العالم مديون بجنون .. فمن هم الدائنون؟* صالح الراشد

النشرة الدولية –

تزايدت ديون العالم بشكل غير مسبوق في ظل جائحة كورونا، بل وصلت إلى إرقام فلكية تعجر الآلآت الحاسبة عن التعامل معها، فالدين العالمي ارتفع خلال الجائحة بزيادة “27” ترليون دولار، نعم “27” ألف مليار، وهو رقم إعجازي وسببه أن جميع دول العالم ذهبت للإقتراض من البنوك والمؤسسات المالية العالمية، وهذا يعني ببساطة أن “27” ألف مليار دولار كانت تشكل عبئاً على العاملين في المال، كون حجم الفائدة عليها إذا كانت مودعة من قبل أشخاص أو دولة تصل إلى ترليون دولار سنوياً، ولن تكون المؤسسات المالية في الظروف الطبيعية قادرة على تحصيل هذا المبلغ، لذا عليها أن تعبث بالعالم حتى تستطيع أن تدفعه صوب هاوية الإقتراض لتقوم بتشغيل المال وتستفيد من المردود.

 

لذا لا نستبعد أن تكون هذه المؤسسات هي السبب الرئيسي في الحروب، بل قد تكون هي من تزود القائمين على إشعالها بالمال الوفير، كما لا نستبعد أن تكون هي من صنعت الفايروس المدمر للإقتصاد ” كوفيد -19″، ولا نستبعد أيضا أن تكون من وضعت برتوكول الإجراءات الطبية لمنظمة الصحية العالمية لفرضه على العالم حتى تسوء أحوالهم الإقتصادية، لنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاعظم في تاريخ البشرية ترزخ تحت سطوة  الدين الذي سيصل إلى حوالي “100%” من الناتج القومي الأمريكي في العام القادم، وهذا يعني أن أعظم دولة في العالم محتلة ومستعمرة من قبل الدولة السفلية التي تقود العالم وتتحكم به فتخضع له جميع الرقاب حتى واشنطن.

 

واستطاعت الدولة السفلية العميقة أن تضع على سدة الحكم في عديد دول العالم مجموعة من القادة الجدلين الإنفعاليين، لخلق أجواء عالمية مضطربة، وزادت من ضياعهم بأن صنعت لهم فايروس جدلي أكثر منهم، ليذهب العالم صوب الجنون المطلق لنجد أن الإرباك والضياع يسود العالم، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الدين الأمريكي بقيمة “7” ترليون دولار منها “3” ترليون دولار إقترضها لمواجهة جائحة كرونا، كما ارتفع معدل ديون الصين الشريك الآخر في كارثة كورونا بالنسبة للناتج المحلي إلى “317%” وبزيادة فصلية بلغت “17%”، كما ارتفعت ديون الدول الصناعية جمعاء وكذلك الدول العربية، غضافة إلى زيادة المواجهات في شتى بقاع العالم لتنفق الدول مبالغ خرافية على التسليح العسكري.

 

وهنا يكمن الخطر،  فإذا ارتفع حجم الديون لجميع دول العالم فمن هو الدائن؟!!، ومن الذي يقوم بمنح القروض والديون للدول، والأهم من هو الضامن لهذه الديون في حال رفضت جميع الدول السداد؟، وقد يقول البعض أنها ديون متداخلة بين الدول حيث سجلاتها تشير إلى دائن ومدين، لكن في نهاية الأمر هذه الأموال تؤول إلى جهة معينة هي التي ترفع سعر النفط وتخفضه، وهي من تصنع الحروب والأوبئة والأمراض، فمن هذه الجهة التي يطلق عليها الكثيرون الدولة العميقة في العالم، ومن هم رجالها وما هي المؤسسات التي يمتلكونها في العالم ومن خلالها يقودون البشرية كما يشاءون،؟!! الجواب ليس صعب لكن الصعب هو كيف سمحت لهم الدول بالسيطرة على النفط والإعلام والتكنولوجيا والدواء وأسواق المال والسلاح.؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى