مشاريع الفحم في الوطن العربى.. انبعاثات ام تنمية !

القاهرة – أحمد سبع الليل

اشتدت موجات الحرارة، وتقلصت الكتل الجليدية، وارتفعت مستويات البحار، وازداد معدل الإحتباس الحرارى بشكل كبير، وتغيرت النطاقات الجغرافية للحيوانات والنباتات، فضلا عن الأشجار التى تزهر قبل موعدها، كل هذه التباعات وغيرها ناتج عن تفاقم الأزمة العالمية للتغيرات المناخية، والناتجة بشكل رئيسي عن عدم الحفاظ على البيئة ودعم مشاريع الطاقة الغير نظيفة واستثمار الحكومات فيها لقلة تكلفتها، واساءة الاستخدام العادل المستادم للموارد، الأمر الذي ينذر بكارثة كما يتوقع علماء المناخ.

فوفقًا لتوقعات الهيئة الدولية للمناخ أن ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار أقل درجة مئوية وحتى 3 درجات مئوية فوق مستويات حرارة العام 1990، سينتج آثارًا مختلطة في نفعها وضررها، بحسب المنطقة، لكن “بشكل مُجمل، تشير الأدلة المنشورة إلى ترجيح ارتفاع صافي تكاليف الأضرار الناجمة عن تغير المناخ، وإلى زيادتها بمرور الوقت”.

وفي تقرير الهيئة التي تتألف من فريق من 1300 خبير علمي مستقل من مختلف دول العالم وتعمل تحت رعاية الأمم المتحدة – التقرير الصادر عام 2018، قالت الهيئة إن الحد من ظاهرة الإحتباس الحراري العالمي ليكون 1.5 درجة مئوية بدلًا من درجتين مئويتين مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية، سيحقق فوائد حقيقية للبشر وسبل كسب الرزق والنظم البيئية الطبيعية، ويتطلب الوصول لهذا الهدف إحداث تغييرات غير مسبوقة في جميع قطاعات المجتمع.

ورغم الكم الهائل هذا من التحذيرات حول ضرورة عدم الإتساع فى مشاريع الوقود الإحفورى، وتزايد الدعوات الأممية والأهلية لتقليص الاعتماد على الفحم فى الصناعة، الأمر الذى أقلق المستثمرين وسبب فى انخفاض إمدادات الطاقة التى تعمل بالفحم بنسبة 75% منذ عام 2015، لكن بعض المشاريع الجديدة العملاقة في عدد من الدول العربية تنذر بكوارث بيئية على شعوب مواطني هذه الدول.

فها هى دولة المغرب، التى دشنت في ديسمبر من العام الماضي “محطة آسفي” الحرارية الجديدة التي تعمل بالفحم، بقدرة إجمالية تصل إلى 1386 ميجاوات، تستخدم خلالها “محطة آسفي” ما يزيد عن 3 ملايين طن من الفحم الحجري سنويا عبر الميناء الجديد. 

وفى مصر فيتم ضخ استثمارات كبيرة في مشروعات إنتاج الطاقة من الفحم، كان آخرها إعلان الشركة القابضة لكهرباء مصر في 25 يونيو الماضي، عن اختيارها تحالفًا صينيًّا لتنفيذ محطة كبيرة لتوليد الكهرباء من الفحم بمنطقة الحمراوين على ساحل البحر الأحمر، بقدرة 6 آلاف ميجاوات، كما تنفذ تنفذ شركة النويس الإماراتية محطة عيون موسى فى مصر مقابل قيام وزارة الكهرباء المصرية بشراء الطاقة المنتَجة من المشروع، بعد موافقة مجلس الوزراء المصري على إنشاء محطة حرارية تعمل بالفحم، بقدرة إجمالية تصل إلى 2650 ميجاوات، بتكنولوجيا الضغوط فوق الحرجة، وإنتاج 4500 متر مكعب مياه صالحة للشرب يوميًّا.

الخيار الأصعب.. الصحة ام التنمية ؟

فيما حذر تقرير أعده البنك الدولي من أن “التغيرات المناخية تهدد بغرق نحو 100 مليون شخص في الدول الفقيرة بحلول عام 2030″، مشددًا على ضرورة اتباع “سياسات صارمة لحماية أشد الفئات ضعفًا في العالم من فشل المحاصيل والكوارث الطبيعية والأمراض التي تنقلها المياه والآثار الأخرى المترتبة على تغيُّر المناخ”. 

