لبنان على الحافة* صالح الراشد

النشرة الدولية –

تعددت الأسباب والسباق صوب تل الربيع المحتلة، فدولة تبحث عن التنمية وأخرى لوقف الحروب وبعضها يسعى للتطبيع بغية الإستفادة من الخبرات الصهيونية في مجالي السياحة والأمن، ووصل الدور للبنان الذي كنا نصنفها بين دول المجموعة الخامسة للسلام أو التطبيع الصهيوني، لكنها قفزت للمجموعة الرابعة التي تضم السودان وعُمان والسعودية وقد تسبقهم جميعاً كون غاز المتوسط مغري ويسيل له اللعاب، وبالتالي لا ضير من ترسيم الحدود وبالذات البحرية والتي تتداخل بين لبنان وقبرص والكيان الصهيوني، لذا قد يتم تبادل السفارات والسفراء من أجل المشاريع المُشتركة للتنقيب عن الغاز .

وتسعى الأحزاب اللبنانية جادة من أجل الوصول لصيغة توافقية بينها لتحديد أولويات ترسيم الحدود مع الكيان الصهيوني والذي هو بمثابة إعتراف متبادل بين الدولتين، وهذا بحد ذاته خطوة كبيرة للأحزاب من أجل تحديد أهدافها ومصالحها من الترسيم ومدى الفائدة المتوقعة لكل حزب من غاز الوطن حيث يبحث كل عن حصته ويسعى لمضاعفتها.

القضية الثانية التي تُشغل نبيه بري رئيس مجلس النواب هي القوى العسكرية المختلفة وانتشار السلاح، وهذه نقطة هامة كون الإخلال بالإتفاق لأي منظومة مسلحة قد يعصف بالاتفاق اللبناني الصهيوني، وفي لبنان عديد القوات المسلحة وفي مقدمتها الجيش اللبناني وقوات حزب الله وحزب القوات اللبنانية والحزب الإشتراكي التقدمي وهي القوى الرئيسية، فيما هناك تداخل سياسي غريب فهناك ثقل لسوريا وإيران والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وهذه الدول هي التي تؤثر في صناعة القرار السياسي اللبناني .

لقد لحقت لبنان بمصر والسلطة الفلسطينية والأردن وموريتانيا والامارات والبحرين في إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، لذا لا داعي لأن يعتقد أنه مع نهاية ترسيم الحدود ستنتهي العلاقة الصهيونية اللبنانية بل ستبدأ، فمع ترسيم الحدود تأتي مباحثات حماية الحدود ممن يتم وصفهم بالارهابيين والذي كانوا أبطال قبل سنوات، وبالتالي فإن تغيير الثقافات هو الهدف الرئيسي لأي مباحثات يقوم بها الكيان، وقد فشل في زراعتها في مصر والأردن وفلسطين ويتوقع أن تفشل في لبنان كون الشعب اللبناني لا زال ينظر بإحترام لكل من دافع عن تراب بلاده في حروبه مع الكيان، لذا فإن لبنان ستوقع إتفاق سلام لكنها لن تسقط في مستنقع التطبيع كون الشعوب الحرة تعرف مصلحتها وكيف تحافظ على هيبتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى