تكمن القوة في الهوية الثقافية العربية* د. مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

قد نتساءل أي عروبة نتكلم عنها! فهل بقيت هناك عروبة في ظل ما نشهده من صراعات وتطرف وارهاب بمختلف الاشكال! اي عروبة نطمح اليها! هل ما زالت هناك فرصة لتوحيد كافة البلاد العربية تحت هوية ثقافية موحدة يجمعها الوطن العربي!

فما بين المصلحة العربية المشتركة والمصلحة الوطنية المستقله، هناك شعب عربي ينبض قلبه وفكره بالعروبة وبالصف الواحد والمصلحة المشتركة الواحدة.

ليس هناك ما يمنعنا ويقف بوجه العربي إن كان مسلماً أم مسيحياً أن يحافظ على فرديته معاً بلا غالب ولا مغلوب.

فالتنوع الديني بما يجمعه من طوائف ومذاهب  وكذلك التنوع الأثني والعرقي، هو حال كل المجتمعات على الأرض وعلى مدى التاريخ وهي حقيقة ازلية منذ الخلق،  وللاسف  قد تسببت بقتل عشرات الملايين حتى وصل العالم الى القانون المخلص  أن لا يكون هناك اي تدخل للدين في السياسة أو الدولة، وعلينا أن نكون حذرين عندما يتم تجنيد الدين او الطائفة او المذهب بهدف التفرقة بين ابناء العروبة.

اذاً علينا الاتكال اكثر على الروابط الاخوية والعروبة والهوية العربية التي من خلالها نحافظ ونحترم كرامة المواطن العربي.

عندما نطالب بالعروبة ونطالب بالعمل المشترك العربي لا نعني هنا إقصاء المصلحة والاستقلال الوطني لكل دولة عربية لوحدها انما نطالب  العمل ضمن منظومة القانون والعدالة وتطبيق النهج الديمقراطي بالوقوف على مسافة واحدة بين كل المواطنين.

إن ما نحتاجه هذا الوقت بالذات لما نراه ونشهده ونتابعه وما يدور حولنا  من بعض السياسات والاجندات الخارجية والتي هدفت وتهدف الى تفكيك وتجذير تجزئة الوحدة والهوية العربية يزداد يوماً عن يوم، وذلك بهدف تسهيل السيطرة على الدول العربية ان كانت سياسياً أو اقتصادياً في الدرجة الاولى.

اذا علينا العودة الى اعلان الرياض 2007 والذي اجمع القادة المجتمعين فيها على ضرورة تحصين الهوية العربية ومقوماتها وترسيخها عند الاجيال القادمة والعمل على تطوير التعليم ومناهجه وتفعيل البحث العلمي من خلال المؤسسات ذات الاختصاص.

كما اكد إعلان الرياض على ضرورة نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح وترسيخ التضامن العربي وتفعيل مجلس السلم والأمن العربي، وان يكون الحوار هو الخيار الاول بين دول الجوار الإقليمي وفق مواقف عربية موحدة، وان يكون السلام هو الخيار العادل والشامل بما يتوائم مع مبادرة السلام العربية.

ونعود ونطالب بحاجتنا الماسة الى توحيد الصف العربي واشراك المرأة فيه لما لها من دور فاعل وتأثير تحت شعار الهوية العربية المشتركة.

اننا كعرب نكمل بعضناً البعض ونثني على وجود الآخر في مجتمعاتنا. وهي الحال الأزلي علينا الايمان بها والعمل ضمن المنظومة العربية ولكن هناك بعض من يقاتلها ولا يريد تحقيقها  لغايات في نفس يعقوب معروفة وواضحة.

ليس بالجديد أن المجتمعات العربية غنية بالتنوع الاثني والعرقي والديني وهذا يعطي مؤشراً الى اننا مجتمعات كونية وليست مجتمعات محصورة ومنعزلة.

لا بل إننا نواجه معاً التطرف والارهاب والعملاء السياسيين والاقتصاديين والعادات الداخيلة بكل سلبياتها في  مجتمعاتنا العربية التي أثرت على البئية العربية وعلى أجيال من الشباب منذ عقود، للاسف.

وهنا اتوجه الى كافة وسائل الإعلام العربي التقليدية منها والحديثة وحتى الإعلام الرقمي وخاصة المؤثرين على مواقع السوشيال ميديا بالعمل معاً ضمن منهجية إعلامية موحدة توحد الصف العربي لمواجهة ما يتم بثه من خطاب كراهية وتطرف فكري واخلاقي  وافتعال صراعات دولية عربية تعمل بهدف تفكيك مجتمعاتنا العربية وزعزعة وخلخلة مفهوم العروبة، كما عليه التصدى للأجندات الإعلامية والسياسية والاقتصادية الخارجية لتأثيرها سلباً على الفكر العربي الشبابي وأخلاقياته ومسلكيّاته.

نقلاً عن الدستور الاردنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى