ابتسامة الكويت والعهد الجديد* د. أفراح ملا علي
النشرة الدولية –
لم يعهد قلمي سرد المقالات السياسية بقدر التاريخية والثقافية والفلكلورية بحكم تخصصي الأدبي والترجمي، لكن هذا المقال مختلف تماما! فهو يكتب نفسه بنفسه بحبر من الدموع عن قائد العمل الإنساني ووالد الجميع المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وأيضا الأمل في صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وعهده الجديد.
مرت أيام وليالي عزاء الكويت ثقيلة مشبعة بأجواء الحزن والصدمة لفقد ابتسامة الكويت الجميلة وربانها حاكم الكويت الخامس عشر الشيخ صباح الأحمد، والذي شهدت في عهده المرأة الكويتية عصرها الذهبي منذ توليه مقاليد الحكم.
فالمرسوم الأميري الذي يعطي للمرأة حقها السياسي ويقرب الفجوة بينها وبين أخيها الرجل، والذي رغب فيه آنذاك أمير القلوب المغفور له الشيخ جابر الأحمد سنة 1999، بسبب تضحيات المرأة الكويتية ومواقفها المشرفة في محنة الاحتلال، لكن الفرحة لم تتم بسبب فارق صوتين فقط بمجلس 1999، فرغب المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد استكمال رغبة أخيه عند توليه الحكم، فأتى هذا اليوم التاريخي لتتبوأ المرأة الكويتية مناصب في الخريطة السياسية. فأصبحت عضو مجلس بلدي، ووزيرة، مع كامل الأحقية بالترشح والتصويت في مجلس الأمة، وصولا حتى إلى السلطتين التنفيذية والتشريعية وأيضا القضائية لتتسلم المرأة سلم القضاء الكويتي.
كل هذه الإنجازات على الصعيد الدولي والعالمي ووضع الكويت كدولة إنسانية محبة للسلام والعالم كانت كفيلة بحزن وغصة وعزاء عالمي لفقد هذه الشخصية الأسطورية التي يصعب أن تتكرر.
يرحل عنا تاركا الكويت بمن فيها إلى أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، الأمير السادس عشر للكويت، أمير التواضع وحامل الأمانة، فمن هو أمير العهد الجديد للكويت؟
سمو الشيخ نواف الأحمد هو أخ للمغفور لهم بإذن الله تعالى أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، وقائد العمل الإنساني الشيخ صباح الأحمد، والأم المثالية الشيخة فريحة الأحمد وغيرهم.
ترعرع سموه في قصر دسمان وتلقى تعليمه في مدرسة حمادة والشرق والشرقية والنقرة والمدرسة المباركية وهي أول مدرسة في تاريخ الكويت. وقد تولى سموه مناصب كثيرة منها محافظ لمحافظة حولي، وزير للداخلية في سنة 1978 وفي 2003 وزير للدفاع، كما كان وزيرا للشؤون بعد التحرير، ونائبا لرئيس الحرس الوطني، وولي عهد الكويت في عهد أخيه الراحل سمو الامير الشيخ صباح الأحمد، وأيضا نائبا لرئيس مجلس الوزراء بمرسوم أميري.
كانت إنجازات سموه واضحة في دعم وبناء التكامل الأمني في دول مجلس التعاون الخليجي وأيضا للدول العربية، وترغيب الشباب في سلك الشرطة والعمل الإداري العسكري بهدف التطوير. وكانت لسموه بصمة في سياسة إحلال وزارة الداخلية ليفسح المجال للدماء الشابة والجديدة والاستفادة من طاقاتهم. وأنشأ إدارة شؤون الانتخابات وأيضا إدارة شؤون المختارين، فهو كثير العطاء والعمل، حاصل على وسام طوق الاستحقاق المدني من المملكة الإسبانية ووسام المحرر الجنرال سان مارتين من الأرجنتين.
الكويت بلا شك محفوظة وتحت جناح رجل العهد الجديد والمشجع الأول للشباب، لذا أبايع صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد على السمع والطاعة وأعاهده على العطاء والإنجاز وخدمة البلاد حتى آخر نفس من أجل الكويت.
أنا من الكويت وإلى الكويت ومن أجل الكويت، دمتم بحب الوطن، دمتم بحب الكويت.