كوهين وردّ الغانم!..* الشيخ محمد أحمد المالك الصباح
النشرة الدولية –
كوهين اسم يرتبط بالجاسوسية، فهو جاسوس مشهور قبض عليه في سورية في الستينيات، وكان يعمل لدولة الاحتلال الصهيونية منذ ذلك الوقت، وقد غيّر اسمه «كامل» وديانته «للإسلام» وأخيرا ودون تفاصيل قبض عليه وتم إعدامه.
الآن يخرج علينا كوهين جديد وبشكل علني يتحدث العربية ويتكلم ويحيي بطريقة المسلمين ويهنئ ويعزّي كالمسلمين يستفتح ويذكر آيات قرآنية ويغيّر جلده ما استطاع الى ذلك سبيلا، لكنه لم يغيّر دينه أو اسمه!
نفخ علينا صاحب الكير «كوهين» قبل أيام خبر وفاة والدي سمو أمير البلاد وتم نفي الخبر بشكل رسمي، لكن لنقف من تصرف كوهين موقفا تحليليا يتنسم التدقيق والروية بأفعال ذلك الشخص الداهية.
ما الذي يريده كوهين من الكويت؟ ولماذا هذا التوقيت الذي فيه تطبيع من دولتين خليجيتين؟
رغم تصريح الكويت بأنها آخر دولة يمكن أن تُطبع، ورغم ما قام به رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم بتمزيق صفقة القرن قبل أشهر، ورغم تناقل الجميع الخبر، إلا أن الرسالة لم تصل بعد لكوهين ومن وراءه.
يعلم كوهين أن ما قام به رئيس مجلس الأمة أمر معنوي عاطفي وردة فعل لا تمثل رسالة حقيقية تجعل دولة كإسرائيل تعيد حساباتها بجدية، وأن ما نقوم به هو أمر اندفاعي عاطفي يمثل ردة فعل لا أكثر.
نحن اليوم نحتاج إلى وعي جديد وتوقيتات لردود تمثّل نضجا فيما يخطط ويرمي إليه الصهاينة.
كوهين جاسوس علني جديد يقيس ردة فعل الشارع العربي والخليجي عموما ـ والكويتي خصوصا – وله أيضا مآرب أخرى ليس مقام بسطها الآن، كما تقف خلفه مؤسسات دراسات سلوكية تقوم بتحليل بيانات وردات أفعال الشارع والجهات الرسمية هدفها الوصول للوقت المناسب لفرض أجندتها على الخليج وعلى الكويتيين تحديدا لأن الكويت فرس رهان ضد التطبيع وفرس رهان للقضية الفلسطينية.
ما نريده الآن من رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم ردا على كوهين وأمثاله تمزيقا جديدا لصفقة القرن ليس عن عاطفة وردة فعل – هذه المرة – بل عن وعي وإدراك وردا على التطبيع الذي يلوح بالأفق، فيكون رسالة حقيقية للشعوب والحكومات معا توضح موقف الشعب الكويتي وقيادته وعيا وإدراكا ورسالة حقيقية لا ردة فعل.