سلطات الإحتلال تغلق المسجد الأقصى والمقدسيون يصلون خارج الأسوار رغم الإعتقالات
وكالات – ومن غزة علاء الحلو/ العربي –
تجمع عشرات المصلين الفلسطينيين لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، خارج أسوار المسجد الأقصى المغلق في البلدة القديمة في القدس.
وعززت شرطة السلطات الإسرائيلية المحتلة عناصرها على مداخل الحرم الشريف بالقدس، يوم الأحد فيما بقيت المدينة مغلقة ضمن تدابير احترازية لمنع انتشار الفيروس التاجي بسبب التقارب الاجتماعي في عيد الفطر.
ويقول عصمت الشلودي، مواطن مقدسي:” كانت آخر مرة يغلق فيها المسجد الأقصى في عام 2017، الآن أصبح الأمر مختلفًا، كان رمضان مليئًا بالمصلين من جميع أنحاء العالم حتى من خارج البلاد، ومن الضفة الغربية ومن غزة. ونحن حزينون جدا، لم نصل خلال رمضان داخل المسجد الأقصى ولكننا نحتفل بعيد الفطر وهو عيد بعد رمضان، ونحن حزينون جدا لأننا نصلي خارج أسوار المسجد الأقصى ولكن ماذا يمكننا أن نفعل؟ كل شيء مفتوح في القدس الغربية بما فيها مراكز التسوق ولكن الأقصى ما يزال مغلقا”.
وكانت شرطة السلطات الإسرائيلية المحتلة قد اعتقلت عدد من الفلسطينيين خارج المسجد الأقصى صباح اليوم. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الإعتقالات تمت خلال “مظاهرة غير قانونية” حسب وصفها عند باب الأسباط وهو الباب الشمالي الشرقي للحرم القدسي داخل البلدة القديمة.
فرحة العيد تعم أوساط الأطفال في غزة رغم إجراءات الإحتلال وكورونا
وفي غزة إستقبل سكان القطاع العيد بالأراجيح والألعاب والملابس الملوّنة و”شقاوة” الأطفال، وكأنّ في ذلك محاولة للتغلّب على القلق المتنامي نتيجة أزمة كورونا من خلال الاحتفال. ولم تغب فرحة الأطفال، على الرغم من أجواء الحذر التي باتت تخيّم على مختلف محافظات غزة، بعد الإعلان رسمياً عن 35 إصابة جديدة بفيروس كورونا في خلال الأيام الماضية، علماً أن المرضى في مراكز الحجر الصحي.
ومع أذان الفجر الأول بعد انتهاء شهر رمضان، بدت واضحة ملامح عيد الفطر، إذ راحت تصدح المساجد بتكبيراته التي تخلق جواً من البهجة بين أهالي القطاع. وتأتي الفرحة مضاعفة هذا العام نتيجة فتح المساجد لأداء صلاة العيد وقبلها لصلاة يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، وذلك بعد فترة من الإغلاق لنحو شهرَين من ضمن الإجراءات الاحترازية في وجه من فيروس كورونا، بعد الإعلان عن أولى الإصابات في القطاع في مارس/ آذار الماضي.
وإلى جانب المساجد، أُدِّيَت صلاة العيد في الساحات العامة، وفق التعليمات والشروط التي وضعتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة للوقاية من فيروس كورونا. وقد فُرض على كلّ مصلٍّ وضع كمامة وإحضار سجادة الصلاة الخاصة به، بالإضافة إلى الحفاظ على التباعد بينه وبين المصلين الآخرين، فيما انتشر عناصر الداخلية في كلّ الأماكن العامة لتأمين الصلاة ومنع الازدحام تطبيقاً لتدابير وزارتَي الصحة والأوقاف.
وهي تمسك بيد شقتها تالا، تتوجّه فرح الزنط إلى أرجوحة نصبها شاب بمناسبة العيد على ناصية منطقة المجادلة، غربي مدينة غزة، وقد بدت السعادة واضحة على ملامح الصغيرتَين. وتقول فرح (12 عاماً) إنّها قصدت الأرجوحة فور تسلّمها العيديّة من والدَيها، أمّا شقيقتها تالا (10 أعوام) فتركّز على دورها للعب، تعبّر عن سعادتها الكبيرة. وإلى جانب الشقيقتَين، أطفال آخرون ارتدوا ملابس العيد الملوّنة في انتظار دورهم لـ”النطنطة” على أرجوحة القفز. وتشهد المناطق الفرعية ومداخل الشوارع انتشاراً لأراجيح الأطفال، وإلى جانبها بسطات لبيع الحلويات يستفيد منها بعض الغزيين موسمياً لتوفير دخل مؤقّت.
ومثلما تصدح أصوات الأطفال في طرقات غزة، تفوح رائحة الفسيخ من البيوت، فأهالي القطاع اعتادوا طهو سمك الفسيخ في أوّل أيام عيد الفطر. فهم يمتنعون عنه في شهر رمضان، لأنّه يسبّب عطشاً شديداً لا يمكن الصائمَ احتماله. أمّا آخرون، فيتناولون وجبة “السُّماقية” الشعبية في المناسبة.
وبدت الفرحة واضحة على ملامح الأطفال وهم يلهون بالأراجيح، ويشترون الألعاب والحلويات والمُسليات عن البسطات الصغيرة ومن البقالات، ويركبون السيارات البلاستيكية الملونة، التي يستأجرها الأطفال، خاصة بعد قرار وزارة الداخلية في غزة إغلاق الساحات المركزية والمدن الترفيهية، والمتنزهات العامة، ومنها “الجندي المجهول، ساحة الكتيبة، الميناء، الكورنيش، ومتنزهات البلدية”، ضمن الإجراءات المشددة لمنع التجمهر والتجمعات خلال إجازة عيد الفطر.
من جهة أخرى، شهدت شوارع غزة حركة نشطة لأفواج الرجال المحتفلين بعيد الفطر، فالغزيون اعتادوا بعد تناول فطور العيد الدسم، زيارة أمهاتهم وشقيقاتهم وخالاتهم وعماتهم لمعايدتهنّ، وهنّ يحضّرنَ من جهتهنّ الكعك والمعمول والشوكولاتة لاستقبال الضيوف، فيما يتنافسنَ على لقب صاحبة الضيافة الأجمل والحلويات الأطيب. يُذكر أنّ النساء الغزيات لا يخرجنَ من بيوتهنّ في اليوم الأوّل من العيد، حتى يستقبلنَ المعيّدين والضيوف، ولا يزرنَ بالتالي أهاليهنّ إلا في اليوم الثاني، علماً أنّهنّ يحرصنَ على تزيين مداخل البيت بحبال الزينة والبالونات وطاولة الضيافة بأواني العيد.