المستثمرون يبيعون الأسهم في “وول ستريت” مع وصولها لمستويات مرتفعة قياسية وسط خوف من تقييمات مبالغ فيها

النشرة الدولية –

تحول جديد غير متفائل هذه المرة من “وول ستريت”، فبعد أسابيع من الارتفاعات القوية في البورصات الأميركية، أغلقت المؤشرات مع نهاية الأسبوع أمس على تراجع، رغم أن هناك بعض البيانات الاقتصادية الإيجابية التي لم تنفع في تحريك “وول ستريت” صعوداً.

فقد هبط مؤشر داو جونز الصناعي، الذي يقيس أكبر الشركات الصناعية الأميركية، 0.56 في المئة ليصل إلى 28133 نقطة، في وقت انخفض فيه مؤشر ستاندرد آند بورز، الذي يقيس أكبر 500 شركة، 0.8 في المئة ليغلق عند 3426 نقطة، وهوى مؤشر ناسداك، الذي يقيس الأسهم التكنولوجية، 1.27 في المئة مغلقاً عند 13313.

وأدت الارتفاعات الأخيرة في الشركات التكنولوجيا إلى قفزات في “ناسداك” لكن المستثمرين فضلوا الابتعاد عن الأسهم بعد أن زادت تحذيرات المتخصصين بوجود تصحيح للأسهم التي حلقت في الأشهر الأخيرة مخالفة الوضع الاقتصادي المتردي والبطالة المرتفعة والنمو شبه السلبي. وكان من بين المحذرين محمد العريان الذي توقع هبوطاً 10 في المئة للبورصات.

وفي الأشهر الأخيرة كان هناك شبه انفصال بين ما يحدث في “وول ستريت” وبين أداء الاقتصاد الأميركي الذي تغلق شركاته بسبب الإفلاس وتزيد أرقام البطالة وبين ما يجري في البورصات الأميركية التي تغرد خارج السرب.

ويبدو أن هناك صحوة حالياً بين المستثمرين لإعادة تقييم أسعار الأسهم حسب أدائها الفعلي وليس لمجرد التوقعات المستقبلية المتفائلة بشكل مبالغ فيه، حيث ضخ المستثمرون مبالغ ضخمة في أسهم شركات التكنولوجيا بناء على توقعات بأن هذه الشركات ستستفيد من اتجاه الناس نحو خدمات الأونلاين وتحولهم نحو الشركات الالكترونية لتزويدهم بكافة الخدمات في ظل أزمة كورونا.

يأتي ذلك على الرغم من بعض المؤشرات الإيجابية في الاقتصاد، حيث جاءت أرقام الوظائف الجديدة والبطالة متفائلة للغاية. فقد نشرت وزارة العمل الأميركية تقريرها الأسبوعي أمس الذي أظهر أن انخفاض معدل البطالة إلى 8.4 في المئة خلال الشهر الماضي من 10.2 في المئة خلال يوليو (تموز). كما أظهر التقرير أن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 1.371 مليون في الشهر الماضي بعد أن ارتفعت 1.734 مليون في يوليو، لكن هذه الأرقام لم تساعد وول ستريت على الارتفاع ما دعم وجهة النظر القائلة أن هناك تصحيحا في السوق بدأ يلوح في الأفق.

وكشف التقرير الأسبوعي لـ”بنك أوف أميركا”، نقلته وكالة “رويترز” أمس، أن المستثمرين تحولوا نحو صناديق السندات والذهب خلال الأسبوع الماضي مع تراجع شهية المخاطرة في الأسهم.

وأضاف التقرير أن المستثمرين ضخوا 22 مليار دولار في صناديق السندات العالمية خلال الأسبوع الماضي. وجذبت السندات ذات الدرجة الاستثمارية 16.6 مليار دولار في أسبوع، وهو ثالث أعلى مستوى على الإطلاق، وتوقع البنك الأميركي أن تظل الأسواق متقلبة ووصول “ستاندرد آند بورز” إلى 3630 نقطة قبل انتخابات 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

في أوروبا، لم يكن الوضع أفضل من الأسواق الأميركية حيث أنهى مؤشر “ستوكس 600” الجامع للأسهم الأوروبية بنسبة 1.1 في المئة، علما بأنه تراجع نحو 2 في المئة على أساس أسبوعي.

أما في سوق النفط فقد أغلقت الأسعار على انخفاض بنحو3  في المئة وهي أكبر خسارة أسبوعية منذ يونيو (حزيران) الماضي بحسب بيانات “رويترز”.

وجرت تسوية خام القياس العالمي برنت بتراجع 1.41 دولار، بما يعادل 3.2 في المئة، إلى 42.66 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.6 دولار، أو 3.9 في المئة، إلى 39.77 دولار للبرميل.

وانخفض برنت 5.3 في المئة على أساس أسبوعي، في حين خسر غرب تكساس الوسيط 7.4 في المئة.

من ناحية أخرى، تكبد الذهب خسارة أسبوعية بأكثر من 2 في المئة. ومحا الذهب في المعاملات الفورية مكاسب سابقة، ليهبط 0.4 في المئة إلى 1922.71 دولار للأوقية (الأونصة). وبحسب “رويترز” تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 1927.30 دولار.

نقلاً عن “اندبندنت عربية”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button