فلسطين …فارس الأحلام …. وراء القضبان!
بقلم: شاهر النمورة
النشرة الدولية –
صادفت هذه الأيام ذكرى مرور ستة وأربعين عاما على اعتقاله.. يذكر فيما يذكر أن نفعت الذكرى أنه كان في ريعان الشباب وكان مقبلا على الحياة بأمل وطيد في بلوغ الحد الأقصى من أحلامه وأمانيه على الخطين الخاص والعام.
كغيره من أضرابه كان يحلم بتأسيس بيت سعيد يجمع بين ضوابط الأصالة ومرتكزات المعاصرة.
عرف فيما عرف من أفكار تواترت وخواطر تدافعت عبر أبرز الحواس الخمس اللاقطة كيف يضع تصورا لمشروع العمر إذا كان في العمر سانحة أو بقية.
وضع النقاط على حروف “فتاة أحلامه” خلال سنين وردية مخملية الآفاق حافلة بشواغل الإعداد لذاك المشروع الفخم الذي طالما تمنى أن يكون سرمديا.
وفي ذروة اقتران الأصالة بالحداثة تفكيرا وخيالا بريئا وقعت الغائلة التي أصبحت كابوسا ممضا يدفع ضريبته الزلزالية مئات الالاف من أبناء الشعب الذي يدافع ببسالة ونبل عن وجوده الراسخ على أرض وطنه فلسطين.
سقط بين براثن العدو وكما لكل أجل كتاب تأتي لحظة الانعطاف الحاسمة لإغراق فظيع ومدمر للعواطف ومشاعر الارتباط الفطري الجليل بأسمى معاني التضحية والفداء على جبهة العطاء الذي يعني أكثر من اندغام الخاص بالعام في تماهٍ يشبه الفناء.
العام يتقدم بقوة اللامحدود المطلق يمتص إلى آخر رحيق قوة الحياة في الخاص بعملية اختبار جذري ضارٍ لعمق ومدى الارتباط المنيع في الوطن .. أرضا وشعبا.
وهكذا الحال اذ تقع واقعة الاعتقال يصبح إلى حد إطلاق صافرة الطلاق البائن بينونة كبرى مع الخاص الى أمد طويل وبعيد إذ يكلف الأمر الإنسان الفلسطيني الضحية عمره في معظم الأحوال إن لم يكن إفناء زهرة شبابه وراء القضبان .
وفي هكذا أحوال يصبح البوح بالمقدس الخاص “فتاة الأحلام” و”فارس الاحلام” أمرا غريبا بل معيبا في معظم الأحوال !.
وإلا كيف تكون مشروع فداء جسدا وروحا وتهيم في نعائم الله في خيالات أمست مع السجن مترفة بامتياز ومنبتة الصلة مع واقع مقابر الأحياء.
ولكن رحمة الله واسعة تستمطر شآبيبها وتأتي وتدب الحياة مجددا في عروق الحياة روحا وجسدا ولله أيضا في خلقه شؤون!.