تقرير: الفساد والانهيار في العراق ولبنان سببهما إيران وميليشياتها
النشرة الدولية –
رأت المحللة السياسية الأمنية في معهد واشنطن مايان كارلين أن ما حدث في لبنان من انفجار مرفأ بيروت وتفشي الفساد والإهمال والانهيار الاقتصادي، يتشابه إلى حد كبير مع ما يحدث في العراق في نواحي عديدة، بحسب صحيفة جيروزالم بوست.
وأرجعت كارلين هذه المشكلات والانهيار الاقتصادي إلى تدخل إيران بشكل كبير في الشؤون الداخلية للبلدين من خلال وكلائها وميليشياتها سواء حزب الله في لبنان، أو كتائب حزب الله وغيرها في بغداد.
وأضافت أن الأزمة الاقتصادية في لبنان ترسخت في عقود من الفساد المنهجي والحكم السيء من قبل النخبة السياسية والمالية في البلاد، التي يسيطر عليها حزب الله المدعوم من إيران، وأن الحزب منذ عام 2005 دخل عالم السياسة الداخلية ووصل إلى البرلمان ثم إلى مجلس الوزراء وبعض المناصب الهامة في الدولة.
ومع الوقت ساعدت إيران حزب الله في السيطرة على بيروت واقتصادها، حتى أصبح يصادر ما بين 500 مليون دولار إلى مليار دولار سنويا من الاقتصاد اللبناني، وفقا لتقرير صادر مؤخرا عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
ودفع فساد حزب الله والانهيار الاقتصادي، اللبنانيين إلى نزول إلى الشارع في احتجاجات غاضبة ضمت حتى أبناء الطائفة الشيعية (البيئة الحاضنة للحزب) الرافضين لسياساته وتدخل إيران في شؤون البلاد مما أدى إلى هذا الانهيار الاقتصادي، كما أن الحزب المصنف إرهابيا من أميركا وأوروبا كان سببا في حجب المساعدات المالية عن بيروت خوفا من وصولها إلى أيدي التنظيم، بحسب الكاتبة.
العراق
أما في العراق فكان الوضع أسوأ، فقد تسببت سياسة إيران وتدخلها في شؤون العراق وسياسة ميليشياتها إلى اندلاع مظاهرات غاضية في مختلف أنحاء البلاد في أواخر عام 2019، وردت الميليشيات الإيرانية على هذه الاحتجاجات بشكل عنيف، مما أسفر عن مقتل أكثر من 800 متظاهر وإصابة عدد أكبر.
وأشارت كارلين إلى أن عمليات القتل التي دبرتها طهران ووكلائها، أدت إلى زيادة المشاعر المعادية لإيران في البلاد، وأضافت أن رئيس الوزراء العراقي الجديد، مصطفى الكاظمي، يعطي بصيص أمل لمستقبل سيادة البلاد، وأن برنامجه يعطي الأولوية لإزالة النفوذ الأجنبي، بما في ذلك التدخل الإيراني غير المرغوب فيه من حكومة بغداد، مضيفة أن طهران تقاوم هذا الجهود وتواصل استخدام وكلائها المحليين لتنفيذ أهدافه.
وألمحت إلى أنه كتائب حزب الله، الميليشيا المدعومة من إيران، تمنع العراق من الحصول على الدعم المالي الذي يحتاجه للخروج من أزمته الاقتصادية.
وإذا فشل رئيس الوزراء في كف يد هذه الميليشيات، فلا يمكن للولايات المتحدة أن تعتبر بغداد حليفاً حقيقياً، ومن المرجح أن تقطع كل التمويل عن وزارتي الدفاع والداخلية في البلاد، مؤكدة أنه إذا قطعت الولايات المتحدة الدعم المالي، فقد يكون اقتصاد العراق الضعيف بالفعل في حالة من الفوضى.
وأكدت كارلين أن الشعب اللبناني والعراقي يدفعان ثمن النفوذ الإيراني غير المرغوب فيه، وأنه من الضروري أن تنأى بيروت وبغداد عن النظام الإيراني.