ما الذي سَيفعله «رافضو».. ثُنائِية فتح وحماس؟* محمد خروب

النشرة الدولية –

الحوارات التي يجريها وفد فتح مع «أربعة» فصائل «يسارية» فلسطينية كالجبهة الشعبية والديمقراطية والقيادة العامة والصاعقة, إضافة إلى الجهاد الإسلامي، تُؤشِّر استشعار فتح بأن الحملة الإعلامية التي باشرتها الفصائل الخمسة الرافضة تكريس ثُنائية فتح/حماس في كتابة جدول الأعمال الوطني الجديد, وبخاصة تشكيكها في قدرتهما إنضاج مرحلة جديدة تتجاوز بعض تجلّياتها, ما استطاعت فتح وحماس فرضه على مسار القضية, وتحديداً المنعطفات الخطيرة بل الوجودية التي واجهتها منذ الانقسام, الذي دفع الشعب الفلسطيني أكلافاً فادحة بتمسّك الحركتين بمواقفهما المُتعارِضة بل المتشنجة, التي اسهمت في المآلات الصعبة التي انتهت إليها راهناً, فضلاً عمَّا ألحقه الإنقسام (الذي استفادت منه الحركتان) بمسار القضية, وما استطاعت إسرائيل «إنجازه» بدحر القضية إلى آخر جدول الأعمال الإقليمي والدولي, ناهيك مُواصلتَها بدأب مشروعها الاستيطاني الإحلالي, بقضم الأراضي الفلسطينية المحتلة (خارج نسبة الـ30%) مُصرَّة على عدم التراجع عن مشروعها الاستيطاني حتى لو عاد الفلسطينيون الى طاولة المفاوضات, وبخاصة بعد إطاحتها معادلة «الأرض مقابل السلام» التي لم تلتزمها ذات يوم, لتحل مكانها مقولة «السلام مقابل السلام ومِن موقع القوة» بل تجاوز القضية الفلسطينية إلى فضاءات رحبة..سخِيّة.

لم يتردَّد أي فصيل من الفصائل الخمسة التي حاورها وفد فتح عن التنديد بمقررات «لقاء اسطنبول» بين فتح/حماس, رغم اختلاف تعريف الحركتين لتلك النتائج. حيث تصِفها فتح بـ«التوافقات» فيما تُصرّ حماس بانها «شراكة».وتقول الفصائل الخمسة في بيانات مُنفردة: ان حوار فتح/حماس ليست بديلاً عن حوار شامل تشارك فيه كل الفصائل (الوازِنة), ما يستبطن عدم التزامها نتائج لقاء اسطنبول الثنائي, كذلك احتمال بعض مُقاطعة بعض أو كل الفصائل اللقاء الثاني للأمناء العامين المُقبِل (بعد تأجيله لأجل غير معروف)، ناهيك عمّا يمكن ان تتّخِذه من مواقف وقرارات في حال تم المضي قدماً في تنفيذ قرارات لقاء اسطنبول, بشأن انتخابات المجلس التشريعي والانتخابات الرئاسية وخصوصاً المجلس الوطني, رغم الاحتمالات الضعيفة لإجراء مثل تلك الانتخابات, لأسباب إسرائيلية وأخرى أميركية وثالثة عربية..ما بالك الفلسطينية؟.

وإذ ما تزال التصريحات والبيانات التي تُصدرها فتح كما حماس وبالتالي باقي الفصائل, تبدو وكأنها تدور في حلقة مُفرغة دون أن تترتب عليها اي نتائج ملموسة, يمكن البناء عليها واستشراف ما يمكن أن تسفر عنه في حال الشروع فيها, كما في حال صدور مرسوم «رئاسي» بتحديد موعد إجراء الانتخابات وبدء التحضير لها حيث سيعقب ذلك – وفق تصريحات الرجوب – حوار «وطني شامل» في القاهرة, لمناقشة الآليات التي يجب العمل بموجبها و«الأساس السياسي» للانتخابات العتيدة، فإن مناخ التشكيك الآخذ في التصاعد والإتساع, في جديّة ما يجري من حوارات بين الفصائل وبينهما فتح وحماس, يدفع للاعتقاد أن عوامل فلسطينية وأخرى عربية وثالثة إقليمية ودولية, تضغط باتجاه إفشال هذه الحوارات وبين مَن يُفضِل معرفة جالس المكتب البيضاوي.. ما يُبقي السؤال: ما الذي بمقدور المُنتقدين لحوارات الثنائي فتح/حماس ان يفعلوه.

نقلاً عن جريدة “الرأي” الأردنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى