الحجر المنزلي … فوائد لم نكن نعرفها !* د. مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
البعض منا كان يتمنى أن يجلس في البيت لعدة أيام للاستراحة والتخلص من الروتين اليومي، وخاصة في ظل ما نعانيه من توتر وضغوطات في العمل، والازدحام أينما ذهبنا في الشوارع وإمكان التسوق، وكم كنا نتمنى ان نجلس في بيوتنا من دون أن نأخذ إجازة من رصيد إجازتنا حتى نشعر بالراحة والاسترخاء.
للأسف جاءتنا الفرصة، والفرصة أتت في ظل أزمة فيروس كورونا، وكلنا على علم اننا نعيش تجربة جديدة وصعبه علينا، بالبقاء في المنزل او محيطه لمدة طويلة، ولكن لننظر اليها ونتأملها ونستثمرها خير إستثمار، كإعادة التفكير بالخطط والأهداف المستقبلية التي كنا قد حددناها مع بداية العام، وإعادة تقييمها في ظل الظروف والمرحلة الحالية، ومراجعة الذات والتقرب من الله، والجلوس مع الاهل وإعادة الصلة مع واقعنا وعالمنا الفعلي، ولنأخذ استراحة ولو بشكل جزئي من العالم الافتراضي الذي ادمناها، والعودة الى المطالعة والقراءة والكتابة، والإهتمام بصحتنا باتباع نهج صحي متوازن بين كمية ونوعية الطعام الذي نتناوله والرياضة التي نمارسها، وتعلم وإكتساب مهارات جديدة كنا نُجلها نتيجة انشغالاتنا اليومية.
ومن منا ليس لديه مسؤوليات، وهو جالس في المنزل، كمتابعة دروس أولاده، والمحافظة عليهم من الاختلاط خارج المنزل والتعرف عليهم أكثر، ومتابعة عمله وزيادة انتاجيته من العمل بكفاءة في ظل وجود تقنيات اتصالية ووفرة شبكة الانترنت في كل منزل تقريبا.
دعونا نمنح أنفسنا الحرية في الجلوس والاستلقاء والحوار بشفافية وصدق مع أفراد الأسرة، والتعرف عليهم أكثر وبناء شبكة من العلاقات الإنسانية بين الأهل والأقارب، وتبادل الحديث في قضايا ذات إهتمام مشترك، كنا نغفلها انها موجود في بيتنا ومجتمعنا، ونعيد اتزان أنفسنا وطاقاتنا، والابتعاد عن المجاملات، ونظرة إرضاء المجتمع، ورسم حياتك كما ترغب.
كما يجب أن نتحمل المسؤولية التي أوقعتها علينا الحكومة من إجراءات وتعليمات، فكل فرد عليه واجبات تجاه وطنه للمحافظة عليه، وعلى التماسك والروابط الاجتماعية، ومدى التزامنا يعبر عن اخلاقنا وثقافتنا. وكما ان الديانات السماوية حثت على الاعتناء بالذات وبالصحة البدنية، فكيف لنا ان نعرض أنفسنا الى الإصابة بالفيروس وندخل في معاناة المرض.
عفانا الله وعافكم من الامراض، #خليك_بالبيت
عن موقع “السوسنة”