كما حذر البنك الدولي في تقرير آخر من أن منطقة “أفريقيا جنوب الصحراء”، والتي تقع جنوب الصحراء الكبرى، ستشهد نوبات جفاف وحر شديد بحلول ثلاثينيات هذا القرن، ما قد يؤدي إلى “عدم صلاحية 40% من الأراضي المُستخدمة الآن في زراعة الذرة، وقد يتسبب في إلحاق خسائر جسيمة بأراضي السافانا العشبية، مما يهدد سبل الرزق القائمة على الرعي”، مضيفًا أنه “بحلول خمسينيات هذا القرن، من المتوقع أن تزيد نسبة السكان الذين يعانون نقص التغذية بنسب تتراوح بين 25 و90% عن مستواها في الوقت الحالي”.

ويرى العلماء ضرورة خفض ​​الاستخدام العالمي للفحم في توليد الكهرباء بنسبة ٨٠٪ عن مستويات ٢٠١٠ بحلول عام ٢٠٣٠، كما يجب إغلاق جميع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول عام ٢٠٤٠ على أقصى تقدير.

فيما أكد وفق كلير ستوكويل، كبير محللي السياسات المناخية بمعهد “كلايمت أناليتكس“: “أن التخلص التدريجي من الفحم في قطاع الكهرباء هو الخطوة الوحيدة الأكثر أهميةً التي تتماشى مع هدف خفض درجات الحرارة بمقدار ١,٥ درجة مئوية” وفقًا لموقع لموقع SciDev.Net

من جانبه أكد الدكتور جمال القليوبي أستاذ الطاقة بالجامعة الأمريكية، أن مصر وصلت لنسبة 17% من حيث التنوع في استخدام الطاقات المختلفة سواء أكانت من الفحم أو الطاقة النووية او الطاقة المتجددة، والدول العشرين الكبار لديهم 5 مصادر للطاقة وهي طاقة الفحم وطاقة البترول والغاز والطاقة المتجددة والطاقة النووية والطاقة الكهروبائية الناتجة عن السدود الصناعية ومخرات المياه، ومصر تمتلك الآن كل هذه المصادر، ومحطة الحمراوين لانتاج كم كبير من الفحم عالى الجودة ونسب الشوائب فيه لا تتخطي 0.03 % تتماشى مع النسب فى دول كألمانيا وفرنسا وإنجلترا، ومصر تتماشى مع المعدلات والسياسة العالمية، كما تسعى مصر إلي خفض استخدام طاقة المحروقات من 95% للإعتماد على 20% غاز طبيعى والبترول 10% وبدأت مصر فى إنشاء محطة الطاقة النووية بهدف سلمى من أجل إنتاج الكهرباء وتحلية المياه والسؤال هنا هل ستتسلم الأجيال القادمة مصر الآن كما كانت قبل عام 2014؟ فمصر الآن تورث بنية تحتية واستثمارت ضخمة واستراتيجات فى الطاقة والبترول وتنوعت مصادرها بشكل كبير للغاية، وبات لها تأثير كبير في المعادلة العالمية.

 خبير بترولى: مصر الآن تحترم حقوق المواطن الصحية وحقوق البيئة عند تنفيذ مشاريعها

وأكد “القليوبي”، أن التوسع فى مشروعات الطاقة القائمة على الوقود الأحفور ليس مقلقًا لأن مصر لم يكن لديها حيز واضح، اما الآن فمصر تقود المناح في العالم، حيث يمثل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ملف المناخ لدى هيئة الأمم المتحدة وبالتالى مصر تخضع للتفتيش والرقابة بشكل موسع وكبير، ومصر الآن تطبق تكنولوجيا الفحم النظيف في إنتاج الفحم حيث فكرت جيدا في شكل الميناء وحالته ونوع الفحم المستورد ونقل الفحم ونوعيته واحتراقه ونسب الفلترة والانبعاثات ومعالجة التلوث فمصر الآن تحترم حقوق المواطن المصري وهذا لم يكن موجود، ومصر قبل ذلك لم يكن لها احترام لصحة المواطين، وكل المشاريع الآن تحترم حقوق المواطن المصري الصحية وحقوق البيئة والحفاظ عليها، والعالم يفكر في مصر وكيف أصبحت هكذا بحجم استثمار كبير، وكبري الشركات العالمية تحرص على ضخ أموالها في أكثر من مشروع، فمصر الآن هي محورية الشرق الأوسط.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button