لماذا وافق حزب الله على برنامج “صندوق النقد” لمساعدة لبنان… بعد أن رفض سابقاً؟

النشرة الدولية –

قالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، اليوم الأحد، إن حزب الله اللبناني الموالي لإيران، وافق على مساعدة صندوق النقد الدولي للبنان، لأنه بات ضعيفًا، وأن على الصندوق أن يتابع عن قرب، أي برنامج إنقاذ للبلد العربي، حتى لا يستفيد الحزب منه.

ولفتت المجلة، إلى أن الحزب رفض في السابق برامج الصندوق، بدعوى أنها تتضمن شروطًا أمريكية، لكنه رضخ هذه المرة، بسبب تراجع نفوذه وشعبيته بشكل كبير في لبنان، وتقلص المساعدات المالية من إيران، بسبب العقوبات الأمريكية عليها.

ونقلت المجلة عن البروفسور، حبيب مالك، من الجامعة الأمريكية في بيروت، قوله إن ”حزب الله شكٌل دومًا عقبة أمام جهود إنقاذ الاقتصاد اللبناني، بسبب تورطه بأعمال فساد وحماية المسؤولين الفاسدين في لبنان لفترة طويلة.“

وقالت: ”الآن وبعد أن تدهور الاقتصاد اللبناني بشكل كبير، وبدأت قبضة حزب الله على الشؤون الداخلية تتراخى وتتراجع، نراه وقد وافق على مضض، على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ومساعدة محتملة تصل إلى 10 مليارات دولار، على أن يقبل لبنان شروط الصندوق، بما فيها إجراء إصلاحات مالية وسياسية.“

وأشارت المجلة في تقريرها، إلى أن حزب الله الذي كان يعتبر من أقوى التنظيمات في لبنان في السابق، بات حاليًا ضعيفًا ومكروها بشكل واسع، في الوقت الذي تراجع فيه وضعه المالي بشدة، نظرًا لانقطاع المعونات من إيران، بسبب العقوبات الأمريكية، والانخفاض الحاد في صادراتها النفطية، وأسعار النفط، إلى جانب تفشي وباء كورونا.

وقالت منى العلمي من ”مجلس الأطلسي“ في واشنطن: ”أصبح حزب الله يعتمد بشكل كبير على الدعم المالي داخل لبنان، بعد تقلص المساعدات من إيران… ونظرًا لقلة موارد لبنان، فقد اضطر الحزب لقبول برنامج صندوق النقد الدولي… والحقيقة أن مجرد موافقته على البرنامج، تعني أن الحزب بات ضعيفًا، ويفتقر للدعم الخارجي.“

وأوضحت المجلة، أن شروط صندوق النقد، تتضمن ضرورة اتخاذ لبنان إجراءات فعلية ضد الفسادن وأعمال غير مشروعة أخرىن ساندها حزب الله لفترة طويلة، إضافة إلى إغلاق الممرات الحدودية غير المشروعة، التي يستخدمها الحزب في تهريب المال والمخدرات والمواد الغذائية والوقود، وسلع أخرى من وإلى سوريا.

وأضافت أن ”تراجع قوة ونفوذ حزب الله، يعطي صندوق النقد الدولي فرصة قوية لتطبيق إصلاحات حقيقية تؤدي إلى بداية التعافي في لبنان… لكن يجب على الصندوق أن يراقب عن كثب عملية المساعدات التي سيقدمها إلى لبنان، حتى لا تجد بعض الأموال طريقها إلى خزينة حزب الله، وتدعم مصالحه الذاتية.“

وختمت المجلة قائلة: ”بما أن إيران وحزب الله لم يعودا قادرين على فرض نفوذهما في لبنان، فإن صندوق النقد لديه الآن فرصة حقيقية لإعادة التعافي والازدهار لهذا البلد، وتسهيل عملية الإصلاحات السياسية، لكن عليه أن يتأكد أن الحزب لن يستفيد من أموال برنامج الإغاثة.“

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى