بريق الكويت* سهام حمد السهيل
النشرة الدولية –
تمر الدول بالعديد من الأزمات والأحداث التي تترك بصمة كبيرة في ذاكرة التاريخ وذاكرة الجيل المعاصر لها، وها نحن نعيش هذه الفترة حدثا عالميا اجتاح العالم بصورة سريعة ومخيفة، انتشار فيروس كورونا الذي جعل العالم يعيش في حالة رعب وهلع، ولكن ما استرعى انتباهي خلال هذه الأزمة أن هناك الكثير من المواقف والأمور التي مررت بها مرتبطة ارتباطا وثيقا ببرنامج تربوي انضممت له مؤخرا، وتشرفت بأن أكون أحد أعضاء لجنة الإشراف والتدريب فيه وانضمت له ما يقارب ٤٨ مدرسة من المرحلة الثانوية وهو برنامج بريق للتفكير الإيجابي والرفاهية النفسية.. هذا الارتباط لم يكن عشوائيا، بل كان مدروسا وفق منهجية علمية واضحة تهدف لتعزيز القيم والتفكير الإيجابي والذي نحن بأمسّ الحاجة إليه في مثل هذه الظروف ومثل هذه الأزمة.
لاحظنا جميعا بأن الالتزام بتعليمات وزارة الصحة في البقاء بالبيت أتاح لنا الكثير من الفرص للتعاون مع أفراد العائلة ومساعدة الأبناء للآباء والأمهات وتعزيز صلة الرحم وهذا ما تضمنه أحد تمارين برنامج بريق بعنوان (قم بأعمال إيجابية)، بل منحنا هذا الحجر المنزلي للانتباه لأمور في منازلنا لم نكن ننتبه لها من قبل بسبب انشغالنا وسرعة العمل اليومي في حياتنا، وهذا أيضا تضمنه أحد التمارين بعنوان (انتبه أين تنظر)، وأكثر ما كان ممتعا في بقائنا بالمنازل هو تجاذب الأحاديث مع الأبناء حول الأزمات التي مرّت بها الكويت من قبل ومن أهمها فترة الغزو الغاشم والتي لا تقارن بتاتاً بما نعيشه من خوف وجزع خلال هذه الأيام، فكانت جلساتنا تحتوي العديد من القصص والأحداث وهنا أيضا تذكرت تمريناً بعنوان (اطرح أسئلة).
لم نتوقف عند ذلك الحد بل لاحظنا الجميع يحاول إرسال خطط يومية لقضاء الوقت واستثمار الإجازة التي منحت للمدارس والموظفين وكأننا بذلك نطبق ما يهدف له تمرين بعنوان (خطط ليوم رائع)، وأصبحنا جميعا ننادي بعدم التهوين أو التهويل وأهمية بث روح التفاؤل والإيجابية، وأن كل ما سيحدث هو بتقدير من الله العلي القدير ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، لذا من المهم جدا نشر الأخبار السارة التي تساعدنا على الطمأنينة والهدوء النفسي الذي ينعكس إيجابا على حياتنا اليومية وكل ذلك وجدته في تمرين بعنوان «شاهد أخبارا سارة».
وكم هو رائع عندما وجدنا أهل الكويت يبادرون دون استثناء للقيام بالعديد من الأعمال الإيجابية والتطوعية والتبرعات السخية والتي تعود بالنفع على الآخرين ومساعدتهم، تركوا بيوتهم ليخدموا البيت الكبير وهي الكويت، وهذا ما يترجمه لنا التمرين في برنامج بريق تحت عنوان «مواطن كويتي رائع، هنا أمامك»، بل وجدنا أنفسنا جميعا نقول لكل من يعمل في هذه الأزمة لمكافحة انتشار الوباء في جميع الوزارات ما يقوله تمرين بريق بعنوان «شكرا.. أنت تبلي بلاء حسنا»!
كل تلك التمارين هي جزء من تمارين الكتيب الأول لبرنامج بريق والذي يضم ٦ كتيبات موزعة على السنوات الثلاث للمرحلة الثانوية، وعليه فلنتصور مدى التغيير الذي سيتركه هذا البرنامج على تفكيرنا وسلوكياتنا وتقديرنا للتطوع وأعمال الخير وتعزيز وتأصيل القيم طبقا لما تنادي به شريعتنا الإسلامية.
كلما تذكرت أحد تمارين هذا البرنامج أثناء الأوقات التي أقضيها في المنزل خلال هذه الفترة لا يسعني إلا أن أقول: شكرا للمدير التنفيذي وصاحبة فكرة برنامج بريق الشيخة انتصار سالم العلي على هذه الفكرة الرائدة لكويت جديدة، شكرا لمديرة البرنامج رقية حسين، ولجميع أعضاء فريق الإشراف والتدريب، وللوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة فيصل المقصيد لدعمه الدائم للبرنامج، ولجميع معلمينا ومعلماتنا وطلبتنا والإدارات المدرسية وأولياء الأمور الذين شاركوا وساهموا في نجاح هذا البرنامج التربوي، سائلين المولى عز وجل أن يزيل الغمة عن الأمة ويحفظ كويتنا من الوباء وسائر بلاد المسلمين، وعلى المحبة والخير نلتقي بمشيئة الرحمن.