سنحمي الوطن… فموتوا بغيظكم ..!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

يمارس البعض الترهيب بأسوء الصور معتقدين أنهم قادرين على حجب نور الشمس بأصواتهم، وإطفاء القمر بأصابعهم، فهؤلاء يُجيدون لغة وحيدة قائمة على التنمر وكيل التهم والإساءة  لكل من يخالفهم الرأي، كونهم يتمترسون وراء فكرهم ولا يقبلون أي رأي آخر أو إنتقاد، ويطالبون من الآخرين أن يمتلكوا صبر عمر بن الخطاب على الاعرابي ويرفضون القيام بدور إبن الخطاب بتحمل النقد، لأنهم أحاديو  الفكر والقطبية والرؤيا، فمن يتعارض مع فكرهم منبوذ مرفوض بل يصل في حساباتهم حد الجريمة، فعند هؤلاء هناك طريق واحد يجب أن تسير عليه وأن لا تخرج عليهم بأي طرح جديد، بل عليك أن تكون جزء في لوحة الهولندي بيتر بروغل التي تحمل عنوان “أعمى يقود أعمى” والمستلهمة من كلام نبي الله عيسى عليه السلام حيث قال ” لا يستطيع أعمى أن يقود أعمى وإلا كلاهُما وقعا في حفرة”، وطبعا نرفض السير دون رؤيا ولن نقع في الحفرة.

العميان الجدد يرفضون سماع أي صوت لأن هذا سيجعلهم يشاهدون حقيقة أمرهم، بأنهم لا يتجاوزون أن يكونوا جزء في صورة قاتمة التعابير والمعاني، لذا يكون إقناعهم صعب بل مستحيل كونهم منحوا زمام حياتهم لآخرين، دون أن يعرفوا ما هي حساباتهم وأهدافهم ورؤيتهم لمستقبل الأيام، فهم جميعاً بيادق تنفذ الأوامر وتتنقل من مكان لآخر على غير هدى لأن القرار عابر للحدود وليس صناعة محلية نبتت من أصل الثقافة الأردنية، وإذا إقتربت من منطقة هؤلاء فستجد أن من ينادوا بالحرية هم آخر من يعترف بها، فهؤلاء لا يدركون معاني حرية الرأي والحوار، لذا يلجئون إلى ممارسة الإرهاب الفكري بأبشع الطرق ويستلون  سيوفهم وأصواتهم لمحاربة أصحاب الفكر والرؤيا ويصنفونهم كمجرمين لا يجوز السكوت عنهم، لأنهم سيهدمون بفكرهم المشاريع التي يُعدون لها هم وداعميهم من خارج الوطن.

لقد نجح هؤلاء في جعل البعض ينظرون للأحداث عبر زاوية محددة الموقع ومعلومة السيناريو لجلب التعاطف وزيادة المنضمين إليهم والمتعاطفين معهم، بغية فرض وجودهم على المجتمع الأردني الرافض لكل فكر دخيل عابر للحدود، ففي هذا الوطن هناك أسس وثوابت لا يمكن العبث بها وقد فشل الكثيرون قبلهم كما سيفشل الكثيرون بعدهم، فلهذا الوطن رب يحميه وقيادة واعية تقوده صوب الخير وجيش صابر على الشدائد وأجهزة أمنية لا تغمض عيونها حتى يغفوا أطفال ورجال ونساء الوطن أمنين مطمئنين، ويحلمون بغد أفضل لنجد أن الكوابيس التي ينشرها البعض لن يكون لها وجود حتى في الأحلام فلذا موتوا بغيظكم.

لا أقصد تنظيم بعينه أو جمعية بذاتها ولا منظمة ولا حزب ولا فعالية ولا حتى أفراد ، بل هي رسالة لمن لا يعرف معنى الوطن وحرية الرأي، أما من شك بنفسه فقد أدرك رسالته الضالة المُضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى