أبناء لبناني* د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
ما يحدث اليوم وحدث بالأمس وما سيحدث غدا يجعلني على الدوام أتذكر كل ما كتبه جبران خليل جبران في «كتاب البدائع والطرائف» الذي كان يحمل بين طيات صفحاته العديد من المقالات والقصائد التي كتبها جبران عام 1923 وكأنه كان يحيك الحاضر بكلمات من الماضي ليكتب للمستقبل.
ما حدث بالأمس وما نراه اليوم في لبنان الجريح يجعلنا نتذكر ما كتبه جبران عن أبناء لبناني، حينما قام بوصفهم في «لكم لبنانكم ولي لبناني».. فكتب:
قفوا قليلا وانظروا لأريكم أبناء لبناني:
هم الفلاحون الذين يحولون الوعر إلى حدائق وبساتين، هم الرعاة الذين يقودون قطعانهم من واد إلى واد فتنمو وتتكاثر وتعطيكم لحومها غذاء وصوفها رداء.
هم الكرامون الذين يعصرون العنب خمرا ويعقدون الخمر دبسا، هم الآباء الذين يربون أنصاب التوت والأمهات اللواتي يغزلن الحرير، هم الرجال الذين يحصدون الزرع، والزوجات اللواتي يجمعن الأغمار.
هم البناؤون والفخارون والحائكون وصانعو الأجراس والنواقيس، هم الشعراء الذين يسكبون أرواحهم في كؤوس جديدة، وهم شعراء الفطرة الذين ينشدون العتابا والمعنى والزجل.
هم الذين يغادرون لبنان والحماسة في قلوبهم والعزم في سواعدهم ويعودون إليه وخيرات الأرض في أكفهم وأكاليل الغار على رؤوسهم… هم الذين يتغلبون على محيطهم أينما حلوا ويجتذبون القلوب إليهم أينما وجدوا، وهم الذين يموتون في الأكواخ، ويموتون في قصور العلم، هؤلاء هم أبناء لبنان.
هؤلاء هم السرج التي لا تطفئها الرياح والملح الذي لا تفسده الدهور، هؤلاء هم السائرون بأقدام ثابتة نحو الحقيقة والجمال والكمال.
٭ مسك الختام: اللهم إنا نستودعك لبنان وشعبها واحفظهم من كل مكروه.
الأنباء الكويتية