حول الجدل القائم في رابطة الصحافيين السوريين
بقلم: بهية مارديني

النشرة الدولية –

بالنسبة لي كانت رابطة أو نقابة حقيقية للصحفيين السوريين هي أمل، لا لشيء الا لأن اتحاد الصحفيين في سوريا كان يتبع النظام وكان حكرا على من يطبل له ويكذب من أجله ويزيف الحقائق، وكان عبئا حتى على بعض المنتسبين اليه، وكنت ومازلت أفخر بأنني من الصحفيين “المغضوب عليهم” لأنني أكتب في موقع “ايلاف ” المحجوب في سوريا، والذي يملك سقفا عاليا مميزا من الحريات والفضاء المفتوح في التعبير حيث لا رقابة غير الكلمة المسؤولة ورغم مرور كل هذه السنوات لم أكتشف أسباب حجبه الا أنها في اطار الديكتاتورية ومصادرة الرأي الآخر.

هذه الفترة أنهت رابطة الصحفيين السوريين من المعارضين المنتسبين اليها انتخاباتها، وقد أعددت نفسي لكتابة سلسلة من التقارير عنها الا أن تسارع الأحداث كان أكبر من قدرتي على الكتابة وشحن تركيزي، ووجدت نفسي أعمل بدور المراقب، دون أن يكلفني أحد، بدل أن أمارس دور الصحافية أو المتابعة أو الناخبة فقط.

أثبتت التجربة العملية للانتخابات، كما أراها، ضرورة وجود مراقبين من جميع الأطراف المرشحة اذا كنا نريد انتخابات ناجحة وحرة ونزيهة وتاريخية بالمطلق اضافة الى تطبيق آلية للانتخاب تُبعد بعض الناخبين عن التشكيك بالنتائج بمعنى أن يكون التطبيق المستخدم في الانتخابات تطبيقا يعطيك ذات النتائج باستمرار.

كما أن مجرد وجود إمكانية للتلاعب البشري بآلية انتخاب إلكترونية يستدعي بالضرورة اما وجود مراقبين أو تغيير البرنامج أو الآلية أو كلا العمليتين معا ، وخاصة ان كان البرنامج هو برنامج خاص بالاستبيانات، فيما يوجد برامج مختصة بالانتخابات، بمعنى كل المطلوب وهو أمر بسيط، أن يكون البرنامج صالحا لهذه العملية التي يجب أن تكون هادئة ومستقرة ومتدفقة بسلاسة خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار المشاكل التي عصفت بالرابطة سابقا والاتهامات بين أعضاء منتسبين لها ومنسحبين منها والتي تحدّث عنها فايز سارة، وهو من الأعضاء المؤسسين في الرابطة، في جريدة الشرق الأوسط.

ان الاقتراب من هذه المنطقة ليس خطا أحمر لا يجب تجاوزه أو عدم الحديث عنه فلا خطوط حمراء أمام الحقيقة أمام محاولة اكتشافها، و لا يكفي برأيي أن يكون لديك في مؤسستك أو منظمتك لجنة انتخابات، مهما بلغت حياديتها واستقلاليتها، وبغض النظر عن التساؤل من عينّها أو اختارها، لتجعلك تمارس عملية انتخابية ناجحة فحتى يكون لدى الناخب قناعة بالانتخابات وبقانونيتها يجب أن تتوافر عدة عوامل أولها شرعية المرشحين بالدليل القاطع ، ثانيها الاعداد والتحضير الجيد للانتخابات قبل الاعلان عنها وعدم التأخير بالعملية بعد الاعلان لو لفترة بسيطة بذرائع مختلفة لأن هذا من شأنه أن يجعل الناخب يشك في صدقية ما يجري أو أن هناك ثمة ما يحاك ، وثالثها لا أخطاء تقنية أو فنية خلال العملية الانتخابية، ورابعها وجود مراقبين من المرشحين.

ان هذه التجارب لسوريين يعيشون في دول و مناطق مختلفة الا أنها من المفترض أن تكون تجارب مسؤولة وواعية وحريصة ودقيقة نحو سوريا حرة، وهي لبنة أولى من اللبنات التي نبني عليها لذلك هي تعنينا بكل جوارحنا ومن أعماقنا كما أن وجودنا ضمنها لا يتطلب منا الا أن نكون فاعلين متفاعلين ولسنا شهودا صامتين في رابطة هي أساسا للصحفيين، أي أداتها الكلمة وعنوانها الحرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى