بيروت يا بيروت عمرك ما تنحني..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
جرح يهز الوجدان ويصيب القلب بصدع لا يلتئم، جرح بيروت جرح الأمةً وإصابتها بجرحً يؤلم العرب من الخليج إلى المحيط، هي بيروت فرح الأمة وسعادتها، فانفجار لم يهز الميناء في بيروت فقط، فقد هز وجدان الأمة العربية وجعل الشعوب كاملة تتسمر أمام شاشات التلفاز للإطمئنان على الأهل في بيروت ولمعرفة ماذا يحصل في عاصمة المحبة عاصمة الخير، تلك العاصمة التي تجمع ولا تفرق تلك العاصمة التي وهبت للبحر المتوسط جماله وهيبته، بيروت لا تزال في ذاكرة الخلود، فمنذ أعوام مضت لم تنحني بيروت ولم تهتز، فقد صمدت أمام الحروب وصمدت أمام الأعداء ولم يثنها عن موقفها أحد ولم تتخلى عن دورها الوطني ولا عن قوميتها، تلك بيروت بيروت ١٩٨٢ التي وقفت أمام الغزاة وقفت أمام أقسى غزاة الدهر، وخرجت في نهاية الأمر ترتدي ثوب العزة والكرامة، هي بيروت التي اليوم تتألم ومعها نتألم جميعنا معها.
نتمنى من العلي القدير أن يخرج أبنائها وبناتها من أزمتهم بكل خير فهم اخواننا وأخواتنا كما كانوا دوما، لنتمنى لهم الصحة والعافية فهم اهلنا واصدقاؤنا وأحبابنا، هي بيروت تسكن في القلب وتسكن ما بين العظام وتسكن في خلايا الدم، فلا يوجد عربي إلا ويعشق ترابها ويعشق مائها ويعشق هوائها، لذا فإننا نتمنى لهذا البلد الأمن لهذا البلد الذي صمد وما زال صامداً في وجه الأخطار ويتحدى المخاطر الاقتصادية والمخاطر العسكرية حتى غدت بيروت مثال التحدي ومثال للصمود، هي بيروت لن تسقط أن حصل انفجار او انفجاران ستبقى واقفة وأهلنا فيها سيكون بخير وعافية وعافية.
فبيروت عركت الحياة وصعوباتها وخرجت دوما مرفوعة الرأس، خرجت تعتز برجالها وأبطالها ، تلك بيروت التي نفتخر بها ونفخر بها، سلاماً لك يا بيروت سلاماً لك يا من نعشق كل ما فيها، فأنت بيروت حبيبة القلب وحبيبة الأمة.