الأردن يستعد للعواصف..!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

ينتظر الأردنيون إنتهاء هدوء ما قبل العاصفة لمعرفة أين نحن وأين نقف, وماذا حققنا خلال الأيام الماضية, وأين أصبحنا وما هي الدروس المُستفادة من مرحلة السكون التي عاشها الوطن على مدار الأيام الماضية, هي عواصف وليست عاصفة وكل منها تأخذنا في إتجاه, فبعضها سيكون ريح تنقل فايروس الموت إلى المجهول, وعواصف أخرى لكل منها غايتها وأهدافها, فالعواصف دوما تُتفذ رسائل إن لم تكن أجندات, وربما تكون أصعبها العاصفة الإقتصادية التي تُلازم الأردن منذ سنوات, ويحاول جاهداً الخلاص منها رغم زيادة الضغوط.

 

فالعاصفة التي ينتظرها الشعب الأردني يوميا تتمثل برقم المصابين ومدى حِدةِ إرتفاعه, كونه المقياس الذي يمنحنا الرؤيا السليمة لمعرفة إلى أين نتجه, ويجعلنا نبحث عن الحلول المناسبة لذلك الرقم سواء كان بالإيجاب أو بالسلبية, لكن إرتفاع الأرقام مستمر وهو أمر متوقع لا سيما أن هناك العديد من الحالات دون ظهور الأعرض, وبالتالي تشكل خطورة كبرى على المجتمع, فالمرضى الظاهرة الأعراض عليهم في المستشفيات يعالجون, فيما من هم دون ظهور الأعراض ينطلقون في المجتمع ويشكلون قنابل موقوته, ليأتي حظر التجوال ويضع كل في مكانه لوقف عملية الإنتقال وكسر سلسلة إنتشاره, لذا يكون الرقم اليومي حقيقي وخطراً إذا كانت قفزاته مرتفعة.

 

العاصفة الثانية ليست جديدة علينا كفايروس كوفيد – 19, كون تاريخها في مجتمعنا يسبق المرض بسنوات طوال ولم نجد لها حلاً خلال السنوات الماضية تحت أعذار واهية, وتتمثل بالإنفلات الشعبي الذي يتنقل بين الملاعب والجامعات والمدن والقرى, لنجد ان عدد الموقوفين بسبب كسر حظر التجوال في تزايد مستمر, ويعود ذلك عند البعض لنظرته الفوقية لنفسه في المجتمع, أو الإعتماد على المحسوبية , وهناك الجهل الذي يسيطر على غالبية من تم إلقاء القبض عليهم, لتُشكل عاصفة الرعب التي تُهدد المجتمع كون هؤلاء يشكلون مؤشر خطير في تقليل الجهود لمحاربة المرض.

 

ولا تتوقف العواصف وأسوئها عاصفة الشامتين والمُشككين بالإجراءات الحكومية ليس لسبب معلن بل لأسباب خاصة, وهؤلاء يؤثرون على بعض العوام وهو ما يخلق جو من عدم الطمأنينة في المجتمع الأردني, بل لا نبالغ إن قلنا ان عدد من الأصوات النشاز التي تأتي من خارج الوطن لا تأبه بالمواطنين ولا حتى بأقاربهم, لأن تصفية الحسابات والحقد الذي في صدورهم للوطن يفوق مصلحته, لذا نجد ان هؤلاء يركزون على مهاجمة الدولة بشكل مستمر في خاصرات ضعيفة تنتج فيها بعض التجاوزات بسبب الضغوط الكبيرة على في العمل, ولا يعذر الطُفيليون أي مسؤول حتى لو عمل لساعات وأيام متتالية تحت الضغط, ليعتبر اصحاب الفكر الراشد هؤلاء الناعقين بالدعاة على أبواب جهنم.

 

العاصفة الأخيرة وهي التي ينتظرها الأردنيون على أحر من الجمر, حين تعلو تكبيرات النصر والأمان في الطريق إلى المساجد لآداء صلاة الشكر لله عز وجل, وهي العاصفة التي سترتقي بالحكومة والمؤسسات الأمنية والنظام الصحي والغذائي والإجتماعي إلى أعلى مستوى, وستضعنا بين صفوة دول العالم كوننا تجاوزنا بنظامنا عديد الدول التي تسبقنا في المدنية, هي العاصفة التي نتمناها وننتظرها بشوق ولكن الوصول إليها لن يكون سهلاً حيث علينا أن نتجاوز العواصف السابقة, وعندها ستنطلق عاصفة التصفيق للوطن وأبطاله من شتى بقاع العالم, وهذا الحلم الذي نريد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى