المسلم: الرواية الكويتية شهدت نقلة نوعية… «القصة القصيرة جداً لا تشهد رواجاً رغم إمكانية انتشارها عبر وسائل التواصل»

النشرة الدولية –

كتب الروائي بسام المسلم قصصاً متميزة واهتم بالأدوات الفنية، وبناء النص في سرده، وتنقل مع شخصياته بين الزمان والمكان، ويسعى كروائي في تقديم حكايات متنوعة لا تسير ضمن وتيرة واحدة. وأوضح المسلم أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تقوية العلاقة بين الكتّاب والقرّاء وجعلتها بدون حواجز. «الجريدة» حرصت على الحوار معه إيماناً منها بضرورة إطلاع القرّاء على تجربته الإبداعية، فجاءت التفاصيل كالتالي:

تحدث المسلم عن واقع الرواية في الوقت الحالي، وقال «أرى أن الرواية في الكويت اليوم تعيد اكتشاف نفسها، سواء بالتفاعل مع الواقع أو بالتطرق إلى مواضيع لم تكن مطروقة كثيراً من قبل، معاصرة أو تاريخية».

ويرى المسلم أن من أهم الإشكاليات التي يمكن أن تواجه من يكتب الرواية التاريخية هو «ما تتطلبه من بحث حرصاً على الدقة في نقل المرحلة التاريخية بكل ما تتضمنه من بيئة ولغة وأسلوب حياة، وحتى الحالة النفسية والفكرية السائدة في مرحلة ما»، لافتا إلى أن «الأمر يتطلب نوعاً من عودة مستحيلة إلى الوراء عبر آلة الزمن، لرصد كل تلك التفاصيل».

وعن مدى انتشار القصة القصيرة جداً، قال المسلم إنها لا تحظى بالرواج «رغم إمكانية انتشارها عبر وسائل تواصل العصر الإلكترونية»، مشيرا إلى أن «الرائج عربياً من فنون السرد اليوم نشراً وقراءة هي الرواية، لأسبابٍ عديدة».

وعما إذا كانت تتعبه الكتابة، أوضح أن ما يتعبه انشغاله بالحياة اليومية عن الكتابة، وقصر الوقت المُقتنص للتفرغ لها. وحول رأيه في الحريات العربية وهل ما زالت تعاني القيود، قال المسلم: «على الحرية قيدٌ يلازمها في كل مكان وزمان، قيدٌ معني بخلق نوعٍ من التوازن من دونه تتحول الحرية إلى فوضى؛ يحدث أن يضيقَ هذا القيد إلى حدٍّ يخنقها. رغم التفاوت النسبي بين بلدٍ وآخر، الحالة العربية الراهنة أقربُ إلى الاختناق من غيرها».

أما عن أبرز التغيرات التي أصابت الرواية الكويتية من وجهة نظره، فقال: «أبرزها غزارة الإنتاج نسبياً، وهذا تغيرّ كمي أراه سلبياً أكثر من كونه إيجابياً، ومن أبرزها أيضاً النقلة النوعية في الشكل، أو الأساليب، والمضمون، أو المواضيع، وهو تغير إيجابي».

وعن جديده، وهل يوجد مشروع أدبي في الطريق قال المسلم: «لدي مشروع مجموعة قصصية قد تحتاج إلى عام لاكتمالها، أو أقل أو أكثر». ويقول عن طقوسه في الكتابة: «أعتبرني كاتباً مزاجياً؛ لا يعدّ هذا عاملاً مساعداً على سرعة الإنجاز. طقس الكتابة عندي يتمثل ببساطة بالجلوس أمام الشاشة والشروع بها على لوحة المفاتيح. لكني أحتاج قبل ذلك إلى المزاج والوقت المناسبين».

وتحدث عن المؤلفين الذين تركوا بصمة فيه ولمن يقرأ قائلاً: «قراءتي أقرب إلى العشوائية من الحرص على مؤلفين معينين. لو كنتُ سأنتقي اسماً واحداً بين من أثّروا في كتابتي لاخترت ليلى العثمان».

وعند سؤاله إذا ما كان يقرأ غير كتب الأدب أجاب المسلم: «نعم، ولا بدّ من ذلك. لكن النصيب الأكبر للأدب، والسرد خاصة».

أما العالم الافتراضي وهل أضاف جديدا إلى الأدب والثقافة، قال: «ربما عزز ممارسات انتقلت إليه من الصحافة الورقية، كتبادل المنافع بالترويج البيني أو سياسة (شيلني وأشيلك) بتعبير آخر، وغيرها مما تتطلبه منظومة شِلَلِيّة المؤلفين؛ لكنها أتاحت ما هو أهم: سهولة التواصل مع القراء وفيما بيننا».

يذكر أن المسلم حائز بكالوريوس الآداب من جامعة ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأميركية ودرجة الماجستير من كلية ماسترخت للإدارة، وهو عضو في رابطة الأدباء الكويتيين، وفاز بعدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عن رواية «وادي الشمس: مذكرة العنقاء»، وفي عام 2009 حصل على جائزة الشيخة باسمة المبارك الصباح للإبداع في القصة القصيرة، وجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة القصيرة والرواية لعام 2013 في دورتها الخامسة عن مجموعته القصصية «البيرق قصص في مهب الريح « إصدار مشترك عن داري الفراشة والفارابي في بيروت. ومن إصداراته «تحت برج الحمام: مجموعة قصصية (2010) عن رابطة اﻷدباء وطبعة ثانية عن دار نوفا بلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى