عنفٌ في زمن الكورونا* نسرين مباركة حسن
النشرة الدولية –
في العزل،
سكاكين المطبخ مخيفة جدا
الفأس في الحديقة
المقصّ على طاولة الزينة
حبال الغسيل
كابلات الالات الكهربائية
كلها في الليل مرعبة
الليل ثقيل
والنفس ثقيل
فيروس الروح
يُعرِّش في صدري
ويقبض روحي قبل الروح
…
في العزل
امرأة مُعنفة
تكتُم أنفاسها
فالنَّفَسُ أحيانا جريمه
بنت الفعله
ليتني منذ الصفعة الأولى
غادرت الأيادي اللئيمه!
…
في العزل،
والرّوح تتلقّف
نفسا كالظلّ
ثقيلاَ
يقترب الموت كرائحة الجيفه
يدخل من أنفي المفلوق
من جيوب في الوجه
تشتعل فتيلا
الآن ..
أسمعه يمشي
يقترب كالموت
الآن..
أسمعه يشتمني،
أنا أيضا في الدّاخل أشتمني
والعالم كله في الخلف يشتمني
الآن ..
أسمعه يقتلني
أنا أيضا واطفالي
رأيناه في العزل يقتلني
الاّ العالم لم يشهد شيئا
لم يعرف شيئا
لم يدر شيئا
العالم أبويٌّ حتى التخمة
لا يشهد مع النّساء
العالم باطرياركي
ملك يتربّع على العرش
اخلاقه كالطّاعون
قوانينه كالطّاعون
يعزل النساء مع الشهداء
لكنه لا يكتب على الشاهدة
اسما ولا حرفا
في زمن الطّاعون
كلنا في الموت رقم
يموت بعضنا عدوى
وتموت النساء عنفا
…
في العزل،
الآن تموت النساء كل ليلة
تموت النساء في بيوت الاستحمام
وفي الحديقة
تموت النساء في الصالونات
وعلى أسرّة الحب
وتموت النساء افي المطابخ
على مرأى العالم
والعيون البريئة
تحت السرير
وخلف الأريكة
…
في الخارج يهرول الطاعون مع الناس
وفي العزل،
يحفر طاعون آخر
في كلّ جسدِِ “أنثى” قبر
قد نجد كل اللقاحات
الا لقاح العنف
سأجده وحدي
سأركض في كل اتجاه
الاّ الخلف
طريق البيت” الَذّكَرِ” “العنف”
إن على امرأة واحدة
هي كل نساء الأرض
أن تجد لقاحا للعنف
أن تسكن بيتا من سلام
سلام يا سلمى سلام.
نقلاً عن موقع ” الأنتلجنسيا” للثقافة والفكر الحر