نمط تعليمي جديد علينا* د. مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
يعد التعليم ركيزة من ركائز المجتمع، فهو السلاح للازدهار والتطور ومواكبة التسارع مع التقدم العلمي والتكنولوجي والرقمي. والدول المتقدمة عملياً وعلمياُ تستند في منظومتها التعليمية على أنماط من التعليم كالتقليدي والتعليم عن بعد والمفتوح، وهذه الأنماط تساهم في تطوير الحركة التربوية والتعليمية، إن كان في المدارس والكليات والمعاهد والجامعات.
وبما أننا نعاني من أزمة فيروس كورونا وتداعياته، وجعلتنا هذه الازمة نختبر ونعتمد أسلوب التعليم عن بعد في التدريس، مع اننا لم نكن جاهزين لهذا النمط من التعليم إن كان تقنياً وعملياً ونفسياً، بالرغم من التمهيد له قبل أيام قليلة من اعتماده، وأصبحت الجامعات شبه جاهزة بوقت قياسي، وكذلك جهود وزارة التربية والتعليم المميزة في فتح منصة (دَرسك) للتعليم عن بعد.
ومع استمرار الأزمة للأسف، علينا التركيز أكثر على طلابنا/تنا، عبر إعطاء وإلقاء المحاضرات وتشجعهم على المشاركة والحوار عبر التقنيات المتاحة، وخاصة في هذه المرحلة الحرجة ليبقى الاتصال بين الطلبة والمحاضر، وأن التواصل والالتزام المتبادل يقلل من ضغوطات الجلوس في المنزل، ويتابع الطلبة دروسهم وواجباتهم بيسر وجدية.
بالإضافة إلى ذلك، دخول ثقافة التعليم والتعلم عن بعد، ومع الاستمرار بتبني هذا الأسلوب نمتلك مع الوقت المعرفة والمهارات والخبرة أكثر في نمط تعليمي جديد علينا، ونكسب العديد من مميزته منها: توفير الوقت، والمرونة بالتعلم والتعليم، وتكلفة مالية رخيصة، وتجنب البيروقراطية، وسهولة التعلم والعمل معاً، والبحث عن المعلومة، وتحسين مهارات التواصل الرقمي ولغة الحوار، وفرصة للغير قادرين بالالتحاق ببرنامج او تخصص ما نتيجة البعد المكاني، والاستمرار بالتعرف والاتصال أحيانا مع أفراد وجماعات من ثقافات أخرى.
وأوضحت العديد من الدراسات أهمية وضرورة تبني نمط التعليم عن بعد لانعكاسها الإيجابي والمثمر على الفرد والمجتمع والمؤسسات التربوية والتعليمية، وبينت دراسة قامت بها منظمة اليونسكو بعنوان «التعليم المفتوح والتعليم عن بعد: الاتجاهات والاعتبارات السياسية والاستراتيجية»، أن هناك طلبا متزايدا على التعلم عن بعد بسبب التطور المتسارع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانعكاساته الإيجابية في ميدان التربية ويعد استجابة لمطالب خطط التنمية. وأيضا جاء في استراتيجية منظمة اليونسكو 2014-2021 التركيز على التعليم عن بعد من خلال ثلاثة مجالات وهي: «التعليم العالي عن بعد، والتعليم العالي المفتوح، وتدويل التعليم العالي، وإدارة نظم التعليم العالي ومؤسساته، بما في ذلك ضمان الجودة والاعتراف بالمؤهلات، وتعكس هذه المجالات الاحتياجات والقضايا التي تولدّها الاتجاهات الجديدة في حقل التعليم العالي والسياسات المتصلة بها.»
اذاً دعونا نخرج من أزمة فيروس كورونا بنمط تعليمي جديد نواكب به التقدم في أساليب وطرق التعليم الرقمية والحديثة.
نقلاً عن جريدة “الدستور” الأردنية