البغدادي .. من المجهول إلى المجهول!!* رجا طلب

النشرة الدولية –

مازالت المخابرات الأميركية تعتمد على نظرية زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر والقائمة على توظيف الدين الاسلامي وتقديمه كعدو للانسانية وللشعوب العربية والاسلامية نفسها عبر صناعة المنظمات المتطرفة التى تعتنق «الأفكار الجهادية» لخلق الفوضى والمساهمة في تفتيت وتفكيك «الدولة الوطنية» إلى اثنيات وطوائف، لقد كانت تجربة إسقاط شاه إيران وتنصيب الخميني قائداً للثورة السلامية في ايران، بمثابة المختبر الاول للبدء بتطبيق نظرية بريجنسكي تلك والتى تم خلالها خلق الصدام بين الإسلام الشيعي مع الفكر القومي «البعث» في حرب دموية استمرت ثمانى سنوات حققت نتائج مذهلة على صعيد الاستراتيجية الاميركية تجاه المنطقة والعالم، وفي ذات الوقت كان بريجنسكي قد نجح في جر الاتحاد السوفياتي وقتذاك لغزو افغانستان وكانت هذه المحطة هي الاخطر في تجربة توظيف الإسلام واستثماره حيث انطلق بسبب هذا الغزو السوفياتي ما أطلق عليه «الجهاد ضد الكفر» ونظمت أكبر حملة في التاريخ المعاصر لدعم «الثوار الأفغان» في مواجهة السوفييت، ومن أفغانستان انطلق مشروع «الإرهاب الإسلامي» واستمر إلى يومنا هذا وعبر محطات عديدة من أبرزها على الإطلاق تفجيرات الحادي عشر من أيلول عام 2001 والتي اتخذها جورج بوش ذريعة لرفع شعار «الحرب على الإرهاب».

بعد ان خفتت ظاهرة اسامة بن لادن وفقدت افغانستان دورها كـ «حاضنة للارهاب»، تم البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من صناعة الإسلام «كعدو» وكان مشروع إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 هو المحطة الأهم والأكثر خطورة، حيث عملت المخابرات المركزية الأميركية على تحويل العراق كله إلى ساحة قتال دموي، وجهزت أبو مصعب الزرقاوي وتنظيم القاعدة ليكون العدو الأول للعالم بدلاً من ابن لادن، ومع انتهاء مرحلة الزرقاوي التي استفادت منها إيران بدرجة كبيرة جداً تحديداً لجهة تاجيج الحرب الطائفية في العراق والمنطقة بدات مرحلة «داعش» بقيادة أبو عمر البغدادي ثم مرحلة أبو بكر البغدادي الذي تمكن وخلافاً للمنطق عام 2014 من احتلال الموصل بدون أي مقاومة تذكر وهو ما آثار وما زال التساؤل حول حقيقة هذا الرجل ومدى قوته والدور المناط به.

في الاسبوع الماضي اسدلت واشنطن الستار على مشروع أبو بكر البغدادي وادعت أنه قتل في غارة أميركية محكمة، رغم أنها لم توفر أي دليل على ذلك وقامت برمي جثته في البحر على غرار ما فعلت بجثة ابن لادن.

البغدادي جاء من المجهول وذهب إلى المجهول وسوف يكمل السيناريو المرسوم شخص يسمى (أبو ابراهيم الهاشمي القرشي)، وهو لغز جديد !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى