كيف وصلت “كلير وودمان” الى قمة أحد أكبر المصارف الاستثمارية بالحي المالي في لندن

النشرة الدولية –

بصفتها أول امرأة تتولى قيادة أحد أكبر المصارف الاستثمارية في الحي المالي في لندن وأم لثلاثة أطفال، استطاعت كلير وودمان من “مورجان ستانلي” أن تبرز نفسها بسهولة امرأة خارقة ناجحة تثبت أن بإمكان الفتيات أن يكبرن ويحققن كل شيء.

في المقابل، هي صريحة إزاء التحديات التي واجهتها، والقرارات التي اتخذتها، وضربات الحظ الجيد التي سمحت لها بالتقدم في عالم مصارف وول ستريت والحي المالي في لندن الذي يسيطر عليه الذكور.

لم تكن وودمان، الرئيسة التنفيذية لمورجان ستانلي في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، تعد التمويل خيارا مهنيا حتى تجاوزت الـ30 من عمرها. كانت طموحة في الجامعة، لكن “كانت كلية الحقوق دائما وجهتي التي خططت لها”.

تقول وودمان، البالغة من العمر 53 عاما والمولودة في بريطانيا، إن هذا يجعلها تفكر في مدى أهمية النماذج التي يحتذى بها. “في بداية حياتي المهنية، الأنموذج الوحيد الذي يحتذى به (من النساء) الذي يمكنني رؤيته على الفور كان في مهنة القانون – القاضيات الكبار”.

في ذلك الوقت كان لدى مؤشر فاينانشيال تايمز 100 رئيسة تنفيذية واحدة، مارجوري سكاردينو، رئيسة شركة بيرسون، ولم تكن هناك رئيسات للمصارف. وهي تعتقد أن غيابهن عن هذا القطاع ساعد على توجه النساء، من جيلها، إلى مجالي القانون والمحاسبة. “لو كانت هناك كثيرات أمثال أليسون روزز في ذلك الوقت، لكان ذلك قد شجعني على العمل المصرفي”، مشيرة إلى التعيين الأخير لامرأة في أعلى منصب في أحد أكبر المصارف في المملكة المتحدة، وهو “رويال بانك أوف اسكوتلاند”.

الانتقال إلى دور قانوني داخلي في الأعمال المصرفية لدى “مورجان ستانلي” كان مدفوعا في البداية بالرغبة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة بعد ولادة ابنها الأول. ولأنها محامية متخصصة في الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال في شركة كليفورد تشانس للمحاماة في لندن، كانت وودمان دائما رهن إشارة العملاء. تقول إن المشكلة لم تكن في عدد الساعات، بل في الحاجة إلى زيادة السيطرة عليها.

كما أنها ممتنة للوضع الاستثنائي، إذ عاشت والدتها مع العائلة. تقول: “على الرغم من أنها لا تقدم الرعاية لأطفالي طوال الوقت، إلا أنها كانت دائما الأم الثانية لهم”.

قبل أربعة أعوام، عندما توفيت والدتها، أدركت وودمان “حقيقة ما تبدو عليه الحياة في الواقع عندما تكون معتمدا تماما على شريكك ومقدمي رعاية الأطفال. عليك فقط أن تكون ممتنا لكل المساعدة التي يمكنك الحصول عليها”.

تقدمت مسيرتها المهنية في مورجان ستانلي بسرعة، ما أدى إلى خروجها في 2006 من إدارة الشؤون القانونية والامتثال لتصبح مسؤولة إدارة المخاطر في بنك مورجان ستانلي الاستثماري.

الانتقال إلى المكاتب الأمامية – تتم فيها إدارة المخاطر وجني الأموال – يعد لحظة مهمة بالنسبة لأي مهني في القطاع المالي يبدأ في وظيفة تقديم الخدمات التشغيلية أو الدعم. تقول وودمان كان تقديم المشورة لشركات أسواق رأس المال هو الذي أثار رغبتها في “مزيد من الأدوار العملية داخل الشركة”.

جاء هذا التحول قبل شهرين من بدء إجازة الأمومة لابنها الثالث. تعترف بأنها كانت متخوفة: “أي انتقال (يحدث) لأي شخص في مهنة ما يعد دائما مرحلة محفوفة بالمخاطر في الوقت ذاته (…) عليك التأكد من أن هذه الانتقالات سلسة ومنظمة. كنت قلقة بشأن الانتقال إلى دور جديد في ذلك الوقت، ومعرفة أنني سأكون في إجازة لفترة”.

خففت حدة توترها عن طريق إنشاء شبكة دعم من الزملاء والأشخاص خارج مورجان ستانلي. “كان الأمر يتعلق أيضا بأن يكون لدي وعي ذاتي عال بالفريق الذي سيعمل معي”.

كانت الخطوة الأخيرة في الاستراتيجية هي أن تقضي بعض إجازتها الخاصة بالأمومة في تعلم فئات الأصول التي لم تكن “مجال خبرتي الطبيعي”، بالتالي ستكون مستعدة بشكل أفضل عند عودتها بعد أربعة أشهر.

في منصبها الحالي، الرئيسة التنفيذية لمورجان ستانلي في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، دعمت وودمان السياسات التي تمنح النساء والرجال الخيار فيما يتعلق بمقدار التواصل الذي يريدونه مع فرقهم أثناء إجازة الأمومة، وغيرها من مبادرات التوازن بين العمل والحياة التي طورتها الشركة. هذه المبادرات تشمل دعم رعاية الأطفال والمسنين، وإجازة أمومة أو إجازة تبني مدتها ستة أشهر بأجر كامل في جميع أنحاء المنطقة، وبرامج تدريبية للآباء والأمهات حديثي الإنجاب، ومبادرة تسمى “ويرك سمارت” WorkSmart، تهدف إلى جعل العمل المرن متاحا ومقبولا ومرئيا.

وهي ترى أن مثل هذا العمل على التنوع أمر أساسي لجعل المصرف يعمل بشكل جيد. تقول إن توليها أعلى منصب جعلها أكثر وعيا “بمسؤوليتها في مساعدة النساء في جميع أنحاء المؤسسة” ومساعدة المجموعات الأخرى الممثلة تمثيلا ناقصا.

تقول إنها لا تستطيع أن تتذكر حدثا واحدا شعرت فيه كما لو كان عليها “إخفاء حقيقة أنني بحاجة إلى المغادرة لحضور موعد طبي، أو موعد لطفلي، أو مرض طفلي” – وهو ما تنسبه إلى مديريها المباشرين.

أما فيما يتعلق بنصيحتها للنساء الأخريات الأصغر سنا الطموحات، تقول وودمان إن الخطوة الأولى هي “تحديد الأولويات مهنيا وشخصيا”. كما تحث النساء على رد الجميل دائما، وبناء “شبكة ديناميكية” ” توفر الفرص وتنوع المعرفة والفهم”، والعثور على مرشدات، بل يكن أيضا بمنزلة مرشدات للأخريات.

نصيحتها الأخيرة ذات طابع فلسفي أكثر. فهي تحث النساء على “التصرف، ثم التفكير”، مستشهدة “بالنصيحة الرائعة” من هيرمينيا إيبارا، أستاذة السلوك التنظيمي في كلية لندن للأعمال، التي تشجع النساء على “التجربة والتعلم مع تقدمك”.

 

تواريخ مهمة

 

1992: محامية متخصصة في المصرفية وأسواق رأس المال لدى كليفورد تشانس.

2002: إدارة الشؤون القانونية والامتثال لدى مورجان ستانلي.

2006: مسؤولة إدارة المخاطر في أسواق رأس المال العالمية والخدمات المصرفية الاستثمارية.

2009: الرئيس التنفيذي للعمليات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

2012: الرئيس التنفيذي للعمليات العالمية للأوراق المالية المؤسسية.

2018: الرئيس التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى