هلال سيدَي شباب أهل الجنة* د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
(يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) آية 22 من سورة الحجرات.
ها هو هلال سيدي شباب أهل الجنة يسطع في سماء الكون ليدق في ناقوس العالم ليذكرنا بمقتل قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أهل بيته وأصحابه الكرام أفضل الصلاة والسلام.
كل عام في تلك الأيام من شهر محرم تعقد المجالس لإخواننا الشيعة في ذكرى مقتل الحسين عليه السلام، ولكن هذا العام اختلفت المجالس فأصبحت تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل تكنولوجية لتتيح لنا السماع «عند بعد» التزاما بالضوابط والقوانين الصحية والاحترازية المتبعة لجائحة covid-19.. ومن هذا وذاك تبقى إضاءتنا على دروس السيد مصطفى الزلزلة ومنهجيته في فنية الإلقاء من حيث التنويع والربط.
ففي كل عام أسمع له أجد التجديد في العظة والموعظ،ة ويأخذ من دروس الدنيا لربطها بالماضي والمستقبل، وها هو في هذا العام يقوم مجلسه لإحياء ذكرى موت الحسين سلام الله عليه من خلال ثلاثة محاور مرتبطة ما بين «الماضي.. الحاضر.. المستقبل»، وما استوقفني في ثلاثية المحاور هو الحاضر وكيفية الربط بين فاجعة مقتل الحسين وجائحة كورونا لنبني مستقبلنا!
نعـم، تلك هي فنية الإلقاء، وحسن الاختيار، وبحر البحث والعلم، وهذا هو السيد مصطفى الزلزلة، عندما يتحدث عن جائحة كورونا وما الدروس المستفادة من تلك الجائحة، وأخص بسطور مقالتنا المحاضرة الأولى لسيد الزلزلة عندما تحدث عن مناعة الإنسان، وكيف أصبح البشر يقومون بانتقاء طعامهم والمواظبة على المشي يوميا وتناول بعض العقاقير الطبية التي ترفع من المناعة، ولكن السؤال، ما الطرق المتبعة لرفع المناعة الأخلاقية وهو الأهم؟
المناعة الأخلاقية والتي قام بشرحها السيد مصطفى الزلزلة هي المناعة الذاتية لنفسية الإنسان، وقام بتعديد الكثير منها للرفع منها، على سبيل المثال لا للحصر: الابتعاد عن النميمة، الابتعاد عن نقل الأحاديث والأكاذيب (الغيبة)، فالابتعاد لا يقتصر على الجسد فقط ولكن الابتعاد أيضا باللسان والعين والقلب والعقل عن أذى الآخرين، تلك المناعة التي للأسف يفتقرها البعض ويظن أن الأكل والمشرب والرياضة والعقاقير هي التي ترفع المناعة الجسدية، متغافلا عن أن المناعة الداخلية والنفسية هي أساس صحة الإنسان ومناعته. أصبت يا أبوسيد حسن.
٭ مسك الختام:
ولا تحتقر كيد الضعيف فربما
تموت الأفاعي من سموم العقارب
فقد هدّ قدماً عرش بلقيس هدهدٌ
وخرّب حفرُ الفأر سدّاً لمأرب.