فنانو العالم… مبادرات عفوية وُلدت من رحم كارثة مرفأ بيروت
النشرة الدولية –
لا تزال بيروت تلملم جراحها وتحاول تجاوز الكارثة التي ألمّت بها بعد الانفجار المخيف الذي هزّ المرفأ في 4 آب 2020، ووصل عصفه إلى مناطق تبعد عشرات الكيلومترات عن العاصمة اللبنانية، وشعر بتردداته القوية سكان قبرص واليونان.
عاش اللبنانيون صدمة وقلة حيلة وصلت تبعاتها إلى كل دول العالم، حيث سارع المتضامنون مع كارثة لبنان وفي مقدّمهم النجوم والإعلاميون والفنانون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى دعوة متابعيهم للتبرّع لصالح أهالي الضحايا، وسعوا إلى إرسال المساعدات وتقديم ليس فقط الدعم المعنوي، إنما أيضاً المادي إلى كل الذين تضرّروا وباتوا في العراء بعدما خسروا منازلهم ومحلاتهم وشركاتهم.
حملة إنسانية عالمية لمساعدة الضحايا
كانت النجمة الأميركية مادونا في مقدّم النجوم الداعمين للبنان من خلال إعلانها عن أنها تستضيف مع طفليها، ديفيد باندا وميرسي جيمس، معرضاً فنياً يعود ريعه لدعم المتضررين من الانفجار الذي دوّى في مرفأ بيروت، على أن تذهب عائدات المبيعات إلى منظمة “Impact Lebanon” غير الربحية، التي تساعد مئات الآلاف من المواطنين.
كذلك أعلن نجم هوليوود الأميركي جورج كلوني وزوجته المحامية الحقوقية اللبنانية والبريطانية أمل كلوني عن تبرعهما بمبلغ 100 ألف دولار، واختار الثنائي 3 منظمات خيرية من أجل التبرع لها، هي: الصليب الأحمر اللبناني، “بيتنا بيتك”، وImpact Lebanon.
هذا وأطلقت ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية السابقة ريما فقيه وزوجها المنتج الموسيقي اللبناني العالمي وسيم صليبي حملة عالمية لمساعدة لبنان مع جمعيّة “Global Citizen”.
وانطلقت الحملة بتبرّع الثنائي بمبلغ 250 ألف دولار لدعم الصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالميّ للأمم المتّحدة ومركز سرطان الأطفال في لبنان.
وتم إطلاق هاشتاغ #GlobalAidsForLebanon عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للتبرّع للحملة التي ستقدّم مساعدات عاجلة للمتضررين من دون المرور عبر قنوات الدولة.
بدوره، تعاطف النجم العالمي “ذا ويكند” مع ضحايا الانفجار الكارثي، وأعلن عن تبرّعه بمبلغ 300 ألف دولار، ستوزَّع على جمعيات لبنانية عدة، في مقدّمها الصليب الأحمر ومركز سرطان الأطفال.
أما عارضة الأزياء العالمية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد، فعبّرت عن حزنها الشديد بسبب الفاجعة التي ألمّت بالشعب اللبناني، وكشفت عن إرسالها التبرّعات إلى الصليب الأحمر، وبعض المنظّمات الصغيرة في بيروت، والتي تنشط في مساعدة أسر الضحايا.
وهناك أيضاً العديد من النجوم العالميين الآخرين مثل النجمة جينيفر لوبيز، والمغنّية الأميركية أريانا غراندي، والمغنية الأميركية هالزي ودوا ليبا ودي جي خالد والممثل البريطاني هاري ستايلز وكايلي جينير وعارضة الأزياء ناعومي كامبل وغيرهم، ممن أطلقوا حملات من أجل التبرّع لأهالي الضحايا وحثّوا جمهورهم في مختلف أنحاء العالم على تقديم كل ما يمكن أن يفيد في أعمال الإنقاذ وترميم البيوت المتصدّعة لتأمين عودة الجميع إلى منازلهم قبل بداية فصل الشتاء.
