ساجدة وريم تتحديان “بطالة كورونا” بعربة “الرشوف الأردني”

النشرة الدولية –

في لحظة حاسمة بعد خسارة وظيفتيهما إثر جائحة كورونا، قرّرت الأردنيتان ساجدة وريم، أن تعيدا تأهيل أدراج مطبخ قديمة لتصنعا عربة شعبية لبيع واحدة من أطباق الأكلات التراثية الأردنية القديمة “الرشوف”، في أحد أزقة منطقة اللويبدة وسط العاصمة عمّان، بحسب تقرير لشبكة “سي أن أن” عربية أعدته الزميلة “هديل غبون”.

واستفاقت ساجدة 31 عاماً، صبيحة أحد الأيام مؤخراً، لتجد أن إعلانا متواضعا نشرته للترويج لطبق الرشوف عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قد لاقى تفاعلاً كبيراً بين نشطاء وناشطات مع دعوات لدعم المشروع على نطاق واسع.

وتقول ساجدة التي لم يمض أكثر من أسبوع على انطلاقتها بـ”عربة رشوف ع الطريق” لموقع CNN بالعربية، إنها وصديقتها خسرتا وظيفتيهما خلال جائحة كورونا مع إنهاء العقود الجماعية، حيث عملت ساجدة في التدريس وهي الحاصلة على بكالوريوس في الشريعة، بينما عملت ريم في إحدى عيادات طب الأسنان رغم حصولها على بكالوريوس في إدارة الأعمال.

وتضيف ساجدة وهي أم معيلة لأسرتها:”بدأنا نفكر في البحث عن وظيفة ثانية في مجالي دراستينا..بحثنا كثيرا وقدمنا مقابلات وطلبات، لكن دون جدوى”، مؤكدة أنه كان لابد من التفكير بشيء مختلف، لتأمين مصدر دخل لمساعدتهما في إعالة كل منهما لأسرتها.

وترى ساجدة أن حجم التفاعل كان واسعا ورفع من معنوياتهما كثيرا، كما أنهما تلقيتا عروضا بدعم هذا المشروع، قائلة إن الطموح لن يتوقف عند هذه العربة.

لكن التحدي الأكبر بالنسبة لساجدة أن يكون هذا المشروع رسالة لكل السيدات والفتيات، اللواتي يعشن ظروفا أسرية صعبة جدا، بأن يكسرن حاجز الخوف بحثاً عن الاستقلالية المادية.

وقالت: “هناك الكثير ممن يراهن على نجاحنا واستمراريتنا…حابين نشجع الفتيات والسيدات الأخريات ممن قبلن بظروف أسرية صعبة جدا، لمجرد أنهن يخشين من الاستقلالية المادية أو يشعرن بأنها معجرة..أقول لا، بتقدري تبدئي بمشروع على قدك …مش نضل نرمي CV ونقدم طلبات”.

ويبدو أن الجارتين في المبنى ذاته ساجدة وريم اشتركتا بأدق تفاصيل المشروع، حين قررتا تقديم طبق “الرشوف” وارتديتا الشماغ الأردني، في عربة لأكل الشارع ليستمتع بها الجيل الجديد، وأعادتا بناء العربة من بقايا مطبخ قديم وتبادلتا المهام بين الحين والآخر ، عدا عن البحث عن الوصفة المناسبة لإعداد طبق الرشوف الذي يقدم ساخناً.

وتقول ساجدة إن فكرة إحياء طبق “الرشوف” الشعبي والمحبوب بعربة طعام، جاءت لأنه من “الأكلات المميزة جدا والمطلوبة..ولأن الجيل الذي نحن منه لا يعرفها ولما يعرفها بحبها”.

وتتكون أكلة الرشوف “البدوية” من لبن الجميد والعدس والجريش (القمح) مع السمن العربي وقد يضاف لها البصل، حيث اضطرت ريم إلى تعلّمها من والدة ساجدة المنحدرة من مدينة الكرك جنوبي البلاد.

وتقول ريم لموقع CNN بالعربية: “فكرة الرشوف هي فكرة شبه منسية في مجتمعنا..وهي أكلة تراثية أردنية أصيلة..صراحة جيلنا ليس مبتكرا، لكن والدة ساجدة ماشاءالله عليها تطبخه بطريقة جدا مبهرة وهي التي علمتنا رغم أنني لم أكن متقبلة الموضوع”.

ولم تتردَد الزبونات من تقديم بعض النصائح للشابتين، كوضع الرشوف في “طنجرة ألمينيوم”، لمحاكاة طريقة طبخ الأكلة القديمة.

وتقضي ساجدة وريم ساعات لإعداد هذه الأكلة التي تباع في ساعات قليلة، كما أنهما تستعينان ببعض الأصدقاء في حمل العربة وجرة الغاز للتسخين، التي تحضرها ريم من منزلها.

وتطمح الشابتان إلى توسيع هذا المشروع إلى محل صغير برونق التراث الأردني، كما تقول ريم: “مش حابين نضل على العرباية ..إذا الله وفقنا ورزقنا، سنفتح محلاً صغيراً على قدنا… ولن نغير عن الرشوف أبدا”.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى