سر العنبر «12» وكلام نصر الله* رجا طلب

النشرة الدولية  –

لولا يقيني أن الذي كنت أراه يخطب هو حسن نصر الله لقلت أنه واعظ أو مصلح اجتماعي، فخطابه يوم الجمعة الماضية بعد أربعة ايام من كارثة بيروت واقصد انفجار المرفأ، كان لافتاً وغريباً لناحية الوعظية الأخلاقية والدعوة للوحدة الوطنية من ناحية ولخلو الخطاب من التصعيد أو الاتهام أو اللجوء كما هي عادته إلى «نظرية المؤامرة» من ناحية اخرى ويبدو أنه لجأ الى هذا الأسلوب كتوطئة لتبرئة ساحة عهد ميشيل عون وبتحديد أكثر تجاه هذه الحكومة «حكومة حسان دياب» التي تعد الابن الشرعي له ولحزبه من أي تبعات لهذه الكارثة التي حلت ببيروت وفاقمت بصورة دراماتيكية أزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

 

لم يتطرق نصر الله إطلاقاً إلى العنبر رقم 12 ومخزون نترات الامونيا فيه ولم يطرح سؤاله «الثوري والمقاوم» كأب لكل اللبنانيين (لماذا توجد هذه الاطنان من هذه المادة منذ ست سنوات) في هذا العنبر، وعدم سؤاله عن الجهة التي عطلت تنفيذ أوامر قضائية بتفريغ هذا العنبر ونقل محتوياته إلى خارج المرفأ بل وخارج لبنان، أما السؤال الأخطر الذي لم يسأله نصر الله هو ما مدى واقعية ودقة ومصداقية قصة الباخرة الجورجية «المتهالكة» التي أبحرت من باتومي في جورجيا وعبرت أحد موانئ اسطنبول وبعدها قبرص واستقرت في بيروت نهاية المطاف بحمولتها المشبوهة؟

 

لماذا لم يتوقف نصر الله عند أصل الحكاية وقصة الباخرة (إم في روسوس) برمتها والتي عزز نفي الحكومة الموزمبيقية بأن تكون هذه الباخرة كانت في عام 2014 متجهة لها أصلاً عزز من الشبهات حول الباخرة ومن هي الجهة التي تغطت بها ليس لجهة نقل نترات الامونيوم بل ربما اشياء اخرى وأقصد هنا وبشكل صريح حزب الله والسلاح للحزب من المافيا الجورجية المعروفة ببيع السلاح والمتفجرات؟

 

أما من القضايا الاخرى التي توقفت عندها في خطاب نصر الله هي قضية تبرئة إسرائيل وإخراجها من مجمل المشهد، وهنا قد يسألني البعض كيف تمت التبرئة وهو لم يأت على ذكر إسرائيل أبداً، جوابي هو السؤال ذاته:

 

لماذا في هذه الكارثة بالذات التي حلت بلبنان وليس ببيروت إسرائيل خارج الاتهام؟!

 

أما أم «الفضايح» قول نصر الله أن حزبه لا سلطة له أبداَ على مرفأ بيروت ولا علم له بما يجري فيه فيما يقر بأنه يعرف ما يجري في مرفأ حيفا..!!

 

اعتقد جازماً أن نصر الله بات بحاجة إلى «شيء ما يعيد علاقته بالواقع والعالم»، بعد غيابه منذ عام 2006 عن التواصل مع العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى