الكاتب الأردني صبحي فحماوي: حاولت أن أرسم مأساة فلسطين على مختلف جدران العالم.
النشرة الدولية –
في ندوة ثقافية عقدت، الاثنين الماضي، في بيت الثقافة والفنون بعمّان والذي ترأسه الشاعرة الدكتورة هناء البواب قدم الروائي الأردني صبحي فحماوي شهادة إبداعية، قال فيها:
بعد ثلاثة وثلاثين كتابا روائيا ومسرحيا وقصصيا ونقديا صدرت لي وعني في مختلف الأقطار العربية، أستطيع أن أقول إنني حاولت أن أرسم ابتسامة على شفاه القراء العرب، لعلها تدخل إلى قلوبهم المصبوغة بالمأساة. وإنني حاولت أن أكون ناطقاً باسم الإنسان المظلوم، وليس العرب وحدهم. وحاولت أن أرسم مأساة فلسطين على مختلف جدران العالم، وعلى سمائه. وأن أطالب بحماية عامة للناس والبيئة من دمار الرأسمالية المتوحشة، التي لا تعرف حتى مصلحة نفسها، إذ تحرق وقود أحفورات الأرض، وتصنع الأسلحة المحرمة دوليا، وتقذفها قنابل وصواريخ، غير عابئة بدمار الحياة على الأرض.
ورسالتي هي التمتع بالحياة، ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان، بدون تحزب أو تناطح. وحماية الطبيعة الساحرة الجمال، من دمار الإنسان الذي لا يستحق الحياة على جناتها المذهلة “لو تتأملون..”.
وطالب فحماوي بالحوار السلمي بين شعوب العالم، وأفراد المجتمع، ورفض الاحتكام للسلاح. وطالب بمقاومة المحتلين الغرباء الذين يحاولون السيطرة على بلادنا بالقوة.
تحدث فحماوي في الندوة التي قدمها الأديب محمد عواد، عن علاقته الثقافية بالمسرح: منذ أن حصلت على الجائزة الأولى للتأليف المسرحي، في جامعة الإسكندرية، عن مسرحية بعنوان “ثورة فلاحين” وحتى حصلت على جائزة الطيب صالح العالمية، لمسرحية بعنوان “حاتم الطائي المومياء” وأنا أقرأ كثيراً من المسرحيات الإغريقية لسوفوكليس ويوريبيدس وأرسطوفان، ومعظم مسرحيات شكسبير ومسرحيات الفرنسي موليير، ومسرح الفرنسي جان راسين، وغيرها كثير حتى مسرح آرثر ميللر صاحب مسرحية “وفاة بائع متجول”..إضافة إلى المسرح العربي ابتداء من مسرح القباني وسعد الله ونوس، وكاتب ياسين، وتوفيق الحكيم، ومحمود دياب، ونعمان عاشور، وغيرهم كثير.
وتحدث صبحي فحماوي عن الرواية وهو صاحب ثماني مجموعات قصصية، وسبع مسرحيات ومشاهد مسرحية، وبعض كتب النقد الأدبي، وكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه التي حصل عليها الباحثون في رواياته وقصصه، ونذكر له هنا إحدى عشرة رواية هي؛ رواية “عذبة” الصادرة عام 2005، ورواية “حرمتان ومحرم” 2006، ورواية “الحب في زمن العولمة”، 2007، ورواية “الإسكندرية 2050″، التي صدرت في عام 2009، ثم رواية “الأرملة السوداء”، عام 2011، ورواية “قصة عشق كنعانية” عام 2012، ورواية “على باب الهوى” عام 2014، ورواية “سروال بلقيس”، ورواية “قاع البلد” عام 2017، ورواية “صديقتي اليهودية” عام 2018، ورواية “أخناتون ونفرتيتي الكنعانية” 2020.
وقال إنه بدأ قراءة الرواية من أدب جبران خليل جبران الرومانسي، وخص بالذكر رواية “الأجنحة المتكسرة” التي ما يزال يحفظ فقرات منها، وقال إن شهرة جبران جاءت من أدبه العظيم أولاً، ومن هجرته إلى الولايات المتحدة ثانيا، ولكونه يكتب أدباً ينسجم مع الحرية الرأسمالية الأميركية. وانتقل فحماوي للحديث عن تأثره بالرواية الواقعية ابتداء من الرواية الروسية، وما تبعها من الواقعية الاشتراكية، وذكر أنه زار في موسكو بيوت كل من تولستوي، وحديقة مكسيم جوركي، وبيت تشيخوف، وشولوخوف صاحب رواية “نهر الدون الهادىء”، ومتحف الشاعر بوشكين للفنون الجميلة، ومتحف جوجول، ومتاحف فنية في بلاد كثيرة، لا حصر لها.
وقال إنه تأثر بالأدباء الفرنسيين أمثال بلزاك، وغوستاف فلوبير، بروايته الشهيرة “مدام بوفاري” وأدباء الولايات المتحدة مثل إيرنست همنجواي، وأنه زار بيت هذا الروائي في جزيرة كي وست في البحر الكاريبي. ولم يزر بيته في كوبا.
وأضاف فحماوي أن ضعف الأدب الواقعي مع ترهل الاتحاد السوفياتي، منذ ثمانينيات القرن العشرين وما بعدها، أدى إلى تفوق أدب اللامعقول وما يسمى بأدب التشظي، وما تبعه من مدارس أدبية ليبرالية، وليبرالية جديدة، جعل الأدب الغربي يصعد ليصبح نهجاً حداثياً. ولكن بروز أدب الواقعية السحرية ممثلاً بكتابات ماركيز ورفاق مدرسته من أميركا اللاتينية، وتفوق الواقعية السحرية التي تأثر بها صبحي فحماوي على الآداب الليبرالية الغربية، أنقذ أدب الفقراء من الزوال، وجعله يستعيد وجوده وينتشر مسيطراً على باقي المدارس الأدبية الليبرالية.
وفي نهاية الشهادة الأدبية، حاوره الاديب محمد عواد بأسئلة ثقافية امام الجمهور. ومنها سؤال: ما هي أجمل رواياتك؟ فقال: لا أميز بين واحدة منهن، فكلهن بناتي. وعن سؤال: بصفتك كتبت في الرواية والقصة والمسرح والمقال والنقد وأدب الطفل، فما هو الفن الأدبي الأقرب إليك؟ فقال: كل ما كتبت يمثلني.
وقدم الدكتور رياض ياسين “رئيس لجنة فلسطين في الرابطة”، مداخلة مهمة في الندوة بإدارة الأـديب فوزي الخطبا، وقدم حسان المجالي مدير العلاقات في المنتدى كلمة ترحيب حارة بصبحي فحماوي والحضور.