كيف يعمل علاج كورونا الذي يمثل “اختراقا”؟

النشرة الدولية –

وُصِف علاج لفيروس كورونا يُؤخَذ بالاستنشاق بأنه “محوري” بعدما أظهرت نتائج التجربة الأولية أنه قلّل في شكل كبير من عدد المرضى الذين نُقِلوا إلى المستشفيات وهم في حاجة إلى عناية مركزة.

 

وواجه المرضى الذين أخذوا الدواء، المعروف باسم “إس إن جي 001” خطراً يقلّ بنسبة 79 في المئة في مجال المضاعفات الشديدة، وكانوا أكثر ميلاً بنسبة الضعفين إلى التعافي من كوفيد-19 مقارنة بمَن تناولوا الدواء الوهمي.

 

وأفادت “سينارجن” Synairgen، وهي شركة المستحضرات الطبية التي تقف وراء الدواء، إنه “قد يؤشر إلى اختراق كبير في علاج مرضى كوفيد-19 الذين أُدخِلوا إلى المستشفيات”.

 

فكيف يعمل الدواء بالضبط؟

 

يستخدم العلاج بروتيناً اسمه “إنترفيرون بيتا 1أ” (IFN-beta)، ينتجه الجسم طبيعياً حين يواجه عدوى فيروسية.

 

والإنترفيرونات، هي مجموعة من البروتينات التي تصدر الإشارات، وتطلقها كريات الدم البيضاء لتعزيز الدفاعات المضادة للفيروسات في الخلايا القريبة وتغيير استجابة نظام المناعة للعدوى.

 

وعلى وجه التحديد، يساعد “إنترفيرون بيتا” الذي يجري إفرازه في نهاية الهجوم المناعي، في الحدّ من الالتهاب وردّ الفعل المناعي للجسم.

 

لكن يبدو أن “سارس-كوف-2″، الفيروس المسؤول عن كوفيد-19، يكبح إنتاج هذا البروتين الضروري، ما يؤدي إلى ردّ فعل مناعي مبالغ فيه يمكن أن يسبّب ضرراً جدياً للجسم.

 

ويُعَد “إس إن جي 001” الذي تطوّره “سينارجن” Synairgen صيغة خاصة من صيغ “إنترفيرون بيتا”، تُعطَى كرذاذ مباشرة في الشعب الهوائية عن طريق بخاخ.

 

وتشير النتائج المبكرة إلى أن الدواء، لدى استنشاقه، يستطيع استعادة الاستجابة المضادة للفيروسيات لدى الرئتين، ما يعزّز الحماية ويسرّع الشفاء ويقاوم أثر فيروس “سارس-كوف-2”.

 

هل الدواء آمن؟

 

بيّنت دراسات سابقة اشتملت على مرضى مصابين بالربو أن “إس إن جي 001” يتحمّله الجسم جيداً، فهو يعزّز الدفاعات في مواجهة الفيروسات، ويحسن عمل الرئتين خلال إصابتها بعدوى البرد أو الإنفلونزا.

 

ويشيع استخدام “إنترفيرون بيتا” في علاج التصلّب المتعدد. ويُزعَم أن الإنترفيرونات تستطيع الحد بنسبة 18 إلى 38 في المئة من معدلات انتكاس التصلب المتعدد.

 

كيف تفاعل الخبراء مع الدواء؟

 

قال البروفيسور ستيف غودأيكر أستاذ طب الطوارئ في جامعة شيفيلد “لا يمكن تفسير هذه النتائج. فنحن نحتاج إلى تفاصيل كاملة، وربما نحتاج في شكل أهم إلى الاطّلاع على بروتوكول التجربة، التي كان يجب أن تُسجَّل والبروتوكول كان يجب أن يُوفَّر قبل إجراء أي تحليل. أنا متخوّف من أنهم لم يفعلوا ذلك”.

وذكر نافيد ستار، أستاذ طب الأيض في جامعة غلاسكو أن “النتائج تبدو مثيرة جداً للإعجاب، وعلى الرغم من قبول أن التجربة صغيرة مع ما يزيد قليلاً على 100 مشارك، يمكن أن يشكّل انخفاض شدّة المرض بنسبة 79 في المئة أمراً محورياً”.

وتابع البروفيسور ستار” سيكون من الجيد أن نرى النتائج الكاملة فور تقديمها ومراجعتها من قبل نظراء للتأكد من أنها مجدية وأن إجراء التجربة كان محكماً. فالأعداد الصغيرة للمشاركين تؤدي أيضاً إلى يقين أقل على المستوى الحقيقي للمنفعة، أو ما إذا كانت المنافع تختلف بين الناس من ذوي الخصائص المختلفة على صعيد المخاطر. وسيتطلّب عمل كهذا تجربة أكبر، لكن مع ذلك فالنتائج مثيرة جداً”.

ومن ناحيته، قال ستيفن إيفانز، أستاذ علم الأوبئة الصيدلانية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إن “من الواضح أن هذا العلاج يبدو واعداً للمراحل المبكرة من كوفيد-19 لكن ينبغي بالتأكيد اعتباره أوّلياً”.

وأضاف “إنها واحدة من دراسات المرحلة الثانية، على الرغم من أن بعض جوانب المرحلة الثالثة توفرت فيها، لا سيما النتائج السريرية وإضفاء العشوائية مع التحكّم بواسطة الدواء الوهمي. ومن وجهة النظر هذه، تتمتّع الدراسة بنقاط قوة أكيدة”.

© The Independent

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button