صحيفة تكشف كواليس يوميات الفنانة الراحلة رجاء الجداوي داخل غرفة العزل

النشرة الدولية –

43 يوما رحلة الانتقال الأخيرة في محطة ومشوار حياة الفنانة رجاء الجداوي والتي جاءت داخل مستشفى العزل أبو خليفة بالإسماعيلية بعد تأكد إصابتها بفيروس كورونا وإيجابية التحليل في 28 رمضان الماضي، جاءت الجداوى حاملة في جسدها أعراض الإصابة من ارتفاع في درجة الحرارة وضيق بالتنفس وبعض آلام في العظام، وجاءت حقائبها الخاصة تحمل مجموعة من ملابسها، والمصحف الشريف، وكميات من الفواكة والطعام، بحسب تقرير نشرته الزميلة، عبير العربي، في صحيفة الميدان.

ومنذ اللحظة الأولى لرحلة العلاج داخل المستشفى وأعلن الأطباء من فريق العلاج أن الجداوي كانت شديدة الالتزام بالتعليمات وتناول جرعات العلاج ،وكانت لا تستفيض في الأسئلة، لكنها كانت تطلب السماح لها بمواصلة الرد على الاتصالات الكثيرة التي كانت تتوالى عليها والتي بدأت باتصال الإعلامي عمرو أديب، والفنان محمد صبحي، ونقيب الممثلين دكتور أشرف زكي، وكانت الفنانة فيفي عبده دائمة الاتصال الشبه يومي بها.

ومن أهم الانطباعات التي سادت عن الفنانة رجاء الجداوي بساطة التعامل ومشاركة الفريق الطبي الكثير من التفاصيل الخاصة بحياتها وكانت ترفض مغادرة أحد منهم للغرفة ما إذا رن هاتفها ،وكانت تقول لهم شاركوني كل التفاصيل أنتم أبنائي وأسرتي في رحلة العلاج، كما أشار مصدر إلي إنها كانت شديدة الكرم والعطاء وكانت حقائبها محملة بخيرات كثيرة، وتعطى لكل من يدخل إليها منها.

ومن الأشياء أيضا التي كانت تحرص على فعلها يوميا،هي قرأة القرآن الكريم من المصحف الخاص بها التي حملته معها وكانت تنتوى ختمه، لكنها على حد قول المصدر لم يمهلها القدر ونظرا لتطور حالتها الصحية حال ذلك بين ختمه، لكن المصحف كان برفقتها ووضعته جوارها داخل غرفة العناية المركزة.

ويذكر أحد المصادر أن فيفي عبده نقلت لها انزعاجها الشديد بتداول أخبار وفاتها داخل المستشفى وهو الأمر الذي جعلها تقدم على الاتصال بها للاطمئنان عليها لترد الجداوي قائلة” يا فيفي تداول إشاعات الموت لا تنقص من العمر شيئا مش هتاخد من أنفاسي نفس، يا فيفي أطمني وفي الآخر لكل أجل كتاب.

وكانت فيفي عبده من أكثر الفنانات تلقائية في نقل كل الأخبار التي يتم تداولها على السوشيال ميديا والخاصة برجاء الجداوي بحلوها وسيئها وكانت تعقب على ذلك الجداوي  بأنها طيبة وعفوية وعلى نيتها ولا تقصد شيئا.

وقالت مصادر رافقت رحلة العلاج للفنانة رجاء الجداوي، إنها علقت على كلام الأطباء لها بأنها ستتعافى وستعود إلي حياتها وأسرتها وأحبائها وفنها، مبتسمة بثبات ورضاء “سبحان الله يمكن مشوار العمر قرر ينتهي هنا، وأستكملت، على فكرة هي كده لفيت لفيت ومشيت مشوار كبير من العمر داخل القاهرة حققت كل ما حلمت به للفن ولحياتي الخاصة، لأعود لمسقط رأسي الإسماعيلية عشان أموت وسط أهلى وأخواتي وأقاربي، لكن في النهاية وصيتي  طبعا مع أبنتي أميرة مختار، بدفني جوار والدها بمقابر الأسرة بالقاهرة، ولفت المصدر إلي إنه في تلك اللحظة استشعرت الفنانة الراحلة الجداوي إلي أن هناك طاقة حزن خيمة على جموع الحضور داخل غرفة العزل 212، فبادرت بنشر طاقة إيجابية متذكرة لحظة إشادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بها موضحة إنه من الحاجات التي تمنت تحقيقها هي اللقاء المباشر به، لكنها لم تتوقع يوما أن يوجه لها الرئيس كلمات مباشرة ويثني على شياكة مظهرها وخلقها، مؤكدة أن هذا الثناء وتلك العبارات كانت نقطة فارقة على المستوى النفسي والإنساني لها ولمعنوياتها، وأعتبرتها الرسالة الأهم التي توجت مشوار حياتها وأدائها بوقار وشياكة، ثم أكملت ضاحكة، طبعا استقبلت كم اتصالات من الوسط الفني بسبب تلك اللحظة أمتدت أيام وأيام وكأن تاريخي وقف عند لقاء الرئيس وكلماته، ووصفتها بأنها كانت الأهم بالنسبة لها.

وكانت تروي عن اعتزازها بالمساحة  التي كانت  تقدمها مع الإعلامي عمرو أديب “مع رجاء” مشيرة إلي إن عمرو عشرة عمر كبيرة قائلة، أعلم مدى تأثره بغيابي ومرضي وإن كان يدعي القوة في مكالماته واتصالاته المستمرة، وعبارته الشهيرة “أبلتي رجاء”، وكذلك اعتزازها بالفقرات والبرامج الإذاعية في محاولة مهمة لتقويم سلوكيات المجتمع والتواصل المباشر مع الناس.

وعن أفضل اللحظات التي كانت تمثل نقطة فارقة في ساعات يوم الفنانة الراحلة الجداوي هي تلك التي كانت تتحدث فيها إلي أبنتها أميرة وحفيدتها روضة عن طريق الفيديو كول، وكانت تؤكد إنها تستمد كل القوة والدعم منها، وكانت تحب قوة إبنتها ومدى تأثيرها فيها وتعتبرها من العوامل الفارقة في رحلة علاجها، وكانت تتابع البوستات التى تكتبها روضة حفيدتها عنها وأعجبت كثيرا بما حملته ذاكرتها تجاه لقاء الملكة رانيا زوجة عاهل الأردن وما قالته لها عن تاريخ جدتها وهو ما أسردته حفيدتها ببراعة كما وصفت الجداوى للأطباء في الحديث عنها.

وفي الكلمات الأخيرة لخضوع الفنانة رجاء الجداوي للتنفس الصناعي الحنجري داخل غرفة العناية المركزة نتيجة تعرضها لتليف بالرئة، وكانت أكثر الفترات صعوبة على الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، وكأنها كانت تعلم إنها بالفعل المحطة الأخيرة كما أشارت في بداية الأيام الأولى لرحلة العلاج للفريق الطبي المعالج، أدعولي يا ولاد لو جاء الأجل، أنتم هنا أولادي، وصلوا علي صلاة الجنازة ثم سلموا جثماني لأهلي لدفني بمقابر العائلة، وكونوا دايما على إتصال بأبنتي، ثم دعت لها كثيرا، لترحل بعدها الفنانة رجاء الجداوي في تمام الساعة ال6 و36 دقيقة صباح اليوم الأحد.

فيما أقام الأطباء مراسم صلاة الجنازة علي جثمان الفنانة رجاء الجداوي بساحة مستشفى العزل بأبو خليفة بعد رحلة علاج دامت شهرين ونصف، ليدخل الأطباء في نوبة بكاء متواصلة قائلين عاشت الجداوي ونحن من جمهورها وودعت الحياة ونحن بينها أبناءها وهي أم لنا فصعب علينا فراقها وعلم في قلوبنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى