تقرير استخباراتي: “خلايا نائمة” لإيران و”حزب الله” في الولايات المتحدة وأوروبا
النشرة الدولية –
حذرت ورقة بحثية أميركية من خلايا إيران وحزب الله النائمة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وذلك على ضوء التوترات بين طهران وواشنطن، التي تصاعدت حدتها منذ 2018 بعد انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي، وقد وصلت هذه العلاقة إلى أسوأ فصولها مع ضرب واشنطن قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد في يناير 2020.
الورقة التي كتبها الباحثان المتخصصان بشؤون الاستخبارات آيوان بوب وميتشل سيبلر بعنوان “طريقة عمل إيران وحزب الله في الغرب” ونشرت في تقرير مطول في مجلة (Taylor & Francis) المتخصصة بشؤون النزاعات والإرهاب، تشير إلى أدلة متزايدة على سعي إيران وحزب الله خلال السنوات الأخيرة إلى إنشاء شبكة نائمة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، والتي يمكن تفعيلها لشن هجمات كجزء من هجوم انتقامي.
وقيمت الورقة طريقة عمل إيران وحزب الله السابقة في الغرب، وقد استندت إلى وثائق المحكمة وتقارير مفتوحة المصدر عن الاعتقالات الأخير لأعضاء من حزب الله وعملاء إيران في الولايات المتحدة وخارجها.
وسلطت الضوء على تجنيد هؤلاء وتدريبهم وتعقيدات عملياتهم السابقة، في حين توضح أنه من المستحيل التكهن بموعد ومكان أو كيف يمكن أن تنتقم إيران أو حزب الله كعقاب على مقتل سليماني، إلا أن الورقة تلفت إلى “مؤشرات وعلامات تحذيرية متزايدة عن احتمال وقوع هجوم في الولايات المتحدة أو ضد المصالح الأميركية في الخارج”.
وتشير الورقة إلى أن الكاتبين هما ضابطا استخبارات في دائرة شرطة نيويورك، ويعملان حالياً لدى شركة “كي 2” الخاصة في مجال الاستخبارات، وذلك تحدثا عن أن “التهديد من إيران وحزب الله كان دائما قريباً، استناداً إلى قدرة وصول يد إيران على المستوى العالمي.
وقال الباحثان إن “الغرب معرض لخطر مرتفع للثأر الإيراني ولذلك، من المهم تحليل وتقييم جهوزية إيران وميليشياتها قبل ارتكاب هجمات إرهابية في الغرب”.
واستناداً إلى التاريخ الحديث، هناك اعتقاد أنه “يمكن أن يؤدي مقتل سليماني إلى رد فعل ثأري، أو ردود أفعال، من إيران وحزب الله، على غرار رد الفعل على اغتيال قادة حزب الله، مثل الأمين العام السابق عباس الموسوي عام 1992، والمسؤول العسكري عماد مغنية عام 2008″.
من تجربة المؤلفين، وكذلك استنادًا إلى تقييم للطفرة التي استمرت لعقد من الزمن في إيران وأنشطة حزب الله اللبنانية قبل العمليات في كل من أوروبا الغربية والولايات المتحدة، رجح الكاتبان أن هناك احتمال كبير لتنفيذ هجوم محتمل في المستقبل على المصالح الأميركية في الخارج وحتى أن هناك إمكانية لتنفيذ هجوم في الداخل الأميركي.
وتقدم الورقة 7 مبادئ عن جهوزية التخطيط لدى كل من إيران و”حزب الله” قبل القيام بهجوم إرهابي محتمل، تراوح من المراقبة والتخطيط اللوجيستي والعمليات الأمامية لتمويه الناشطين إلى التسلل والتجنيد واختيار الهدف.
واستشهدت الورقة بما قاله القائد الجديد لـ”فيلق القدس” إسماعيل قاآني، بعد مقتل سليماني: “لقد ضربوه بطريقة جبانة، ولكن بفضل الله ومن خلال محاولات الباحثين عن الحرية في جميع أنحاء العالم الذين يريدون الانتقام من دمه، سنضرب عدوه بطريقة رجولية”، وكذلك بما قاله زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي دعا إلى تنفيذ “العقوبة المناسبة” على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أن هذه “ستكون مسؤولية ومهمة جميع مقاتلي المقاومة في جميع أنحاء العالم”.
وتعيد الورقة إلى الأذهان حادثة تفجير السفارة الإسرائيلية عام 1992 في بوينس آيرس، والتي نفذها مسؤولون أرجنتينيون مدعومون من إيران رداً على الاغتيال الإسرائيلي لأمين عام حزب الله حينها عباس الموسوي.
وبعد اغتيال رئيس عمليات حزب الله عماد مغنية في فبراير 2008 خطط حزب الله عدة هجمات للانتقام في أذربيجان، بلغاريا، قبرص والهند والكويت وتركيا وتم إحباط جميع هذه المحاولات باستثناء هجوم انتحاري وقع عام 2012 على حافلة تقل سياحًا إسرائيليين في بورغاس ببلغاريا، ما أسفر عن مقتل ستة سائحين إسرائيليين وإصابة اثنين وأربعين.
كما يشير الباحثان إلى “المؤامرة الفاشلة التي قادتها إيران عام 2011 لاستهداف السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير توضح أن الهجوم داخل الولايات المتحدة ليس أمراً لا يمكن تصوره”، إضافة إلى أن “ما قاله عضو حزب الله علي محمد كوراني لمكتب التحقيقات الفيدرالي خلال المقابلات التي أجريت معه في عامي 2016-2017 إنه: في حالة خوض الولايات المتحدة وإيران الحرب، فإنه يتوقع استدعاء الخلية الأميركية النائمة للعمل”.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن إيران وحزب الله يشكلان تهديدًا محتملاً في داخل الولايات المتحدة، وفي عام 2012 صرح مدير المخابرات الوطنية آنذاك، جيمس كلابر، بأن المسؤولين الإيرانيين “أصبحوا الآن أكثر استعدادًا لشن هجوم في الولايات المتحدة ردًا على الإجراءات الأميركية الحقيقية أو المتصورة التي تهدد النظام.
على الرغم من أن صناع القرار في طهران سيظلون يفكرون بعناية شديدة قبل أن يضربوا الولايات المتحدة للانتقام لمقتل سليماني، فمن المهم بالنسبة لمحللي السياسات أن يفهموا جهود إيران وحزب الله لإنشاء بنية تحتية للهجمات المحتملة في الغرب، تقول الورقة.