ومنذ اللحظة الأولى للانفجار، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل المواساة والدعم من نجوم العالم العربي، وكان في مقدمّهم النجم المصري عمرو دياب، والنجم العراقي كاظم الساهر الذي دعا محبّيه لمساندة بيروت في محنتها من خلال مقطع فيديو تحدّث فيه عن المحنة وقساوتها، وتمنى على الجميع أن يساهموا في إرسال المساعدات لدعم المتضررين، ونشر “القيصر” لينك الصفحة الرسمية للصليب الأحمر العالمي، والتي خصّصت صفحتها الرئيسية لدعم الصليب الأحمر اللبناني والوقوف إلى جانبه بعد انفجار بيروت. أيضاً سارع النجمان المصريان أحمد السقا ومحمد هنيدي إلى مواساة اللبنانيين في مصابهم الأليم، وطالبا جمهورهما بالتبرع لأهالي بيروت المتضررين، وكان المنشور بعنوان “لبنان تحتاج الينا”، ومما جاء فيه: “انفجار بيروت تسبب في 200 حالة وفاة و5 آلاف إصابة ومئات المفقودين وأكثر من 300 ألف فقدوا بيوتهم. وقدّر حجم الدمار بأكثر من 15 مليار دولار، ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية طاحنة، لدعم أهلنا في لبنان تقدروا تتبرّعوا دلوقتي و”فيسبوك” هيتبرع مقابل كل مبلغ بمبلغ زيه”.
كذلك، دعا عدد من النجوم، بصفتهم سفراء للنوايا الحسنة ليونيسف مصر، جمهورهم الى التبرع لصالح المنظمة العالمية لعلاج الأطفال الذين أُصيبوا في الانفجار وإعادة تأهيلهم نفسياً، وفي مقدّمهم النجم أحمد حلمي وزوجته النجمة منى زكي والفنانة دنيا سمير غانم وآخرون.
وشارك عدد من الفنانين العرب في حملة “كلنا معكم” التي تهدف إلى دعم الشعب اللبناني، وهي حملة تضامنية تشجع على التبرّع، وضمّت النجوم: كاظم الساهر، سعد لمجرد، نجوى كرم، صابر الرباعي، شيرين عبدالوهاب، راغب علامة، نانسي عجرم، ملحم زين، مايا دياب، عاصي الحلاني، وليد توفيق، وكارول سماحة وآخرين.
وفي مبادرة إنسانية مميّزة، أعلنت النجمة لطيفة التونسية عن مشاركتها في الحفل الافتراضي الذي تقيمه منظمة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تضامناً مع الشعب اللبناني بعد الكارثة التي ألمّت به.
ويحاول مشاهير لبنان من فنانين وإعلاميين ومصمّمي أزياء الوقوف إلى جانب شعبهم من خلال مشاركة الشباب اللبناني في رفع الأنقاض وآثار الدمار من الشوارع، وتقديم العون والمساعدات العينية من بيوت مؤقتة وطعام وشراب للأسر التي باتت في العراء، وفي مقدمّهم الفنانة مايا دياب التي شاركت في مبادرة إنسانية لعلاج وجوه الأطفال التي تشوّهت نتيجة الانفجار. كذلك أطلقت الممثلة ندى أبو فرحات بمساعدة عدد كبير من الفنانين اللبنانيين مبادرة لتأمين المواد الغذائية لإعداد الطعام أو المساهمة بإرسال وجبات جاهزة ومياه الشرب والعصائر وسيارات ليصار إلى توزيعها على الأسر المحتاجة والمتضررة.
وتحت عنوان “بيروت تحتاج إليكم”، طلبت الفنانة هيفاء وهبي من جميع محبيها دعمها والتبرع لإعادة إعمار بيروت، من خلال صفحة The Beirut Explosion على موقع “فيسبوك”، كاشفةً أنه سيتم جمع التبرّعات إلى حدود المليون دولار. كما خصّصت هيفاء عبر حسابها في “فيسبوك”، خانتَي “Highlight”، الأولى بعنوان “بيروت” والثانية مخصّصة للتبرعات.
بدورها، شاركت النجمة إليسا في حملة “دفى”، ودعمت الإعلامية والنائبة السابقة بولا يعقوبيان من خلال تفقّد المتطوعين ومساعدتهم في إغاثة المتضررين، كذلك طلبت من جميع محبيها في الدول العربية تقديم المساعدات اللازمة من مواد غذائية ومواد أولية يحتاج إليها المتضرّرون من الانفجار.
وتعيش العاصمة بيروت حالة من الحزن والأسى بعد انفجار مرفأ بيروت الضخم، الذي احتل المرتبة الرابعة بين أكبر الانفجارات التي هزّت العالم، وتجاوزت قوّته الـ 300 طن من المتفجرات، وخلّف أكثر من 170 ضحية و 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، الى جانب الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والممتلكات، وقدِّرت الخسائر بنحو 15 مليار دولار، وفقاً لأرقام رسمية غير نهائية.
وتعهّد المجتمع الدولي بتقديم مساعدة عاجلة تتجاوز قيمتها الـ 250 مليون دولار، على أن تُسلّم إلى الشعب اللبناني والجمعيات غير الحكومية مباشرةً، لا إلى الدولة اللبنانية ومؤسّساتها.