوز شريكاً أساسياً في مصرف سوريا الدولي الإسلامي Syria International Islamic Bank (SIIB)، إذ قام بشراء حصة بلغت 8.940 مليون سهم بقيمة تقارب 17 مليون دولار أميركي، الأمر الذي تحدثت عنه صحيفة “الوطن” السورية المملوكة من قبل رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الأسد الذي وضع وبحسب موقع Open Democracy قيد الإقامة الجبرية، وهذا بحاجة لتحقيق آخر، إذ قامت الصحيفة بتوجيه رسالة إلى سامر فوز، وجاء في عنوان مقال نشر على صفحاتها الأولى في 26 مارس (أذار) الماضي “هل من المعقول أن يقرض بنك سوريا الدولي الإسلامي تسعة أضعاف رأس ماله لعميل واحد؟”، متهمة إياه بشكل واضح باقتراض مبلغ 135 مليار ليرة سورية من بنك واحد هو “بنك سوريا الإسلامي” أي ما يعادل تسعة أضعاف رأسمال البنك في مخالفة للقانون الذي يمنع اقتراض أكثر من 25 في المئة من قيمة موجودات البنك.
وكما هو معروف أنه، منذ عام 2012، و”مصرف سوريا الدولي الإسلامي” يخضع لعقوبات أميركية كونه عمل سابقاً، وما زال واجهة لـ “البنك التجاري السوري”، للالتفاف على العقوبات، واعتبر بالنسبة لـ “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية- أوفاك”، التابع للخزانة الأميركية، أنه منفذ للتهرب الرئيسي والتحايل على العقوبات الموضوعة عليه من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وذلك بحسب موقع وزارة الخزانة الأميركية على الإنترنت.
الإجراءات الإدارية اللازمة
وفي الإطار عينه، ووفقاً للمصادر الأمنية اللبنانية، أنه منذ قرابة العام باشر فواز بالإجراءات الإدارية اللازمة لتقديم طلب الحصول على ترخيص من المديرية العامة للطيران المدني، لإنشاء شركة طيران خاصة Fly Air Lebanon هو وشريكه سامر فوز، وبحسب المعلومات يبدو أن فواز كان حينها بمثابة مدير أعمال فوز في لبنان.
ومن ثم قام فوز وهو الممول الأساس للشركة بشراء أولى الطائرات الخاصة من الولايات المتحدة، وتم تسجيلها في غامبيا، واستقدمت إلى بيروت، وقبل الحصول على ترخيص شركة الطيران الخاصة، الذي يستلزم حوالى عام ونصف العام، وقع خلاف بين الرجلين فواز وفوز، وتوقفت على إثره المعاملات المرتبطة بشركة الطيران المنوي الترخيص لها.
لذلك بقيت الطائرة في مطار بيروت متوقفة مدة سبعة أشهر، لأن حصولها على إذن الخروج يتطلب قراراً مباشراً من وزير الأشغال العامة، وعندما اتخذ فواز قراره بالهروب من لبنان، أوعز إلى طاقم الطائرة بإخراجها من مطار بيروت “خلسة”، على الرغم من عدم حصولها على إذن الطيران من الطيران المدني، الأمر الذي تصدّت له مديرية الطيران المدني وجهاز أمن المطار، فتم توقيف طاقم الطائرة المؤلف من شخصين إيطاليين وآخرين يونانيين، وتسليمهم إلى الضابطة الإدارية والعدلية في سرية قوى الأمن الداخلي في المطار التي تولت التحقيق.
نقلا عن الاندبندنت