“وسواس” كتاب للبنانية “ثناء عطوي” يغوص في أعماق النفس البشرية

النشرة الدولية –

يغوص كتاب ”وسواس“ الصادر حديثا للكاتبة اللبنانية ثناء عطوي، في أعماق النفس البشرية، متحريا هواجسها ورغباتها في مراحل مواجهتها لأشد مخاوفها.

ويندرج الكتاب ضمن أدب اليوميات، موثقا معاناة الصحافة على خطوط النار لتتجسد الوساوس على شكل حرب تصدمنا مع أعماقنا النفسية.

رفـّي لمتعة القراءة - ثناء عطوي

تقول عطوي في كتابها: ”خفيفة وساوسنا وهشة، تعيش بموازاتنا دون أن نلحظ وجودها، إذ لطالما اعتقدت أن الوساوس نحيلة ولا تشيخ، فأنا لم أعرف وسواسا سمينا، كما لا أعرف كثيرا عن عمر الوساوس، إذ يبقى منشؤها مبحثا غائما، تماما مثل موقع الفردوس ولغة أهله، أو الأشياء المهجورة التي تثير انتباهنا. ربما هي تولد معنا، بل ربما هي قدرنا وليست عقابنا، نأتمنها على الكثير الكثير، كمن يخزن شيئا خارج نفسه“.

وتضيف في موطن آخر: ”كان الرجل يمشي خطوتين ثم يتوقف ويتفقد ظله، ثم يمشي ويعيد الكرة وكأنه حذر من أن يؤخذ منه، أو كأن ظله معرض للسقوط أو الانفصال عنه. لقد آمن البدائيون أن روح الإنسان تكمن في ظله، وأن فقدان الخيال قد يتسبب بموت صاحبه، كما اعتقدوا أن التبدل الذي يصيب حجم ظلالنا تحت الشمس قد يكون نذير مرض أو اعتلال في صحتنا“.

وتتابع: ”ظلالنا هي أرواحنا اللصيقة، بل صورتنا الأمينة علينا، أو ربما وساوسنا التي تلازمنا؛ إنه قانون المتشابهات، الذي يعيد إنتاجنا في شخوص عدة، في تراكيب وطبقات، نضيق ذرعا بوجودها، ولا نفقه أدوارها، ظنا منا أنها دخيلة أو غريبة، بل هي آخر غيرنا“.

ويصور الكتاب حواضر أضاعت البوصلة، وفقدت رونقها، وعاث فيها الموت محولا ساحاتها إلى فراغ، بعد أن رحلت حقائب السفر التي ملأها أصحابها على عجل.

وقالت عطوي لـ“إرم نيوز“، إن ”الكل سيزول ويبقى الوسواس فهو نسغ الحياة، وهو ما جعل الكتاب يأتي على شكل لقطات عن تفاصيله“.

”وسواس“ من إصدارات دار المتوسط، إيطاليا، ويقع في 120 صفحة من القطع المتوسط. ورسم لوحة غلافه الفنان التشكيلي زيد الشوا.

من هي الكاتبة ثناء عطوي

ثناء عطوي، أديبة وإعلامية لبنانية، حاصلة على ماجستير في علم الاجتماع الثقافي، من الجامعة اللبنانية. عملت في المجال الصحفي لأعوام. وحازت أوسمة تكريم وتقدير عربية عدة، كمراسلة حرب. سبق أن صدر لها كتاب؛ بعنوان ”تحوّلات المثقفين اللبنانيين منذ ستينيات القرن العشرين“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى