هل تعود منظمة التحرير لـ حوار البندقية ..؟!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

غابت الحلول واختفت بعد أن تسابقت عديد الدول العربية للإرتماء في الحضن الصهيوني، فتلاشت القضية الفلسطينية من حساباتها وأصبحت تحتل مركزاً متأخراً في أولويات الدول التي قامت بالتطبيع العلني مع الصهاينة، مما حدا برئيس وزراء العدو نتنياهو أن يتحدى جميع الذي يقفون في صفه أو يعارضونه، بأن يعلقوا بالقول على تصريحاته الأخيرة التي أعاد فيها القضية للوراء نصف قرن، وأصر على تنفيذ مشروع إيغال ألون حرفياً دون أن يبالي بالشريك الفلسطيني في عملية السلام، لذا قرر أن يعيد القيادات الفلسطينية من حيث جاءوا، وكان في الأصل أن تقوم الأمة العربية بإعادة الصهاينة من حيث جاءوا، لكن الواقع العربي المزري والهوان والذل الذي تعيشه الأمة جعل الجميع يصمتون ولا ينبسون ببنت شفه.

لقد أعاد نتنياهو المنطقة إلى مرحلة اللاحرب واللاسلم، وتناسى بحمقه وجرائته أن الدول المحيطة بفلسطين المحتله والشعب الفلسطيني هي الاساس في توفير الأمن للمنطقة، وأن الدول البعيدة قد تساعده في تحسين وضعة الإقتصادي وأن يصبح سيد المنطقة اقتصادياً، لكنه نسي أو تناسى أو أساء فهم المعادلة وتقدير المخاطر بسبب الغرور الذي تولد لديه لإنبطاح العرب وتسابقهم صوب تل الربيع المحتلة، لذا فقد أخطأ بالحديث عن منع عودة اللاجئين وأن القدس صهيونية وطرد القيادات الفلسطينية وتحويل المدن إلى “كانتونات” محاصرة، كونه كمن يضغط على زناد الحرب لتشتعل، وإذا ما اشتعلت فسيكون الكيان هو الخاسر الأكبر لأن الشعب الفلسطيني لن ينتهي ودول الجوار في بلاد الشام لن تخضع.

لقد منح نتنياهو الشرعية المطلقة للسلاح الفلسطيني ولبندقية منظمة التحرير في الدفاع عن حقهم في تقرير المصير بالطريقة التي يرانها مناسبة، كما منحهم الحق في الدفاع عن قضيتهم عربياً لحماية مستقل فلسطين، مما يجعلنا نتوقع نشوب سريع للمواجهات في فلسطين وعبر الحدود، حيث لن ترضىى أي من الدول الجوار أن تستقبل المهجرين الجدد من فلسطين ولن يتم إقامة مخيمات جديدة، كما أن الشعب سيرفض الخروج إلا للجنة، وبالتالي سيزداد موقف الصهاينة صعوبةً إلا إذا قدم المطبعون خدماتهم الجليلة لإستقبال المهجرين والقيادات الفلسطينية، هذا إذا ما تجرأ نتنياهو وبدا بتنفيذ ما وعد به الصهاينة المحتلين.

واستغرب الكثيرون جرءة نتنياهو على الأمة العربية التي هوت لعدم وجود دولة عربية قادرة على لم الشمل العربي، كما لا يوجد مشروع عربي موحد قادر على جميع العرب حوله، فقد كانت فلسطين تجمع العرب ولكنهم اليوم تفرقوا عليها وأصبح الكيان الصهيوني صاحب الكلمة الأعلى في المنطقة يجمع العديد منهم ، لكن إذا عادت لغة البندقية للحديث فإن تركيبة المنطقة ستتغير وستدخل قوى إقليمية جديدة كلاعبين أساسيين في القضية الفلسطينية، ويصبح لها مليشيات أو جيش جديد قد يطال أذاه كل من وقف ضد فلسطين، لذا فإن تصريح نتنياهو شكل نهاية الطريق إما للقضية الفلسطينية أو للكيان الصهيوني، وبالتالي فإن تصريح المجنون نتنياهو قد يقود المنطقة جمعاء صوب التهلكة، وسيدفع الجميع ثمن غرور رجل فاسد أغرى العديد من العرب لحماية فسادة والتآمر معه على قضية فلسطين.

فهل تفعلها منظمة التحرير وتعود للغة البندقية أم أنها ضلت طريق العودة بعد ان اعتاد البعض على المبيت في الفنادق والقصور التي أصبحت المناطق المفضلة لهم وستمنعهم من العودة للخنادق؟، وربما استمرء هؤلاء حياة البذخ التي أصبحت ديدنهم ولن يعودوا لأكل الخبز؟، لنبحث هنا عمن يشعل فتيل الإنتفاضة والحرب إنتصاراً لفلسطين، لنجد أن الشعب الفلسطيني الذي مَلَ من الإحتلال الصهيوني والحجود العربي سيكون وحيداً في ساحة الحرب يبحث عن حريته وإستقلاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى