نصرالله “يمنح نفسه هالة الوالي العثماني” ويأمر أنصاره بإثارة الفوضى في لبنان

النشرة الدولية – صالح الراشد –

أعاد حسن نصرالله لساحة الشهداء تاريخها المُر حين أمر أنصاره بالدخول الى الساحة والإعتداء على كل من فيها, وهو فعل لم يسبقه إليه إلا الوالي العثماني جمال باشا الذي أعدم الوطنيين اللبنانيين فيها, وأراد نصرالله أن يمنح نفسه ذات هالة الوالي العثماني كونه يعتبر نفسه والي لبنان, وأثبت نصر الله أنه يملك نفس الغباء السياسي العربي, وأنه لن يخرج من مربع التفكير القمعي, فما أن يخرج عدد من أبناء أي دولة عربية للمطالبة بحقوهم ومحاسبة الفاسدين, حتى يُطلق هؤلاء مجموعات من “الزعران” التابعين للأنظمة أو الأحزاب الحاكمة تقتحم أماكن تواجد المعتصمين, ويقومون بالاعتداء عليهم, فيما يتم حماية هؤلاء “الزعران” من قبل الحكومات لجعل أصحاب الحق يخضعون ويكتمون أصواتهم ويتألموا بصمت لعدم إزعاج أصحاب القرار.

هذه السياسة وصلت الى لبنان التي سبقت غيرها من الدول بفعل الاستهتار الأمني وتهاونه وتعاونه في نشر حزب الله وحركة أمل مجرميهم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح و جسر الرينغ, لتدمير وطرد المعتصمين المطالبين بتحسين الأحوال المعيشية, وقام المعتدون بحرق الخيام وتحطيم جميع الموجودات والاعتداء على المعتصمين بالضرب, فيما قوات الأمن ومكافحة الشعب يتابعون المشهد كأنهم يقومون بنقل الخبر كإعلاميين بدلاً من توفير الحماية الى المُعتى عليهم, ويُعيدنا إعتداء حركة أمل الى الماضي القريب لتصرفاتهم وقتلهم الكثيرين في لبنان.

الإعتداءات جاءت بعد أن هدد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالإستقالة, وهو ما يرفضه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي هدد المعتصمين بإستعمال القوة وطالب بالتمسك بالعهد, نصرالله متمسك بالحكومة وأنصاره يتعاملون معه على أنه “العزى” القبلي ولا يجوز الإقتراب من هالته , وهذا ما رفضه المعتصمون واعتبروا في هتافاتهم حسن نصر من رموز الفساد وعليه أن يرحل مع الراحلين.

لقد أعاد أنصار حزب الله وحركة أمل الى ساحة الشهداء هيبتها كساحة الحرية والديموقراطية, إثر قيام مجموعات الحزب والحركة بالإعتداء على أحرار لبنان بطريقة تعتبر الاسوء منذ إندلاع الإنتفاضة, وتحولت الساحة وساحة رياض الصلح الى أطلال, لكن أصحاب الحق من لبنانيين يعملون على تجميل الساحة وتنظيفها والبقاء فيها بحثاً عن دولة مدنية لا طائفية, فيما تُشير الأحداث الى أن نصرالله ونبيه بري لا يمانعان في إشتعال حرب طائفية جديدة في لبنان, على الرغم من أن المُطلعين يقولون بأنهما سيكونان أكبر الخاسرين في اي حرب .

كرة الثلج اللبنانية تعاظمت بعد أن رفض اللبنانيون ورقة الإصلاح التي طرحها الرئيس الحريري, ثم جاءت أفعال حزب الله وحركة أمل الشنيعة لتمنح المشهد صورة ضبابية قاتمة, ليجد الحريري نفسه في طريق مسدود مما يعني ضرورة إيجاد صدمة قوية لذا قدم استقالته, والتي جاءت بعد إنتهاء الإعتداءات بساعة واحدة فقط, حيث تواجد المعتصمون في الساحتين بعد خروج أنصار حسن نصرالله, لتزداد الأزمة ويدخل لبنان في نفق مظلم بسبب رعونة الباحثين عن الطائفية من قادة الأحزاب.

نقلاً عن صوت العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى