بيع النجوم في سوق الخضار
بقلم: د. محمد مطاوع

مطاوالنشرة الدولية –

رغم ما أحدثت جائحة كورونا من أضرار على البطولات الأوروبية، وما ألحقته بالأندية من خسائر، إلا أن أنباء التحضير لميركاتو الصيف لم تتوقف، بل وحركت المياه الراكدة، وسط بركة الدوريات الأوروبية، وحافظت على شغف المتابعة لبطولات مجمدة.

هناك 5 نجوم يتم التركيز كثيرا عليهم حاليا، من أجل عقد صفقات رحيلهم إلى أندية أكبر..حيث يحلم زين الدين زيدان بإنجاز صفقة جلب مواطنه بوجبا إلى السانتياجو بيرنابيو مع مباشرة المحاولات لضم الموهبة الشابة هالاند، وهناك تصميم من نيمار على الخروج من قلعة بارير للعودة إلى كتالونيا، وعلى جانب آخر يحارب برشلونة على جبهتين لاستقطاب كل من لاوتارو مارتينيز من نابولي، وبيانيتش من يوفنتوس.

الغريب في الأمر ليست الأسعار الخرافية التي يتم الحديث عنها، ولا قيمة اللاعبين الحقيقية في السوق، ولكن في السيناريوهات الغريبة التي باتت مطروحة على طاولة المفاوضات من أجل إنجاز هذه الصفقات.

ما نتابعه من خلال الأخبار التي يتم تسريبها هنا وهناك، وضع لاعبين آخرين في مزاد مختلف، من أجل تخفيض السعر الكبير لكل من هؤلاء النجوم الأربعة، فمثلا في برشلونة، يتم وضع كل من راكيتيتش، فيدال، سيميدو، أومتيتي، ديمبلي، آرثور.. وحديثا دي يونج في سلة التفاوض من أجل إنجاز صفقات النجوم الثلاثة الذين يحارب عليهم النجم الكتالوني، وكأن الأمر تحول إلى المقايضة التي كانت معتمدة القرون الغابرة قبل ظهور النقد.

والأمر لا يختلف عنه في ريال مدريد، الذي يشاع أنه يضع أكثر من لاعب في سلة التفاوض من أجل استقدام بوجبا، مثل لوكا يوفيتش، وجاريث بيل، وفاسكيز، وخاميس، والمعار أوديجارد، والمعار الآخر أشرف حكيمي، وغيرهم من اللاعبين الذين وضعهم زيدان على طاولة التفاوض.

ورغم ظروف الأندية المالية التي أثرت عليها جائحة كورونا، وتراجع المداخيل، وإعادة التقييم لأسعار اللاعبين من خلال دراسة جادة للانتهاء من عصر الصفقات الجنونية، إلا أن سيناريو المقايضة قد لا يكون صالحا في كرة القدم، فاللاعب لا يمكن مقارنته بأي سلعة أخرى يتم تبادلها مع الآخرين، كما يتم في سوق الخضار مثلا، بمقايضة البطيخ التفاح، فهو إنسان لديه طموحات ورغبة، وقرار بالبقاء أو الرحيل بكرامة، وبما يحفظ تاريخه الطويل وبطولاته التي حققها مع الفريق.

لا أتصور شخصيا أن يتم بيع نيمار مقابل 70 مليون يورو، وفوقها راكيتيتش وجريزمان كما يتم الترويج له، ولا أتخيل أبدا أن يكون مقابل بوجبا 50 مليونا ومعها خاميس رودريجز ولوكاس فاسكيز وابراهيما دياز، وقد يكون الشاب أوديجارد هدية (فوق البيعة)، لأن هذا يتنافى مع قيمة اللاعبين أنفسهم، ولا إدري إن كان مثل هذا الأمر يقره الاتحاد الأوروبي أو لوائح الفيفا.

قد يكون الأمر ليس بجديد في صفقات تبادلية سابقة، حدثت بين الأندية، لكن البيع بالجملة كما تقول التكهنات، مقابل لاعب واحد بهذا الشكل.

السوق أمامه وقت قصير قبل الافتتاح الرسمي، وما نتابعه على شكل خبر اليوم، سيكون غدا واقعا حقيقيا، وحتى ذلك الوقت سنبقى ننتظر، ونسمع المزيد من أخبار المقايضات، ولا ندري إن كانت ستتم بهذا الشكل، أم سيكون للأندية واللاعبين بشكل رئيس قول آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى