موقع “ذا هيل” الأمريكي: العراقيين ورئيس الحكومة المستقيلة وجدوا أنفسهم عالقين بين الولايات المتحدة وايران

النشرة الدولية –

أكّد المحلل السياسي جيمس دورسو أنّ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني سيؤثّر في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، بعدما قدّم الرئيس عادل عبدالمهدي استقالته.

 

في التحليل الذي نشره موقع “ذا هيل” الأميركي، قال دورسو إنّ العراقيين ورئيس الحكومة العراقية المستقيلة، عادل عبدالمهدي، وجدوا أنفسهم عالقين بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، بعد اغتيال سليماني ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس. وفي هذا السياق، تطرّق دورسو إلى القرار الذي طالب بانسحاب القوات الأميركية والأجنبية من العراق، مشيراً إلى أنّ واشنطن رفضت طلب عبدالمهدي الذي دعا بموجبه إلى إرسال وفد أميركي إلى العراق لمناقشة رحيل الجنود الأميركيين المقدّر عددهم بـ5 آلاف جندي. وتابع دورسو بالقول إنّ واشنطن اقترحت لقاء الجانبيْن لمناقشة كيفية “إعادة الالتزام” بشراكتهما، مضيفاً بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنّ سيفرض عقوبات شديدة “غير مسبوقة” على العراق وطالب باسترداد ثمن تطوير القواعد العراقية. وأضاف دورسو أنّ المسؤولين الأميركيين “أبلغوا” عبدالمهدي بأنّهم سيجمدون حساب الموارد النفطية العراقي في الولايات المتحدة.

 

وبناء على هذه المعطيات، قال دورسو إنّ عبدالمهدي يريد وجوداً للقوات الأميركية في العراق، معللاً بالقول إنّه “يدرك أنّه في حال مغادرة القوات الأميركية، عندئذ ستغادر قوات التحالف، ومن ثم سيغادر المستثمريون، وقد يعود تنظيم “داعش”، وسترغب إيران وروسيا والصين وحدها في إيداع المال في العراق”. وحذّر دورسو من أنّ شراء بغداد أسلحة من روسيا، مثل منظومة “أس-400” الدفاعية من شأنها أن يدفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على العراق.

 

في ما يتعلق بما ينبغي على الولايات المتحدة أن تفعله لضمان استمرار وجودها العسكري بما يخدم مصالح بغداد وواشنطن، قال دورسو إنّه ينبغي تعزيز وجود “حلف شمال الأطلسي”، مشيراً إلى أنّه للولايات المتحدة و”الناتو” إجراء تعديل حول كيفية عمل القوات الأجنبية في بغداد، إذا ما حصلت مفاوضات بين واشنطن و”الناتو”.

 

وأضاف دورسو أنّه ينبغي لواشنطن و”الناتو” التوضيح للعراقيين أنّ فصائل “الحشد الشعبي” والمجموعات المنبثقة عنها “غير مرحّب فيها”. وتابع دورسو بالقول إنّه ينبغي في ما بعد دعم السيادة العراقية، متحدثاً عن الهجمات الإسرائيلية التي طالت المجموعات المدعومة إيرانياً على طول الحدود العراقية-السورية. توازياً، تناول دورسو مساعدة العراق على بناء مؤسساتها الدفاعية باعتبارها أساسية للحفاظ على سيادة العراق، لافتاً إلى أنّ مكتب الأميركي للتعاون الأمني وبعثة الناتو في العراق يتوليان المهمة.

 

إلى ذلك، رأى دورسو أنّ عامليْن سيؤثّران على المفاوضات الأميركية-العراقية:

 

  1. انتهاء مدة الإعفاء من العقوبات التي تتيح للعراق استيراد الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران في شباط المقبل. وفي تعليقه، اعتبر دورسو أنّه يتعيّن على الولايات المتحدة أن تبحق انتقالاً سلساً نسبياً.

 

  1. القانون الذي يخضع “الحشد الشعبي” لسلطة الحكومة العراقية، علماً أنّ عبدالمهدي لم يطبق القانون المذكور نظراً إلى حاجته إلى أصوات “الحشد”. وهذا ما يعني أنّه يتعيّن على الولايات المتحدة توخي الوضوح لجهة توقعها منهم تطبيق القانون كاملاً.

 

ختاماً، أكّد دورسو أنّ اغتيال سليماني لن يكون مجانياً، مشدداً على أنّه من شأن انتهاج العراقيين والأميركيين ديبلوماسية واضحة أن يساعد على دفع العراق قدماً على مسار الحرية، على حدّ تعبيره.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى