سموّ الوفاء* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
«قبل خمسين عاما في مثل هذا اليوم وقف معنا رجل وقفة تاريخية لإطلاق أول قناة تلفزيونية من دبي..رجل نحبه ويحبنا..أمير الإنسانية.. الشيخ صباح الأحمد..آثار إنجازاته وإنسانيته وحكمته ستبقى طويلا طويلا.. تعبك يتعبنا يا أبا ناصر.. حفظك الله ورعاك وشفاك.. وأدام عزك ورفع قدرك».
لم أستطع أن أغادر تغريدة الوفاء هذه التي عبرت عن سمو أخلاق صاحبها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي.
سموه في هذه التغريدة يستعيد ذكرى حدث مداه الزمني خمسون عاما، وهو يوم افتتاح محطة تلفزيون دبي والتي أنشأتها الكويت وكان وراء إطلاق هذه القناة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بصفته آنذاك وزيرا للخارجية ويندرج تحت إدارته لجنة الخليج والجنوب العربي التي كانت تقوم بدعم إمارات الخليج واليمن وتتولى إقامة المنشآت الخدمية كالمدارس والمستشفيات والمدارس، وكان من ضمن تلك المشاريع إقامة محطة التلفزيون التي أشار إليها سمو الشيخ محمد وشكر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، الذي كان وراء إنشائها.
ما استوقفني في تغريدة سمو الشيخ محمد بن راشد هو هذا الوفاء الصادق والشامخ في نفس هذا الرجل، فلم يترك المناسبة تمر دون توقف عندها رغم أنها مناسبة منسية ولا تشكل حدثا مهما مقارنة بما تشهده دبي حاليا والتي باتت عاصمة الإعلام في العالم العربي، وهذا ما تشهد عليه مدينة دبي للإعلام ومدينة ستديوهات دبي وغيرها من معالم وتسهيلات إعلامية وفنية دفعت الكثير من شركات الإنتاج السينمائي والفني لشد الرحال إلى دبي لتقوم بتنفيذ أعمالها الفنية والسينمائية في استديوهاتها مثلما دفعت قبل ذلك المؤسسات الإعلامية العالمية إلى افتتاح مكاتب لها في دبي مستفيدة من التسهيلات التي تقدمها لهم دبي من خلال مدينة دبي للإعلام.
هذا الرجل الذي يدير انجح وأكبر مشروع على وجه البسيطة، لم ينسه انشغاله بإدارة هذا المشروع الكبير أن يكون وفيا لمن استحق هذا الوفاء، بينما آخرون كثر في عديد من أصقاع العرب تنكروا لكل جميل وجميلة ولكل موقف مشرف وقفته الكويت أو بقية دول الخليج معهم، وقابلوا هذه المواقف بالجحود والنكران والاستهزاء والسباب.
فشتان بين سام كريم الخلق ابن بيت سام كريم، وبين جاحدين تربوا على الغل والحقد وسواد القلوب.
الأنباء الكويتية