ماذا ينتظر الاقتصاد العالمي بعد الوباء؟
النشرة الدولية –
الأمور تتحسن نوعاً ما، حيث يتم إعادة فتح الاقتصادات تدريجيا وتظهر البيانات الاقتصادية إشارات مشجعة.
ففي حين أنه لا يزال من غير الواضح مدى سرعة التعافي أو ما إذا كانت هناك انتكاسات واسعة النطاق في حالات كورونا (تُبلغ بعض المناطق بالفعل عن زيادات) والعودة إلى عمليات الإغلاق الاقتصادي، فإنه يجدر النظر فيما يجب القيام به قبل التعافي المحتمل من الوباء الذي سيتحقق في نهاية المطاف، بحسب “جيرالدين سوندستروم” مديرة محفظة استثمارية في شركة “بيمكو”.
عادة، يكون من المنطقي زيادة التعرض للقطاعات والشركات الدورية في وقت مبكر من الدورة الاقتصادية من أجل التمتع بالتعافي في المستقبل، ومع ذلك قد لا تنطبق القواعد القديمة في عصر الاضطراب وقد تجلب حتى خيبة الأمل.
هذه المرة، قد يكون المستثمرون أفضل حالاً بجعل الأموال تتبع الإجراءات التي تطبقها الحكومات لإنعاش اقتصاداتهم.
قد لا يساعد التركيز على هذه السياسات في تحديد الفائزين المحتملين فحسب ولكن أيضًا الخاسرين، بالنظر إلى الطبيعة الضارة لبعض الإجراءات المالية الصارمة التي شهدتها الأشهر الأربعة الماضية.
برغم من كونها فريدة ومحددة لكل بلد أو منطقة، إلا أن التحركات السياسية التي تتم رؤيتها في أنحاء كثيرة من العالم لها قدر غير عادي من القواسم المشتركة مع دعم كبير يتكرر حول موضوعين عريضين: التعافي الأخضر والرقمي، هذا تغيير ذو مغزى من التوجه التقليدي الذي رأينه للتعافي من فترات الركود السابقة والخاص بتعزيز البنية التحتية.
الأخضر أو البيئي: في 15 مايو/آيار من هذا العام اقترحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطة إنعاش اقتصادي بقيمة 500 مليار يورو، وأشارا بوضوح: سيكون التعافي مختلفًا وصديق للبيئة.
حتى الصين، التي اعتمدت على حملة البنية التحتية لدعم النمو خلال العقدين الماضيين، قالت إن التعافي لن يعتمد على الآلات، وقد صممت كوريا الجنوبية المعتمدة على التصدير، حزمة تحفيز تركز على الرقمنة وتقليص العولمة، والتي تحمي أيضًا الصحة العامة والبيئة.
وفي ظل هذه الخلفية، تبدو السيارات والبطاريات الكهربية وكذلك أجهزة الطاقة الشمسية مرشحا رئيسيا للاستفادة من الدعم والإنفاق الحكومي.
ويحدث هذا أيضًا في وقت أدى فيه التقدم والتكاليف التكنولوجية إلى تحويل هذه البدائل الخضراء إلى خيارات مستساغة بشكل متزايد، وليس فقط رفاهية الدول الغنية بالوعي البيئي أو امتياز الدول التي تهتم بالطاقة الشمسية.
علاوة على ذلك، من المحتمل أيضًا أن تزيد الحكومات الضرائب على العمليات والعادات شديدة التلوث، حيث تحرص على أن تصبح صديقة للبيئة.
علاوة على ذلك، من المحتمل أيضًا أن تزيد الحكومات الضرائب على العمليات والعادات الشديدة التلوث، حيث تحرص على أن تصبح صديقة للبيئة.
رقمي: هناك العديد من التغييرات الهيكلية والسلوكية التي من المحتمل أن تنبثق من وباء كورونا، ولكن سيتم تعزيز ذلك أكثر بالجهود المستهدفة من قبل الحكومات لدعم قدرة اقتصاداتها على المنافسة في عالم رقمي متزايد في بناء جديد للبنية التحتية “حول “5G” و “واي فاي 6” ومقدمي الخدمات السحابية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والمدن الذكية.
من بين أمور أخرى، من المتوقع أن يؤدي هذا إلى زيادة الطلب على أشباه الموصلات – على سبيل المثال، الانتقال من شبكة “4G” إلى شبكة الجيل الخامس يزيد من أشباه الموصلات بنسبة 200 إلى300 بالمائة.
بالإضافة إلى البنية التحتية الرقمية، يتم تحفيز الشركات اقتصاديًا وسياسيًا لإعادة بعض الإنتاج إلى الوطن.
لكن لجعل هذه الخطوة في إعادة التوطين تستحق الجهد، ستحتاج الشركات إلى زيادة التحول الآلي لعملياتها في محاولة لخفض التكاليف.
في الواقع، كان التحول الآلي واحدا من أهم الأولويات التي ذكرها عدد كبير من مسؤولي الشركات خلال المؤتمرات الهاتفية بعد موسم نتائج أعمال الربع الأول.
من المتوقع أن يقفز الطلب على الروبوتات بشكل حاد خلال السنوات القادمة، حيث تتكشف هذه الاتجاهات، ومن المحتمل أن تلعب الروبوتات والتحول الآلي للعمليات المدعومة بالبنية التحتية الرقمية الجديدة دورًا كبيرًا مع تباطؤ تكامل الاقتصاد العالمي.
لقد تغير الزمن، وتتزايد الرسائل الخضراء والرقمية التي يصعب تجاهلها، قد نكون مقدمين على عصر دوري جديد أو (العصر الدوري الثاني).
وإذا تم كان النظام الأول ركز على مشاريع البنية التحتية كمستفيد رئيسي من أموال الاستثمار العام، فإن الإصدار الثاني من الانتعاش الدوري يركز بشكل أكبر على العناصر غير المادية التي تحيط بنا وتدعمها.
وفي حين أن عدم اليقين بشأن الاتجاهات المتزامنة والتعافي الوشيك التالي للوباء لا يزال مرتفعا، فإن هناك يقيناً أن الانتعاش سيكون أكثر نظافة بيئياً ومدفوعاً رقميا.