هذا المقطع أبكاني!* لمياء المقدم

النشرة الدولية –

عندما وصلت الممرضة طرقت الباب عدة مرات،  لكن لا أحد اجاب. شكت في أنها قد تكون أخطأت في العنوان، نزلت الدرج وبحثت في الشارع المقابل عن تلفون عمومي، اتصلت بالادارة لتتأكد من العنوان، أخبروها أنه صحيح، فعادت تطرق باب الشقة رقم 23 في شارع فيتزروي.

بعد محاولات متكررة، طلبت من أحد العاملين في العمارة أن يساعدها في كسر الباب. بمجرد دخولهما، استقبلتهما رائحة غاز قوية. صعدا الدرج قفزا، فتحا باب المطبخ بعد أن انتزعا قطع القماش والملابس التي كانت تسد المنافذ والشقوق، ليجداها منكبة على موقد الغاز، ورأسها مغروسة في المفاتيح التي أدارتها حتى أخرها.

قالا، أن السباك حملها بعد ذلك الى غرفة الصالون، وأن الممرضة حاولت اسعافها عن طريق التنفس الصناعي، رغم علمها بأن الأمر قد انتهى. وأنهما تنبها الى بكاء الطفلين في الطابق العلوي، وعندما صعدا وجدا باب غرفتهما محشوا بقطع الملابس، والأقمشة، ايضا، لمنع أي تسرب للغاز الى الداخل.

كانت النافذة مفتوحة على وسعها، وبجانب كل واحد منهما كوب حليب وشريحة خبز…

 

*مقطع من “أنت قلت” للروائة الهولندية كوني بالمن تتناول سيرة حياة سيلفيا بلاث وزوجها تيد هيوز

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى