وين السياحة يا أهل السياحة!* د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

قد يكون مقالنا اليوم يحمل عنوانا سياحيا، لكن رغم أن حروف مقالتنا تسلط الضوء على السياحة بوجه عام إلا أن كلماتنا اليوم تشمل العديد من الجهات الحكومية بوجه خاص من أجل السياحة!

بالأمس القريب كانت وجهتي لشارع الخليج، وللدقة في المعلومة جعلت يوم ذهابي للبحر يكون أحد أيام «weekend» لأشاهد الحقيقة بدلا من المقاطع التي تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي عما يحدث في عطلة نهاية الأسبوع من رواد الشواطئ الممتدة على شارع الخليج من تزاحم وإلقاء الأوساخ وبواقي المأكولات والمشروبات في البحر والشوارع وغيرها من أمور تعكس عدم الثقافة السياحية، لأنه بالأساس لا يوجد وعي إعلامي للسياحة، ومن هذا وذاك يبقى السؤال: وين السياحة يا أهل السياحة؟

رسالتنا اليوم كلماتها لا تقتصر فقط على القطاع السياحي، بل سطورنا تشمل العديد من الجهات والهيئات الحكومية التي من الممكن أن تساعد في تنشيط السياحة وترسيخ الثقافة السياحية في نفوس المواطنين والمقيمين على أرض الكويت، ومن هذا وذاك تبقى السياحة في عنق الزجاجة لحين إصدار القرارات لما سوف نقوم بكتابته من أفكار لتنشيط سياحتنا يا أهل السياحة، وإليكم البعض منها:

٭ شرطة السياحة: حان الوقت لأن ينشأ قطاع جديد في وزارة الداخلية «شرطة السياحة» يغذي «وزارة أو هيئة» السياحة لتفعيل وتطبيق القوانين الخاصة بالمرافق السياحية سواء أكانت تلك القوانين صادرة من الداخلية أو البلدية أو التجارة وأخيرا السياحة، فبتواجد هذا القطاع سوف يعطي الأمن والأمان في جميع المرافق السياحية بالكويت، فلا أعلم لماذا لا توجد شرطة سياحة في الكويت، مع العلم أن جميع الدول العالمية والعربية تمتلك «شرطة السياحة»!

٭ شرطة السياحة: عند تفعيل هذا القطاع سوف يرفع العبء عن أسود الداخلية في الكثير من المشكلات والمخالفات التي تحدث في الأماكن والمرافق السياحية وأهمها الشواطئ البحرية، علما أن رجال الداخلية «مو مقصرين».. بس والله عيالنا وإخوانا في الداخلية اتعبوا.. عساكم على القوة يا أمن الكويت.

٭ البلدية: بداية سطورنا كل الشكر على ما يقوم به إخواننا في هذا القطاع الحكومي، جهد ثابت وراسخ في عقولنا وقلوبنا لما قمتم ومازلتم تقومون به وبالأخص في جائحة كورونا، ورغم هذا نريد المزيد بإصدار وتطبيق وتفعيل الكثير من القوانين لإنعاش السياحة مع الحفاظ والالتزام بالقوانين.. على سبيل المثال لا للحصر: إلقاء المخلفات سواء في البر أو البحر، لأن ما شاهدته للأسف عندما ذهبت إلى الشارع الخليج ينذر بأن شواطئنا في المستقبل ستصبح بؤرة وباء من كمّ القاذورات والمخلفات التي ترمى من بعض رواد الواجهة البحرية.

كما نطلب منكم تفعيل قانون منع رمي المأكولات والمشروبات سواء في البحر أو في الشارع ومنع الشوي وتدخين الشيشة مع تغريم مادي لكل من يخالف القانون لسلامة الآخرين والحفاظ علي البيئة.

٭ التجارة أو البلدية: لا بد من الاشتراط على من يقوم بتأجير الواجهة البحرية أو المسؤول عن الواجهة البحرية، توفير دورات المياه والمقاعد وإذا أمكن غرف مخصصة لتغيير الملابس، فلا يعقل أن من يريد النزول إلى البحر يقوم بتغيير الملابس أمام المارة! نعم هذا ما حدث وهذا ما شاهدته! كما شاهدت تكدسا شديدا من البشر أمام صنبور مياه بشكل غير حضاري من أجل الاغتسال بعد الانتهاء من السباحة! توجد حلول من أجل أن نقول إننا نمتلك سياحة يا أهل السياحة.

*الإعلام: أين البرامج التوعوية والتحفيزية للسياحة والحفاظ على مرافق السياحة! نقطة من أول السطر، بل أين متابعتكم الإعلامية لتلك المناطق والمرافق؟

مسك الختام: السياحة ليست مجرد فلاشات إعلامية من خلال تصاريح فقاعية من مسؤوليها، بل تفعيل قرارات والاستعانة بالجهات الأخرى من أجل الارتقاء بين الدول الأخرى في عالم السياحة.. والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى