الأمين العام يهنئ المسلمين بعيد الفطر ويدعو إلى استلهام دروس الرحمة والتعاطف من شهر رمضان

أخبار الأمم المتحدة –

هنأ الأمين العام للأمم المتحدة المسلمين حول العالم بحلول عيد الفطر المبارك. فبينما يحتفل الملايين منهم بهذه المناسبة، دعا السيد أنطونيو غوتيريش إلى استلهام دروس شهر رمضان الكثيرة والمتمثلة في “الرحمة والتعاطف والكرامة والحقوق والاحترام المتبادل والتفاهم والوحدة والتضامن.”

وكان الأمين العام يتحدث خلال مناقشة تفاعلية افتراضية مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بعنوان: ” كوفيد-19: تعزيز التعايش والمسؤولية المشتركة.”

وقال الأمين العام إنه درج، ومنذ أن كان مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، على إحياء تقليد سنوي يتمثل في القيام بزيارات تضامن رمضانية إلى المجتمعات المسلمة حول العالم.

فبصفته أمينا عاما للأمم المتحدة، زار أفغانستان في عام 2017؛ مالي في 2018؛ وفي العام الماضي سجل زيارة إلى الجالية المسلمة في نيوزيلندا، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد النور في العاصمة كرايستشيرش.

أما هذا العام، فقال الأمين العام إن كوفيد-19 جعل هذا التقليد السنوي أمرا صعبا – ولكنه ليس مستحيلا، مشيرا إلى أن زيارته هذا العام افتراضية، من خلال حلقة النقاش التفاعلية مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

وقال الأمين العام إن هذه فرصة للاستماع من أعضاء هذه المنظمة ولتعزيز التزامه، متمنيا لهم التوفيق في هذه المناسبة السعيدة.

واستشهد الأمين العام بحديث للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، يجسد الحب والتعاطف في مثل هذه الأوقات العصيبة: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.”

وقال السيد غوتيريش إن هذه الجائحة أظهرت صلاتنا المتبادلة واعتمادنا المتبادل وهشاشتنا. قائلا: “عالمنا مثل جسد واحد. طالما أن جزءا واحدا مصاب بهذا الفيروس، فنحن جميعا مصابون به.”

التضامن والوحدة

الآن أكثر من أي وقت مضى، شدد الأمين العام على ضرورة أن يكون التضامن والوحدة المبدأين اللذين يقوداننا، داعيا إلى “التضامن من أجل استجابة صحية واسعة النطاق ومنسقة وشاملة، بتوجيه من منظمة الصحة العالمية، مع التركيز على البلدان النامية، وتكثيف جهودنا لمن يواجهون أشد المخاطر، وتعزيز النظم الصحية وكذلك استجابتنا الإنسانية.”

ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى التضامن في معالجة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية المدمرة للأزمة والحفاظ على صمود الأسر والشركات، وإعطاء الأولوية لأكثر الفئات تضررا: النساء، وكبار السن، والأطفال، وذوي الأجور المتدنية، والفئات الضعيفة الأخرى.

كما دعا إلى التضامن من أجل السلام، معربا عن شكره للكثيرين من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي على دعمهم للنداء من أجل وقف إطلاق نار عالمي بهدف التركيز على مكافحة الفيروس.

روح العطاء وحماية الفارين من الصراعات

وأعرب الأمين العام عن امتنانه للحكومات والناس في جميع أنحاء العالم

الإسلامي ممن يمتثلون أمور دينهم ويدعمون أولئك الفارين من الصراع، في أفضل تقاليد إسلامية للضيافة والكرم، واصفا ذلك بأنه “درس رائع في هذا العالم حيث أغلقت أبواب كثيرة أمام أولئك الذين يحتاجون إلى الحماية، حتى قبل جائحة كوفيد-19.

وقال إن روح العطاء هذه تتماشى تماما مع ما وصفها بـ “الوصفة الطبية الجميلة لحماية اللاجئين التي وردت في سورة التوبة في القرآن الكريم: “وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ….”

ووصف ذلك بأنه مثال رائع للتسامح – قبل قرون من اتفاقية اللاجئين لعام 1951 التي تحدد، في مفهوم حديث، اللاجئين والحماية التي يستحقونها.”

قال الأمين العام إننا بحاجة أيضا إلى التضامن في التحدث علنا ​​ضد تصاعد القومية العرقية والوصم وخطاب الكراهية التي تستهدف المجتمعات الضعيفة وتفاقم المعاناة، معربا عن التزامه الكامل بالتصدي للرسائل الخاطئة والضارة، وتعزيز اللاعنف ورفض التعصب والكراهية وجميع أشكال التعصب ضد المسلمين.

وحيا الأمين العام جهود اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لإقامة “الصلاة من أجل الإنسانية،” في 14 أيار/مايو، بقيادة البابا فرنسيس، وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب.

وأخيرا، قال السيد أنطونيو غوتيريش إننا نحتاج إلى التضامن لضمان أن يؤدي التعافي من الأزمة إلى اقتصادات ومجتمعات أكثر تكافؤا وشمولا واستدامة. واختتم حديثه بالقول “دعونا نعترف، قبل كل شيء، بأننا بالفعل جسم واحد، عالم واحد، وأمم متحدة واحدة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button