كيفك يا إمّي ..* الشاعرة اللبنانية جوليات أنطونيوس
النشرة الدولية –
كل سنة بيوعى الرّبيع وبيفتّح الزهر على كلمة كل عيد وإنت بخير يا إمّي
من كم سنة كانت كل يوم تطلع الشمس على صوتك عم توعّي الصبح على صباح الخير
من كم سنة كانت تغيب الشمس ,تروح لتنام وتبقى شمس عيونك ناطرة وسهرانة لحتى الكل يسربو عالبيت لحتّى آخر تصبحي على خير .
قديشنا اليوم بحاجة لصلواتك ولدعواتك إنت اللي إذا رفعتي إيديكي بتفتح بواب السما وتفيض نعمها علينا .
اشتقتلك مع إنّك معي كل لحظة بكل تفصيل بحياتي اشتقت ينشغل بالي عليك وأركض لطمّن بالي ولاقي عيونك عم يضحكو وتقوليلي أنا منيحة ,وأعرف إنّك عم تكذبي عليي بس كنت حب صدّق هالكذبة .
من كم سنة كنت قول متل كل الناس الأم هي الدفا والحنان والأمان بس ولا مرّة فهمت معناهن.
لأوّل مرّة عرفت شو يعني كلمة أمان لمّا جرّبت أقسى خوف وأبشع خوف .
قبل كنت خاف أو فكر انو هيدا هو الخوف بس دايما كنت لاقي إيد تمسكني وتطمّني لحد ما فقدتا ,ساعتها جرّبت الخوف الحقيقي , عرفت وحسّيت شو يعني الدني تنهزفيي عرفت شو يعني عيش بلا جذور.
كتير قبل كنت مفتكرة إنّي جرّبت الحزن وكنت مرّات حس إنو ما في أقسى من فقدان ناس بحبّن أو قراق ناس بيعنولي بس كان دايما الوقت يخفف حزني وأمور الحياة تلهيني وتنسّيني , كنت قويّة كفاية لكفّي حياتي وما كنت أعرف مصدر هالقوّة .
لحد ما عرفت معنى الحزن الحقيقي اللي ما في شي بيشفي منّو لا الوقت ولا أمور الحياة . لأوّل مرّة حسّيت بالضعف لدرجة الشلل .
لمّا خسرتك يا إمّي خسرت كل الإشيا الحلوة خسرت الأمان وخسرت القلب الوحيد اللي بيحس بوجعي من دون ما إحكي , خسرت كلمة شو بكي , ليش زعلانة . الله يرضى عليكي , وخسرت شعوري الحلو اللي رافقني من أنا وطفلة وخلّاني حس إنّي رغم العمر بعدني طفلة .لأنّي ولا مرّة فقدت اهتمامك فيّي . لما خسرتك فجأة حسّيت إنّي كبرت بالعمر, كبرت كتير يمكن شي ميّة سنة .
في كتير اشيا احكيلك ياها , رح احكيها بيني وبينك . عا ركوة قهوة بنفس الموعد كل يوم
لآخر يوم بعمري .
وفي شي بدّي إطلبو من كل الأشخاص اللي بعدن عم يتمتعو بنعمة وجود أمهاتن حدّن .
انتبهو عليهن كتير وشبعوا منن قد ما فيكن لأنّو الأم متل الروح لمّا تفارقنا ما في حدا ولا شي بيعوّض عنها .
بعيدك يا ست الدني بدّي عيّدك مطرح ما إنت وإشكرك على كل الإشيا الحلوة اللي تركتيها فيّي .. صلّيلي.
أخيرا ..
في بعد كلمة من قلب مجروح .. إمّي ما رح اسمحلك تموتي
بكرا سوى عالموت لمّا بروح .. إنت وأنا بنموت بسكوتي