د. جنان الحربي ترصد مشكلة تجمع القمامة وتداعياتها… كارثة بيئية وصحية في كبد حيوانات نافقة وكلاب شاردة وحشرات منتشرة
النشرة الدولية –
قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذة المساعدة في قسم العلوم بالتعليم التطبيقي د ..جنان الحربي إن الأوضاع في منطقة كبد تعاني كارثة بيئية وتمثل تهديدا للصحة العامة في الكويت.
واضافت الحربي في تصريح خاص لـ «الأنباء» إن انتشار الحيوانات النافقة المتعفنة والكلاب الشاردة والحشرات الناقلة للأمراض تنذر بمشكلات صحية، مشيرة إلى وجود روائح كريهة هناك لا يتحملها بشر.
وفي تفصيل الأمر أضافت الحربي: توجهت الجمعة الماضية 20 الجاري في رحلة بحثية إلى منطقة كبد لتجميع عينات حشرية لمختبري الخاص ولكن ما رأيته لا أتمنى أن يراه أحد حتى في أحلامه.
فأثناء تجولي بين الجواخير رأيت كارثة بيئية وصحية بحق أصحاب الجواخير وأهاليهم وحيواناتهم.
وتابعت: شاهدت انتشار أكوام مكدسة من الأوساخ والقاذورات والنفايات وأكياس قمامة على طول الشارع الرئيسي لكبد وبين الجواخير. وحاويات القمامة تعج بأكياس النفايات، مما دفع بغالبية المواطنين إلى رمي أكياس القمامة في الأماكن المحاذية للحاويات، الأمر الذي أدى إلى انبعاث روائح كريهة نتنة.
وتساءلت الحربي: هل فكر أحد ماذا يحدث لجسمه عندما يستنشق رائحة القمامة والقاذورات المكشوفة في حال تكرار الأمر؟ ما الذي سيحدث لجهازه التنفسي؟
الروائح الكريهة الملوثة التي تنبعث من القمامة الملوثة وغازاتها تسبب تلوثا بيئيا مما يسبب أمراضا صدرية مزمنة وضيق تنفس وحساسية للصغار والكبار.
وأشارت خبيرة علم الحشرات إلى أن كبد تصلح أن تكون مختبرا لأبحاث الميكروبيولوجي ولدراسة الأمراض الحشرية، مضيفة: نزلت بالقرب من هذه النفايات فوجدت جثثا لحيوانات نافقة من طيور وأغنام ودجاج وأغلبها متعفن وفي طور التحلل، ناهيك عن الملابس والأثاث والمفروشات والسجاد. وشاهدت الكثير من الكلاب الضالة الشاردة التي تتجول وتعبث متخذة هذه الأماكن مأوى لها ومسكن. وفوق أكياس القمامة هناك الكثير من القطط والجرذان والحمام.
وزادت: إن جواخير كبد مكان غير صحي وملوث بسبب وجود مسببات الأمراض مثل الحشرات، فقد شاهدت تجمعا كبيرا مقززا من الحشرات على الحيوانات النافقة مثل الذبابة الخضراء المعروفة بحشرة الجيفة أو الجثث. وتجمعت أعداد لا تحصى ولا تعد من ذبابة المنزل السوداء الناقلة للأمراض الخطرة. فالذباب بأنواعه يعتبر نواقل الأمراض والجراثيم من خلال لعابه أو أرجله. ويتفاقم الخطر عندما تنقل هذه الجراثيم إلى الجروح المكشوفة مما يتسبب في تقرحات والتهابات شديدة، ناهيك عما يسببه الذباب من أمراض مثل التراخوما والتهابات القرنية والعمى وداء اللشمانيا وغيره من الأمراض الخطرة.
خط طوارئ من غير خدمة
وعن معاناة المواطنين الناتجة عن هذا الوضع، قالت الحربي: عبرت إحدى المواطنات عن معاناتهم من تفاقم هذه الأزمة وأنهم فقدوا الأمل من الاتصال بخط الطوارئ. فهم يتصلون مرارا وتكرارا ولكن من غير فائدة ومن يجيب عن اتصالاتهم يتجاهل شكاواهم. والأزمة متصاعدة والوضع في تردي، مضيفة: ما رأيته بلوى وخسائر لأصحاب الجواخير، فقد اشتكى أصحاب الجواخير من أكوام القاذورات التي أصبحت تسد وتعترض الطريق عليهم فيصعب عليهم التنقل بسياراتهم. وآخرون علقوا عن مخاوفهم من وجود المئات من الكلاب الضالة التي اتخذت هذه الأماكن مأوى لهم تنهش وتفترس لحم الجثث، الأمر الذي جعل خروجهم ليلا مع عائلتهم غير مستحب.
كذلك اشتكى المواطنون من انتشار القراد بين حلالهم وخرافهم وكلابهم، فقد خسروا العديد من الأموال لعلاج حيواناتهم. القراد هي حشرة تعرف بقمل الحيوانات تلسع وتمتص دم الحيوان وتتسبب في التهابات بكتيرية مميتة إذا لم تعالج قرصتها بالمضادات الحيوية.
وتابعت خبيرة علم الحشرات: للأسف بعض العمال يضطرون إلى استخدام مبيد حشري للحيوانات المصابة بالقراد مما يتسبب في موتها بدلا من علاجها، وذلك خوفا من عقاب «المعزب»، مضيفة: باعتقادي أن عمال الجواخير هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض لأنهم يعيشون في هذه المنطقة ويعملون بأيديهم. فيتعرض العمال خلال عملهم للإصابة بجروح مختلفة التي قد تصل إلى مرحلة الالتهاب بسبب انتشار البكتيريا الناتجة من هذه القاذورات والمزابل. فمن المسؤول عن سلامة هؤلاء البشر؟
الدجاج يموت والأمونيا والفينول في مرمى الاتهام
قالت خبيرة علم الحشرات د.جنان الحربي إن من المصائب التي يعاني منها أصحاب الجواخير الموت المفاجئ للدجاج بشكل ملحوظ فمنهم من يقول بسبب الرائحة الكريهة والآخرون لا يعرفون السبب، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الدراسات العلمية التي أوضحت أن النسب العالية لمركبات مختلفة تصدر من مخلفات الحيوانات وجثثها مثل الأمونيا والفينول وحمض البيوتريك وغيره تقتل خلايا أنسجة جسم الدجاج وتسبب في موتها.
وأضافت: أحيانا نقول «شر البلية ما يضحك»، حيث قالت إحدى المواطنات «يبونا الظاهر نطلع ونبيع جواخيرنا، أكيد في بالهم مشروع جديد»، متسائلة الحربي: ما الذي ساهم في تفاقم هذه الأزمة وتردي الوضع؟ وما أسباب تدني مستوى النظافة؟
ودقت الحربي ناقوس الخطر قائلة: كوني مختصة في علم البيولوجي والحشرات أؤكد لكم إذا استمر وضع كبد كما هو عليه الآن سيتسبب في خسائر مادية لأصحاب الجواخير وسوف تتفشى الأمراض بين الحيوانات وفرص احتمال انتقالها للإنسان وارد.