الزحف صوب الموت في تل الربيع “آبيب”!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
يحبوّن صوب تل الربيع التي يُطلقُ عليها الصهاينة “تل آبيب”، بعد أن أصبحت المحطة قبل الأخيرة لنيل رضا البيت الأبيض بل هي المحطة الرئيسية للوصول إلى واشنطن، يحبون صوب الهدف الأوحد في حياتهم وهو السلطة والبقاء على سدة الحكم ، فقد أصبحت “تل آبيب” عاصمة صكوك الغفران والطريق إلى الهناء وربما إلى الجنة التي وعدهم بها أتباع نبي الله موسى الذين زوروا رسالته، ففي “تل آبيب” يجدون جميع التناقضات التي ترضيهم، ففيها القتل لأجل القتل، وفيها صناعة القهر للمدافعين عن وطنهم ومبادئهم وقيمهم، وهي أمور يكرهها الحابون ويرفضون أن تكون من صفات شعوبهم، وفيها ايضاً جميع الموبقات التي ترضي النفس البشرية الأمارة بالسوء، وفيها الحلم والرؤيا للحابين على بطونهم حتى يرفعوا رؤوسهم في بلادهم، وهذه معادلة غريبة لأن من يخنع للأجنبي لا يمكن أن يرفع رأسه إلا في “تل آبيب” حيث يُصبح القطران عسلاً مصفى أو هكذا يتوهمون.
بعض العرب إعتقدوا خطأً أن تكريس الحكم ونيل صكوك الغفران لقيادة البلدان يكون عبر تل الربيع المسلوبة ولقاء قتلتها ولصوصها ، فالسوداني عبدالفتاح البرهان بدأ عهده بحكم بلاده بالتبرك والتمسح بلقاء رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو ، وعلى دربه قام الباحثون عن الحكم بزيارة الكيان الصهيوني أو إستضافة نتنياهو، الذي قام بزيارات مكوكية لعدد من الدول العربية خلال فترة بسيطة، كان وقتها يبحث عن تسجيل إنجازات شعبية حتى لا يُصبح رهين السجون الصهيونية بسبب فساده، كما قَدَمَ عدد كبير من المعارضين والمطبعين في الأردن وسوريا أنفسهم على طبق من ذهب للكيان، والتقوا بقيادات صهيونية أو شاركوا بإحتفالاتهم حتى يثبتوا أنهم جاهزين للتصهين الكامل إذا دعمتهم “تل آبيب”.
لقد أصبحت “تل آبيب” طريق الحلم والأمل صوب السلطة المُطلقة وقهر الشعوب، فيما ترفض “تل آبيب” التنازل عن شيء، بل تتمسك بجميع سرقاتها وإجرامها وتمنح من يأتي إليها عذب الكلام القريب من الموت الزؤام، فكل من يعبر إليها سيموت تاريخياً وتلعنه الأجيال، فحكامها ينصبون خيوط العنكبوت لصيد من يقترب منهم، فالمال وفير والنساء الجميلات كثيرات وبالتالي يكون السقوط سريع، وعلينا فقط أن نتذكر ما قالته وزيرة الخارجية السابقة للكيان الصهيوني تسيبي ليفني حين أعلنت بصراحة بأنها مارست الجنس مع عدد من القياديين الفلسطينين والعرب، وبالتالي مارست سياسة الإسقاط السياسي معهم، لتكون رسالة “تل آبيب” لمن يأتي إليها “ستأتي مرفوع الرأس وتخرج مفضوحاً باشرطة تلاحقك إلا إذا فعلت ما نريد”، لذا فالطريق إلى “تل آبيب” خطر وصعب إلا لمن باع نفسه، لنجد أن الموت يقف على جميع منحنيات الطريق للدولة التي إغتصبت فلسطين عنوة، لنجد في النهاية أن “تل آبيب” هي مدينة الموت وصناعته وليست عاصمة الإزدهار والعمران والنهضة، فتوقفوا عن مغازلتها والذهاب إليها وإلا ستكتبون شهادات وفاتكم سياسياً وإجتماعياً وتاريخياً بأيديكم.!!