جيش من المساعدين الافتراضيين يشكلون جبهة لحماية بيانات المستخدمين

النشرة الدولية –

يحدث كل ذلك بوتيرة سريعة ومذهلة للغاية. جيش من المساعدين باتوا يشكلون اليوم واجهة جديدة للويب.

فكر في إيجابيات وسلبيات المساعد الافتراضي الصوتي الذي يتم التحكم فيه بالصوت، بعد أن باتت معلومات وبيانات مليارات المستخدمين متاحة للمساعدين الافتراضيين حول العالم، بما في ذلك معلومات شخصية تتعلق بخدمات مختلفة، مالية، وصحية، واجتماعية، وسياسية. وتتوقع تقارير صادرة عام 2020 أن يعم تبني تقنية المساعدين الافتراضيين العالم خلال فترة زمنية لا تتجاوز أربع أو خمس سنوات.

ويرى مارسالي هانكوك، من مؤسسة مساعدي الأوامر الصوتية الافتراضية (EP3)، أن الأفراد عندما يتحكمون ويختارون الكيفية التي تستخدم فيها بياناتهم، عندها فقط سيكون بالإمكان اعتماد المساعد الصوتي الافتراضي لتحسين الصحة الجسدية، والنفسية، ودعم الاقتصاد العالمي بأمان. دون ذلك، ستعمل الشبكة اللغوية على الحد من عدد اللغات وتتحكم في الأسواق.

في الوقت الحالي، حفنة فقط من المؤسسات الغنية والعملاقة تمتلك من الموارد ما يتيح لها تطوير منصات للمساعدين الافتراضيين. وتسيطر هذه الشركات حاليا، من خلال منصاتها، على اللغات المستخدمة، وعلى ما يمكن أن يستعمل منها على الشبكة العنكبوتية.

من خلال بذل جهود مشتركة فقط، يمكن تقليل مخاطر استغلال ومراقبة أنظمة الملكية. التعاون في العالم المفتوح ضروري إذا أردنا مساعدين يتحكمون بالصوت في كل مجال وفي كل لغة بشرية.

بدعم من قادة الصناعة والأكاديميين وقادة السياسة، يمكننا دمقرطة الذكاء الاصطناعي، مما يجعل المساعدين الافتراضيين الموجودين بالصوت قادرين على تقديم العون للجميع.

هناك اليوم ما بين 150 و200 لغة في العالم يتحدث بها أكثر من مليون شخص. رغم ذلك تفتقد جميع الدول والشركات تقريبا الموارد الكافية لتطوير مساعدين افتراضيين صوتيين. تطوير مثل هذه المنصات مكلف للغاية، ويجعل ذلك شبه مستحيل ما عدا قلة من الشركات العملاقة.

حتى مع تواجد الموارد المالية، يبقى الأمر شبه مستحيل لصعوبة الوصل إلى ما يكفي من بيانات تتعلق بالمستخدمين، هذا إلى جانب صعوبة العثور على علماء بيانات وخوارزميات أيضا.

لنأخذ مثلا على ذلك، شركة أمازون وحدها توظف أكثر من 10 آلاف موظف يعمل جميعهم على تطوير مساعديها الافتراضيين “أليكسا” و”إيكو”. واليوم، فقط الشركات والدول الأكثر ثراء تمتلك مثل تلك الموارد.

وبديهي اليوم أن تتحول تلك المنظمات إلى قلة محتكرة لهذه التكنولوجيا، ليس عن سبق إصرار وتعمد، بل بسبب من الصعوبات التي تواجه تمويل منصات التطوير، على الصعيدين المادي والتقني، ما لم يتح بديل مفتوح المصدر يثبت نجاحه.

سيحول المساعد الافتراضي الصوتي تجربتنا على الإنترنت، وذلك من خلال منحنا واجهة فريدة ومتكاملة تعتمد على اللغة لجميع وثائقنا وبياناتنا الرقمية، والتي تحرم حاليا من الاستفادة من خدمات مختلفة.

في الوقت الحالي حفنة فقط من المؤسسات الغنية والعملاقة تمتلك من الموارد ما يتيح لها تطوير منصات للمساعدين الافتراضيين في الوقت الحالي حفنة فقط من المؤسسات الغنية والعملاقة تمتلك من الموارد ما يتيح لها تطوير منصات للمساعدين الافتراضيين

ويقوم المساعد الصوتي الافتراضي بتعلم وجمع معلومات تفصيلية تطول جميع المستخدمين، لذلك يسهل عليه التنبؤ بخطواتنا التالية وسلوكياتنا ويؤثر فيها، مثل تذكيرنا بتناول أدويتنا. ويستطيع المساعد من خلال جمع التفاصيل المتعلقة بالقرارات المتخذة ونتائج الأعمال، برصد وتحسين الاستراتيجيات في مختلف قطاعات الأعمال والمهن. من المحتمل ظهور احتكار أو احتكار منصة للمساعد الظاهري.

ولا يستبعد الخبراء من ظهور شركات تهيمن على تكنولوجيا المساعد الصوتي الافتراضي وتحتكر توزيعها واستخدامها، ويتنبأون بسيطرة الاحتكارات على الأسواق وقد يلجأون إلى دعم عدد محدود من اللغات وماذا يمكننا أن نصل إليه من معلومات وما يحجب منها.

وأمام عجز وتقاعس الحكومات عن منع ظاهرة الاحتكار، بدأت أستاذة في جامعة ستانفورد بتأسيس مخبر مفتوح للمساعد الافتراضي (OVAL). الهدف منه كما تقول مونيكا لام، هو دمقرطة الذكاء الاصطناعي، شبكة مفتوحة مستقلة عن اللغات. وتضع الأبحاث التعاونية المفتوحة المصدر تقنيات لغوية في يد شركات الأعمال.

ونجح “OVAL” حتى الآن في تقديم نموذج أولي لمساعد افتراضي قابل للتطبيق، ويحمي هذا النموذج بيانات المستخدمين، فهو يعمل على أجهزتهم الشخصية ويتيح لهم إمكانية التحكم بالكيفية التي يشاركون بها بياناتهم.

وتحت شعار، يجب توفير جميع المهارات أو الواجهات اللغوية لأي مساعد افتراضي، يجمع “OVAL” الشركات وأصحاب القرار معا لإنشاء نظام بيئي صناعي يحمي خصوصية المستهلك، ويعزز المنافسة المفتوحة.

وتقول مونيكا لام، ندعو أصحاب القرار والأكاديميين وقطاع الصناعة، إلى التعاون ودعم المختبر الافتراضي المفتوح (OVAL) بالموارد البشرية والتقنية والمالية. وتتيح النماذج الأولية لـ”OVAL” للشركات التطور من خلال واجهات اللغة الخاصة بها حتى تكون مستقلة عن منصات المساعدة المسيطرة.

ولضمان إمكانية تضمين كل بلد ولغة في الويب اللغوي، تدعو أوفال (OVAL) إلى المشاركة ودعم المختبر على الموقع التالي:

 https://almond.stanford.edu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى