بلومبيرغ: تجربة ترامب ”البطولية“ مع الكورونا ربما تكون ”مقامرة ذات وجهين
النشرة الدولية –
استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علاجه من فيروس كورونا، وسرعة خروجه من المستشفى، لإعادة برمجة حملته الانتخابية للرئاسة، بحيث يبدو في نظر شعبه أنه نموذج قيادي فريد للجسارة، والخبرة، وقوة الإرادة، بحسب وكالة ”بلومبيرغ“ الأمريكية.
وعرضت الوكالة تسلسلًا في تصرفات ترامب الشخصية وطريقة توجيه رسائله الإعلامية منذ الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا وتلقيه اللقاح، ثم انتقاله من الحجر المنزلي إلى المستشفى العسكري، الذي خرج منه بشكل استعراضي لملاقاة أنصاره، وبعد ذلك سرعة مغادرته المستشفى.
وأشار التقرير إلى ما وصفه بأنه“إعادة بناء لصورة ترامب القيادية بألوان خاطفة من الصفات التي تريد حملته الانتخابية أن يتميز فيها بقوة عن منافسه جو بايدن الذي بنى حملته على انتقاد ما وصفه بأنه تهور ترامب في ازدراء الكمامة“.
واعتبر أحد مؤيدي ترامب أن عودته إلى الحملة الانتخابية ستجعله“بطلًا لا يُقهر“، فيما وبخ متحدث باسم حملته الانتخابية، جو بايدن، لـ“افتقاره إلى خبرة الاشتباك مع فيروس كورونا“، بحسب تعبيره.
بينما قام نواب في الكونغرس، بنشر تغريدات تتحدث عن ”هزيمة ترامب لفيروس كورونا“.
وأشار ترامب في الوقت نفسه، إلى تجربته الخاصة بمناشدة الأمريكيين عدم الخوف من الفيروس، بعرض صورته وهو يزيل قناعه بتحدٍ، ويقف لالتقاط الصور عند دخوله مقر إقامته.
لكن ذلك لا يقلل من مخاطر الصورة الأوسع له بأنه متعجرف تجاه مخاطر الجائحة، لاسيما أنه تم يوم الإثنين الإبلاغ عن إصابة 3 مساعدين آخرين للبيت الأبيض، بمن فيهم السكرتيرة الصحفية كايلي ماكناني.
وكان استطلاع للرأي أجرته ”ABC News / Ipsos“ بعد تشخيص ترامب، أظهر أن 72% من الناخبين يعتقدون أن الرئيس لم يأخذ خطر الإصابة بالمرض على محمل الجد.
وقال ترامب في مقطع فيديو نُشر على تويتر بعد عودته:“لا تدعوا الأمر يسيطر عليكم، لا تخافوا منه، ستتغلبون عليه، ولدينا أفضل المعدات الطبية، وأفضل الأدوية، وكلها تم تطويرها مؤخرًا“.
برمجة دقيقة للتأثير النفسي والإعلامي
وأشار التقرير إلى كيفية استخدم ترامب حادثة السماح له بالخروج من مركز ”والتر ريد“ الطبي العسكري الوطني في ماريلاند، والذي تم تنظيمه بعناية ليتزامن مع نشرات الأخبار المسائية لشبكات البث.
وقال التقرير:“خرج بشكل مهيب من الأبواب الأمامية البرونزية للمستشفى وهو يحشد قبضته ويومض بإبهامه للصحفيين“.
وأضاف:“كان الأمر يوحي بأن كل شيء كان مبرمجًا بحرفة استعراضية، فقد نقلته مروحية الرئاسة بعيدًا، وانقضت على حشد من المعارضين وقفوا وقفة احتجاجية خارج المستشفى، وبعد وصوله إلى البيت الأبيض، صعد الدرجات إلى شرفة الطابق الثاني، فيما تمت تغطية الرحلة بأكملها مباشرة عبر شبكات البث والكابلات.. وعلى الشرفة نزع ترامب قناعه، وأومض بإبهامه المزدوج، ثم حيّا مروحية المارينز المغادرة“.
كان يلهث
وأشار التقرير إلى أن خصوم ترامب السياسيين أشاعوا أنه ظهر وكأنه يتنفس بصعوبة، وبدأت كلمة ”يلهث“ تنتشر على تويتر.
ومع ذلك، كانت اللحظة مثالية للغاية لدرجة أن الرئيس الذي كان لا يزال دون قناع، عاد للخروج من مقر إقامته في البيت الأبيض بعد دقائق، مع طاقم تصوير لإعادة تصوير عودته الدرامية.
وفي مقطع الفيديو الخاص به على ”تويتر“، دافع ترامب عن السلوك الذي وصفه منتقدوه بأنه متهور قبل أن يصاب بالفيروس، بما في ذلك أنه نادرًا ما كان يرتدي قناعًا وهو يجمع حشودًا كبيرة من المؤيدين في التجمعات الانتخابية.
وفي وصف ذلك قال ترامب:“لا يوجد زعيم حقيقي لا يفعل ما فعلته، وأعلم أن هناك مخاطر، نعم أعلم أن هناك خطرًا“.
وأشار التقرير إلى أن ترامب جعل معركته مع ”كوفيد 19“ محور رسالة بريد إلكتروني لجمع التبرعات، صباح اليوم الثلاثاء. فيما أفاضت المتحدثة باسم حملته الانتخابية، إيرين بيرين، باستخدام تعبير ”المعركة الشخصية للرئيس“ ضد كورونا.
وقالت خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز:“ترامب لديه خبرة كقائد أعلى للقوات المسلحة، ولديه خبرة كرجل أعمال، ولديه الآن خبرة بمكافحة فيروس كورونا كفرد“.. تلك هي التجارب المباشرة لترامب. أما جو بايدن فليس لديه ذلك“.
ويبدو أن هذه الصورة القتالية لترامب سيتم توظيفها بجموح في المناظرة الثانية مع منافسه بايدن.
وتقول السكرتيرة الصحفية السابقة لترامب، سارة هاكابي ساندرز في حديث مع قناة ”فوكس نيوز“:“ها نحن نرى الرئيس شديد الصلابة. مثل هذا المقاتل، يرجع مستعدًا للعودة والمباشرة“.
مقامرة مزدوجة
وخلص تقرير ”بلومبيرغ“ بالقول إن تجربة ترامب ”البطولية“ مع الكورونا، ربما تكون ”مقامرة ذات وجهين، خاصة إذا طرأ على صحته ما يوجب العودة للمستشفى، حينئذ يصبح الخطر خطرين: الأول صحي حياتي، والثاني شيوع انطباع أنه رجل يفتقد نعمة الصبر مع الفيروس وعند كل منعطف“.